• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الحكام الطغاة .
                          • الكاتب : زهير الفتلاوي .

الحكام الطغاة

* الطغاة بحاجة لشعوب متخلفة ليمارسوا طغيانهم

    *هناك حكام عسكريين مارسوا الديمقراطية في ظل شعوب واعية
   قدمت الباحثة د.امال كاشف الغطاء في ملتقها بحثا عن الحكام الطغاة وكيف يظهرون وماهي اسس الدكتاتورية الحديثة حيث قالت في بداية حديثها ان الطغاة يظهرون حين ينقسم الشعب على نفسه فيصبح ثلاثة اجزاء موالي ولامبالي ومعارض وجاءة باستشهادات حول الدين الاسلامي حيث قالت في بداية حديثها "لا يستطيع الفرد أن يكون طاغية إلا بوجود الآخرين فهو يستطيع أن يكون كريم في حبه لمخلوقات الله وأن يكون صادق في ما يتركه من آثار أما الطاغية فيحتاج إلى عدد من الناس ليمارس تأثيره عليهم ويتوضح سلوكه من تعامله معهم فروبنس كروز لا يمكن أن يكون طاغية في جزيرتهفلا يوجد من يمارس سلطته عليه وهنا نبحث كيف يسمح الناس للطاغية بالتعبيير عن نفسه وممارسة سطوته وسلطته عليهم .أن المحكومين وعلاقتهم بالطاغية ينقسمون إلى المؤيدلسياسته والذي لايهمه كيف تسير الامور والمعارض لنهجه واسلوبه فالمؤيد لسياسته -  يلتفون حول الطاغية ويقدمون أنفسهم وخدماتهم ومستعدين لتشويه الوقائع وتسويف الأمور وقلب الحقائق و يصنعون جو من البهجة والمرح بأقامة الأحتفالات والأعياد والمهرجانات ونشر صور الطاغية في الشارع في المدرسة في الدوائر في المحلات ورفع اللافتات التي تمجد الطاغية ويضعون القوانين والأنظمة التي تساعد على تحكم الطاغية وتسخر مراكز الدولة لتثبيت حكم الطاغية وهذه الطبقة تلي الطاغية فلها نفس القدرات من حيث القسوة والتجبر والظلم فهي قوية على الضعفاء ضعيفة مع الأقوياء تستمد قوتها من نهب الأموال والتسلق إلى المناصب تمارس كل فنون البغي في الرشوة والتحايل على القانون وأعطاء المواقع لذوي القربى كل ذلك لتبقى في ظل السلطة اما الذي لايبالي يتميز بثقافته السطحية أو المعدومة ومستعد أن يعمل للطاغية تحت مختلف الشعارات فهو عجلات عربة الطغيان همه أن ينال من الهبات والصدقات  التي تعطى له أحساناً وتكرماً ليصفق ويهتف في المناسبات وهم يتجمعون كما قال الشاعر   فرادا وأزواجاً كأنهم نمل  تقودهم الطبقة الأولى التي واجبها أن تسومهم وتقدمهم كقطيع وهذه الطبقة نتاج فناء وأندثار الطبقة الوسطى على يد الطاغية .

    

    فهؤلاء رغم قلتهم إلا أنهم غيروا مسيرات التاريخ ورسموا الأنماط المتعددة لأسلوب الحكم.

    واضافت في مجمل بحثها  إن الطاغية يحتاج إلى أمرين السلطة والمال ليتسلط على مقدرات الأمة فالطاغية بالسلطة الممنوحة له يتصرف بالمال دون قيد أو شرط ويعتبر القوانين الكونية مسخرة لصالحه ولذا نرى في سورة البقرة آية 258 ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ۖ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿258﴾)

     واكدت الباحثة على أن سكوت الناس على الظلم يوفر بيئة صالحة للطغيان ففرعون عندما قال (أنا ربكم الأعلى) لم يعترض عليه أحد فالطغيان أعلى درجة في سلم السلوك البشري من حيث السوء والقبح وقبول الناس وخضوعهم للطاغية دليل على تدني مستوى الإنسانية والتحول الى العبوديه وفي سورة العلق آية 6       ( كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ ليَطغى﴾  فهو يتوهم القوة وأنه مالك للثروات وبمنأى عن غدر الزمان             ولذا الأقوام التي سارت في طريق الطغيان  كان مصيرهم الى الفناء كما جاء في سورة الفجر (أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (٦) إِرَمَ ذَاتِ ٱلۡعِمَادِ (٧) ٱلَّتِى لَمۡ يُخۡلَقۡ مِثۡلُهَا فِى ٱلۡبِلَـٰدِ (٨) وَثَمُودَ ٱلَّذِينَ جَابُواْ ٱلصَّخۡرَ بِٱلۡوَادِ (٩) وَفِرۡعَوۡنَ ذِى ٱلۡأَوۡتَادِ (١٠) ٱلَّذِينَ طَغَوۡاْ فِى ٱلۡبِلَـٰدِ (١١) فَأَكۡثَرُواْ فِيہَا ٱلۡفَسَادَ (١٢) فَصَبَّ عَلَيۡهِمۡ رَبُّكَ سَوۡطَ عَذَابٍ (١٣) إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلۡمِرۡصَادِ (١٤( فقوم عاد اعتقدوا أن الأبنية العملاقة تحميهم وأن عاد مخلد في ملكه ولكن كل شيء آل إلى زوال لأن الطغيان يؤدي الى فساد النفوس في قضاء حوائج الناس ولا مبالاة في العمل .

     و اشارت د. امال ،أن طغيان الأمة لا يقل خطراً عن طغيان الحاكم وهو الذي يؤدي بالضرورة إلى ظهور الطاغية الذي يقمعهم ويقض عليهم بلا رحمة .

    

    

    يتداول لفظ (الحكام الطغاة) عبر الزمن بين فترة وأخرى كدلالة على القتل وسلب الأموال وأنتهاك الحرمات وزج الأبرياء في السجون والمعتقلات وتمتع الطاغية بأموال الناس والسماح لنفسه وللمقربين له بالحصول على المناصب وكسب الأقطاعيات وشراء الذمم وأشغال الناس بالمتع الرخيصة والثقافة الهزيلة وسنتناول في هذا البحث الطاغية عبر النقاط التالية :

    1- الشعب وعلاقته بالطاغية

    2-- الطغاة في القرآن الكريم

    3- سلوك الطغاة

    4 - الدول الخارجية وعلاقتها بالطاغية

    5- نفسية الطغاة

    1- الشعب وعلاقته بالطاغية

    لا يستطيع الفرد أن يكون طاغية إلا بوجود الآخرين فهو يستطيع أن يكون كريم في حبه لمخلوقات الله وأن يكون صادق في ما يتركه من آثار أما الطاغية فيحتاج إلى عدد من الناس ليمارس تأثيره عليهم ويتوضح سلوكه من تعامله معهم فروبنس كروز لا يمكن أن يكون طاغية في جزيرتهفلا يوجد من يمارس سلطته عليه وهنا نبحث كيف يسمح الناس للطاغية بالتعبيير عن نفسه وممارسة سطوته وسلطته عليهم .أن المحكومين وعلاقتهم بالطاغية ينقسمون إلى ما يلي :-

    1-   المؤيد لسياسته وأسلوبه

    2-    الذي لا يهمه كيف تسير الأمور

    3-    المعارض لنهجه وأسلوبه

    سنتعرض كل من هؤلاء

    1-    المؤيد لسياسته وأسلوبه

    هؤلاء يلتفون حول الطاغية ويقدمون أنفسهم وخدماتهم ومستعدين لتشويه الوقائع وتسويف الأمور وقلب الحقائق و يصنعون جو من البهجة والمرح بأقامة الأحتفالات والأعياد والمهرجانات ونشر صور الطاغية في الشارع في المدرسة في الدوائر في المحلات ورفع اللافتات التي تمجد الطاغية ويضعون القوانين والأنظمة التي تساعد على تحكم الطاغية وتسخر مراكز الدولة لتثبيت حكم الطاغية وهذه الطبقة تلي الطاغية فلها نفس القدرات من حيث القسوة والتجبر والظلم فهي قوية على الضعفاء ضعيفة مع الأقوياء تستمد قوتها من نهب الأموال والتسلق إلى المناصب تمارس كل فنون البغي في الرشوة والتحايل على القانون وأعطاء المواقع لذوي القربى كل ذلك لتبقى في ظل السلطة أن البعض منهم كان معارض من اجل تحين الفرص لكسب الأنظار والبروز إلى سطح المجتمع  ليغتنم المكاسب. ان معضمهم ينضوون تحت اما اعلام موجه يقدس الطاغيه أوقوات امن تبطش بالناس أوقضاءفاسد تنعدم فيه العداله

    

    

    2-    الذي لا يهمه كيف تجري الأمور .

    يتميز بثقافته السطحية أو المعدومة ومستعد أن يعمل للطاغية تحت مختلف الشعارات فهو عجلات عربة الطغيان همه أن ينال من الهبات والصدقات  التي تعطى له أحساناً وتكرماً ليصفق ويهتف في المناسبات وهم يتجمعون كما قال الشاعر   فرادا وأزواجاً كأنهم نمل  تقودهم الطبقة الأولى التي واجبها أن تسومهم وتقدمهم كقطيع وهذه الطبقة نتاج فناء وأندثار الطبقة الوسطى على يد الطاغية .

    أنهم يقدمون أولادهم قرابين في الحروب وضحايا أيام السلم وهم ليسوا موضع رهان الطبقة الأولى فقط وأنما موضع رهان الطبقة الثالثة فهم يشكلون بيضة القبان لمن يكونوا معه ومن الصعب الأعتماد على ولائهم فهم سريعي الضجر يميلون عندما تطول المحنة الى التذمر وبالتالى التمرد ويفقدون في الأنتظار روح الصبر والاراده فقد تخلوا عن النبي موسى (ع)  وأرادوا العودة إلى مصر لصعوبة العيش في الصحراء رغم أن فرعون أستعبدهم وقتل أولادهم وكذلك مسلم بن عقيل حيث تركوه وحيداً

    3-    المعارض لنهجه وأسلوبه

    هؤلاء رغم قلتهم إلا أنهم غيروا مسيرات التاريخ ورسموا الأنماط المتعددة لأسلوب الحكم. لهم هدف ثابت ومحدد هو أصلاح المجتمع وعلاقتهم مع الطاغية تعتمد على سلوكه وليس عطاءه كما في القسم الأول والثاني يضحون بالنفس والمال للوصول إلى أهدافهم ويقاومون نزعة الطاغيه في حب الظهور والتفرد في أتخاذ القرار يتحملون شظف العيش وقسوة الطبيعة من أجل الوصول إلى أهدافهم يحدوهم الأمل بأن الفرد يموت ولكن الفكرة لا تموت فالموت بالنسبة لهم يكشف عن حقيقة الطاغية وعلى الرغم من كونهم أفراد إلا أن أفكارهم تنتشر كالنار في الهشيم وهذا هو ما يقلق الطاغية فيضحي بالقسم الأول والثاني لأخافة هؤلاء وخلق الرعب في نفوسهم أن يفرقون عن القسم الأول والثاني في أنهم (يفرقون بين كوكب السماء والنجوم التي تحدثها أقدام البط في الوحل) على حد قول فيكتور هيجو أنهم يثيرون تساؤل الطبقات الأخرى ما هو الشيء الذي يضحون من أجله هؤلاء ؟ ولماذا ؟

    

    يتداول لفظ (الحكام الطغاة) عبر الزمن بين فترة وأخرى كدلالة على القتل وسلب الأموال وأنتهاك الحرمات وزج الأبرياء في السجون والمعتقلات وتمتع الطاغية بأموال الناس والسماح لنفسه وللمقربين له بالحصول على المناصب وكسب الأقطاعيات وشراء الذمم وأشغال الناس بالمتع الرخيصة والثقافة الهزيلة وسنتناول في هذا البحث الطاغية عبر النقاط التالية :

    1- الشعب وعلاقته بالطاغية

    2-- الطغاة في القرآن الكريم

    3- سلوك الطغاة

    4 - الدول الخارجية وعلاقتها بالطاغية

    5- نفسية الطغاة

    1- الشعب وعلاقته بالطاغية

    لا يستطيع الفرد أن يكون طاغية إلا بوجود الآخرين فهو يستطيع أن يكون كريم في حبه لمخلوقات الله وأن يكون صادق في ما يتركه من آثار أما الطاغية فيحتاج إلى عدد من الناس ليمارس تأثيره عليهم ويتوضح سلوكه من تعامله معهم فروبنس كروز لا يمكن أن يكون طاغية في جزيرتهفلا يوجد من يمارس سلطته عليه وهنا نبحث كيف يسمح الناس للطاغية بالتعبيير عن نفسه وممارسة سطوته وسلطته عليهم .أن المحكومين وعلاقتهم بالطاغية ينقسمون إلى ما يلي :-

    4-   المؤيد لسياسته وأسلوبه

    5-    الذي لا يهمه كيف تسير الأمور

    6-    المعارض لنهجه وأسلوبه

    سنتعرض كل من هؤلاء

    4-    المؤيد لسياسته وأسلوبه

    هؤلاء يلتفون حول الطاغية ويقدمون أنفسهم وخدماتهم ومستعدين لتشويه الوقائع وتسويف الأمور وقلب الحقائق و يصنعون جو من البهجة والمرح بأقامة الأحتفالات والأعياد والمهرجانات ونشر صور الطاغية في الشارع في المدرسة في الدوائر في المحلات ورفع اللافتات التي تمجد الطاغية ويضعون القوانين والأنظمة التي تساعد على تحكم الطاغية وتسخر مراكز الدولة لتثبيت حكم الطاغية وهذه الطبقة تلي الطاغية فلها نفس القدرات من حيث القسوة والتجبر والظلم فهي قوية على الضعفاء ضعيفة مع الأقوياء تستمد قوتها من نهب الأموال والتسلق إلى المناصب تمارس كل فنون البغي في الرشوة والتحايل على القانون وأعطاء المواقع لذوي القربى كل ذلك لتبقى في ظل السلطة أن البعض منهم كان معارض من اجل تحين الفرص لكسب الأنظار والبروز إلى سطح المجتمع  ليغتنم المكاسب. ان معضمهم ينضوون تحت اما اعلام موجه يقدس الطاغيه أوقوات امن تبطش بالناس أوقضاءفاسد تنعدم فيه العداله

    

    5-    الذي لا يهمه كيف تجري الأمور .

    يتميز بثقافته السطحية أو المعدومة ومستعد أن يعمل للطاغية تحت مختلف الشعارات فهو عجلات عربة الطغيان همه أن ينال من الهبات والصدقات  التي تعطى له أحساناً وتكرماً ليصفق ويهتف في المناسبات وهم يتجمعون كما قال الشاعر   فرادا وأزواجاً كأنهم نمل  تقودهم الطبقة الأولى التي واجبها أن تسومهم وتقدمهم كقطيع وهذه الطبقة نتاج فناء وأندثار الطبقة الوسطى على يد الطاغية .

    أنهم يقدمون أولادهم قرابين في الحروب وضحايا أيام السلم وهم ليسوا موضع رهان الطبقة الأولى فقط وأنما موضع رهان الطبقة الثالثة فهم يشكلون بيضة القبان لمن يكونوا معه ومن الصعب الأعتماد على ولائهم فهم سريعي الضجر يميلون عندما تطول المحنة الى التذمر وبالتالى التمرد ويفقدون في الأنتظار روح الصبر والاراده فقد تخلوا عن النبي موسى (ع)  وأرادوا العودة إلى مصر لصعوبة العيش في الصحراء رغم أن فرعون أستعبدهم وقتل أولادهم وكذلك مسلم بن عقيل حيث تركوه وحيداً

    6-    المعارض لنهجه وأسلوبه

    هؤلاء رغم قلتهم إلا أنهم غيروا مسيرات التاريخ ورسموا الأنماط المتعددة لأسلوب الحكم. لهم هدف ثابت ومحدد هو أصلاح المجتمع وعلاقتهم مع الطاغية تعتمد على سلوكه وليس عطاءه كما في القسم الأول والثاني يضحون بالنفس والمال للوصول إلى أهدافهم ويقاومون نزعة الطاغيه في حب الظهور والتفرد في أتخاذ القرار يتحملون شظف العيش وقسوة الطبيعة من أجل الوصول إلى أهدافهم يحدوهم الأمل بأن الفرد يموت ولكن الفكرة لا تموت فالموت بالنسبة لهم يكشف عن حقيقة الطاغية وعلى الرغم من كونهم أفراد إلا أن أفكارهم تنتشر كالنار في الهشيم وهذا هو ما يقلق الطاغية فيضحي بالقسم الأول والثاني لأخافة هؤلاء وخلق الرعب في نفوسهم أن يفرقون عن القسم الأول والثاني في أنهم (يفرقون بين كوكب السماء والنجوم التي تحدثها أقدام البط في الوحل) على حد قول فيكتور هيجو أنهم يثيرون تساؤل الطبقات الأخرى ما هو الشيء الذي يضحون من أجله هؤلاء ؟ ولماذا ؟

    الموضوع التالي (الطغاة في القرآن الكريم ) 

                        

    

    الطغاة في القرآن الكريم (2)

    أن الطغاة في القرآن الكريم أما أن يكونوا أفراد أو أمم والأمم هي التي تمهد لظهور الطاغية حيث أن سلوكها باباحة القتل وسلب الاموال وانتهاك الحريات والعبث باجساد الموتى والغش في البيع والشراء  يؤدي بالضرورة إلى ظهور طاغية يحاول السيطرة عليها وكبح جماحها فالطغاة في القرآن الكريم ظهروا بعد هلاك قوم نوح ففي الآيات التاليه من  سورة نوح (وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا ﴿26﴾ إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا ( . فقوم نوح كانوا كفاراً وهم مرادفين للطغاة في الآيات الاولى من سورة البقرة (يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴿9﴾ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ﴿10﴾ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ﴿11﴾ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَٰكِنْ لَا يَشْعُرُونَ ﴿12﴾ .الكفار هم المخادعون المفسدون والكذابون في الأرض وينتهي بهم الأمر الى الطغيان الذي يصيبهم بالعمى فيفقدون القدره على سلوك الطريق القويم فقوم نوح تعطلت لديهم مصادر المعرفة فرفضوا فكرة بناء السفينة لاعتقادهم أن لهم القدرة بالتغلب على الفيضان كما قال أبنه سآوى إلى جبل لايصل اليه الماء  . لقد رفضوا جدال النبي نوح (ع) وأعتبروه هراء لا معنى له فالظلم والطغيان يموه الأمور ويرفض الفكر العلمي للتغلب على المحنة  ويمنح شعور زائف بالقوة .

    في الآية الكريمة من سورة الاسراء (وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا ﴿16﴾ وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ ۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا ﴿17﴾) . نجد هنالك تسلسل زمني وأحداث يعقب بعضها بعضاً فالقوم إذا كانوا طغاة في سلوكهم باباحة الامور في الموازين والمكيال و الفواحش والسرقة وأكل مال اليتيم أدى بالضرورة الى أن مترفيها سايروا القوم في فسقهم وفجورهم وهنا يظهر الطاغية الذي يحاول أن يستعمل كل الأساليب ليكبح جماح القوم الظالمين باساليب اكثر قسوة وعنف فيستعمل السجن والتعذيب وتنتهي العدالة وتموت الرحمة ويصبح القوم وكأنهم خارجين من سفينة غارقة في لجة بحر كل يسعي إلى النجاة بنفسه وتنتهي كل قيم المودة والإخاء والتواصل وينهار المجتمع بفعل الأوبئة والحروب والكوارث. كل فرد تهمه مشكلته ومصيره والاخرين لاشئ بالنسبة له.

    يذكر القرآن الكريم  أمم تتصف بالظلم وتتخذه منهاجاً لها مثل قوم نوح  ولوط وصالح. فقوم لوط ظنوا ان رغباتهم السيئه ستخلصهم من الهلاك  وقوم صالح تمادوا في نقضهم العهد المبرم مع النبى صالح وهذا يعني انهم قوم ينقضون العهود فيما بينهم.ففي آية 117 سورة هود (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ ﴿117﴾لا يمكن أهلاك القرى وأهلها مصلحون) وهذا الإصلاح يأتي من تعامل الناس في ما بينهم على أساس الصدق والأمانة والوفاء بالعهد وعمل الخير ورعاية اليتيم أما إذا كانت الأمة تعطي شرعية للقتل وسلب الأموال وانتهاك الحرمات والكذب لتبرير الأفعال الدنيئة فلا بد أن يخرج من بينهم من هو أشد منهم ظلما وقسوة ليسيطر على مقدراتهم ويعاملهم أكثر قسوة مما هم عليه وبدلاً من أن يتجه إلى أصلاح النفوس يقوم بإظهار قوته وجبروته في تطويع المادة حسب أرادته فهو غير قادر على التعامل مع البشر أما المادة فهي طوع أمره فيبني الأبراج والقصور يساعده في ذلك الأموال والسلطة التي يتمتع بها.

     إن الطاغية يحتاج إلى أمرين السلطة والمال ليتسلط على مقدرات الأمة فالطاغية بالسلطة الممنوحة له يتصرف بالمال دون قيد أو شرط ويعتبر القوانين الكونية مسخرة لصالحه ولذا نرى في سورة البقرة آية 258 ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ۖ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿258﴾) يقول لإبراهيم أنا أحيي وأميت فهو يتصرف بالسلطة المطلقة التي تجعله يهب الحياة ويمنعها وبالمال الذي يشتري به الضمائر وينفقه على مظاهر الثراء التي تحيط  به وتوقع الهيبة في النفوس ولكن النبي إبراهيم (ع) رد عليه أن الله يأت بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فالنبي إبراهيم (ع) يتكلم بمنطق النظام والتنسيق والطغاة هم المفسدون في الأرض من حيث الحرب والتدمير والقتل والطاغيه لم يعد لديه حجة يقارع بها سوى قتل إبراهيم ليحسم الأمر فليس هنالك من يحاججه من القوم ويرده الى طريق الصواب ويوضح له خطأ منهاجه. فالقتل وسيلة الطاغية للتفاهم .وفي سورة الحج آية 35 الظالمين يتصفون بقسوة القلب. والرحمة لا تجد طريقها إلى قلوبهم وهذه القسوة والظلم تؤدي إلى هلاكهم ودمار عروشهم  ومدنهم وقلاعهم كما في  سورة الحج (وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ ﴿42﴾ وَقَوْمُ إِبْرَاهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ ﴿43﴾ وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ ۖ وَكُذِّبَ مُوسَىٰ فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ ۖ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ ﴿44﴾ فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ ﴿45﴾).

    أن الطاغية يعيش في وهم القوة والخلود فهو يملك حق الموت والحياة والعيش ففرعون يقول أنا لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري لي فهو أكبر قوة وحجم من الآخرين والزينة والأموال أفقدته صوابه كما في آية 88 سورة يونس (وَقَالَ مُوسَىٰ رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ ۖ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَىٰ أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّىٰ يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ﴿88﴾)  لقد ضللته قوته الوهمية فاستعان بالسحر ليقهر موسى.

    أن الظلم يؤدي إلى هلاك الطغاة لأنهم يقتلون ويسلبون الأموال ويحطمون العلاقات التي تربط بين أفراد المجتمع ليحطمون ما يملكه الضعفاء من قوة عددية وتكاتف وتغلغل في أركان الحياة فعندما قرر اليهود في مصر ترك العمل هاجم المصريون القمل والضفادع والجراد لأن الأيدي العاملة التي تقضي على الآفات توقفت عن العمل. أن أسوأ ما في حكم الطغاة أن المحكومين تمسح عقولهم وأفكارهم ويأخذون بالاعتقاد بأن سلوك الطغاة هو الأمثل للتعامل فيما بينهم و يوفر السيطرة على مقدرات الأمور فيتحول كل منهم الى طاغيه في مجال حياته.

    أن سكوت الناس على الظلم يوفر بيئة صالحة للطغيان ففرعون عندما قال (أنا ربكم الأعلى) لم يعترض عليه أحد فالطغيان أعلى درجة في سلم السلوك البشري من حيث السوء والقبح وقبول الناس وخضوعهم للطاغية دليل على تدني مستوى الإنسانية والتحول الى العبوديه وفي سورة العلق آية 6       ( كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ ليَطغى﴾  فهو يتوهم القوة وأنه مالك للثروات وبمنأى عن غدر الزمان             ولذا الأقوام التي سارت في طريق الطغيان  كان مصيرهم الى الفناء كما جاء في سورة الفجر (أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (٦) إِرَمَ ذَاتِ ٱلۡعِمَادِ (٧) ٱلَّتِى لَمۡ يُخۡلَقۡ مِثۡلُهَا فِى ٱلۡبِلَـٰدِ (٨) وَثَمُودَ ٱلَّذِينَ جَابُواْ ٱلصَّخۡرَ بِٱلۡوَادِ (٩) وَفِرۡعَوۡنَ ذِى ٱلۡأَوۡتَادِ (١٠) ٱلَّذِينَ طَغَوۡاْ فِى ٱلۡبِلَـٰدِ (١١) فَأَكۡثَرُواْ فِيہَا ٱلۡفَسَادَ (١٢) فَصَبَّ عَلَيۡهِمۡ رَبُّكَ سَوۡطَ عَذَابٍ (١٣) إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلۡمِرۡصَادِ (١٤( فقوم عاد اعتقدوا أن الأبنية العملاقة تحميهم وأن عاد مخلد في ملكه ولكن كل شيء آل إلى زوال لأن الطغيان يؤدي الى فساد النفوس في قضاء حوائج الناس ولا مبالاة في العمل .

    أن طغيان الأمة لا يقل خطراً عن طغيان الحاكم وهو الذي يؤدي بالضرورة إلى ظهور الطاغية الذي يقمعهم ويقض عليهم بلا رحمة .

    الطاغية والعلاقات الخارجية

    أن تحقيق العدالة الاجتماعية يمنع الحاكم من أن يكون طاغية وعلى الرغم من أن مصطلح العدالة الاجتماعية حديثاً جداً إلا أن الإنسان منذ بدء الخليقه أدان قتل قابيل لهابيل ووضع شرائع ومدونات تنظم العلاقات وهذا يدل على أن العدالة موضع اهتمام الإنسان منذ سنين الوعي الأولى ولكن الطاغية له آلياته وأسلوبه في مواجهة هذا التحدي بالاضطهاد والعنف والقسوة لمن يناوئه والمحاباة لمن يوده بالإضافة إلى ذلك يقوم بغزو وإشعال الحروب مع دول أخرى ليجر شعبه إلى حروب دامية الهدف منها :

    أولاً :- أشغال الشعوب بأمور جانبية وإعطاءه نشوة الفرح والزهو والانتصار.

    ثانياً :- تحقيق مكاسب مادية بنهب ثروات الشعوب الأخرى المغلوبة بدلاً من تعزيز قدراته وحثه على العمل .

    ثالثاً :- التخلص من الفائض السكاني حيث الحروب تؤدي إلى قتل الشباب الذين يشكلون جزء أساسي للوفرة السكانية التي على الطاغية أن يوفر لها المسكن والعمل والحاجات الأساسية كالملبس والمأكل والتعليم .

    والحرب تخلص الطاغية من كل هذه المسؤولية فالحرب بالنسبة للطاغية ضرورية لدوام حكمة وإذا لم تكن هنالك حرب مشتعلة فيخلق الطاغية عدو خارجي يهدد به شعبه ويبرر وجوده. فهتلر اعتبر الشعب الألماني أرقى الشعوب فخلق حالة عدائية مع الشعوب الأخرى التى نظر اليها على انها مسخرة لخدمة الشعب الألماني . وفي التاريخ الحديث تحول الاتحاد السوفيتي بقيادة ستالين من حليف للحلفاء في حربهم ضد هتلر إلى عدو بعد الحرب وأصبحت الشيوعية هي الهاجس المرعب لدول غرب أوربا وأمريكا وعندما انتهى الاتحاد السوفيتي أوجد أمريكا الإسلام كعدو لهم متمثلاً بالقاعدة وطالبان التي لم يكن لها وجود أيام الصراع مع الاتحاد السوفيتي لقد أشار جورج أرويل في كتابه ( 1980 ) إلى أهمية العدو الوهمي في تحكيم قبضة الطغاة على شعوبهم والتاريخ فيه شواهد كثيرة فاباطرة أوربا بمساعدة الكنيسة حركوا الشعوب المسيحيه للقيام بالحروب الصليبية بدفعهم نحو الشرق وحدث في أحد الحملات أن زج الأطفال في الحرب على إنها حرب مقدسة .

    لم تحقق حروب الطغاة شيئً للشعوب من مكاسب فعظمة الأسكندر تتجسد في قدرته على قيادة الجيش عبر مسافات شائعة بعيداً عن مركز حكمة وأخضع الأمم الفارسية والهندية لحكمة ولكن هذه الإمبراطورية الشاسعة التي كان يحلم بها تمزقت وتقاسمها قوادها بعد موته أن الطاغية يحقق أحلامه وأماله وليس مصلحة شعبه فهنالك فارق في نظر الطغاة بين مصلحة الشعب وإرادة الشعب .

    أن الطاغية يلجأ إلى الحروب تحت غطاء من الأعمال ذات الصفة الدعائية ويتكلم عن الأهداف والغايات النبيلة وعالم سوف لن يعرف الحروب وتخفق فيه راية السلام ويقدم التقارير عن المهرجانات والانتصارات والأمجاد التي ستحقق للأجيال القادمة وفي الوقت نفسه يقتل آلاف المدنيين والأطفال والجنود تحت موت مخطط رسمت تفاصيله على خارطة طريق وتوضع كل المبادئ وما كتب وما يراد أن يكتب على الرفوف ويتفحم شاب وفي أصبعه خاتم زواج وتترمل عروس بثياب زفافها ويلفظ طفل على قارعة الطريق . أن الطغاة يفرضون الموت والدمار والتشرد على من لا حول لهم ولا قوة على البسطاء الذين يفكرون في لقمة العيش .أن هنالك أتفاق شبه ضمن بين كل الطغاة على أن الحرب هي الوسيلة لقمع الشعوب وأبادتها .

    تمسك هتلر  بنظرية مالتوس التي تدعو الحاكم إلى الاستيلاء على مزيد من الأراضي لأن الموارد المتاحة ضمن رقعة حكمه لا تكفي لشعبه فغزا هتلر بولندا وتشيكو سلوفاكيا وتوسع في أوربا حتى دخل روسيا وكانت النتائج مضرة بالشعب الألماني الذي أنقسم إلى دولتين وحتم عليه دفع ديون الحرب ولكنه أنقذ بفعل مشروع مارشال الذي طرحته أمريكا. ماذا أراد هتلر؟ وماذا أراد تشرشل ؟ أرادوا اقتسام العالم فيما بينهم أما السلام الذي تكلموا عنه طويلاً فقد دفن مع اتفاقيات سايكس بيكو.

    أن الدول تبارك حكم الطاغية وتغض النظر عن جرائمه فليس هنالك منذ الأزمنة الموغلة في القدم ما يحد في سطوة الطاغية والحروب فيما بينهم تعود لمصالح معينة كما أن حركات الشعوب للتحرر من الطاغية تجهض بعد سقوطه ليتمحور النظام القائم بعدة ليعود مرة أخرى بدافع من الدول ذات المصلحة وينظم نفسه تحت أسماء ومطاليب لا علاقه لدعاة التغيير بها.

     أتفق الحلفاء فيما بينهم على أعطاء وطن قومي لليهود في فلسطين وداعب أحلام اليهود أن فلسطين ستكون كلها لهم ولمدة على ما يزيد من نصف قرن من الزمان قتل مئات اليهود والاف العرب ثمناً لتلك الوعود التي تخلص فيها الغرب من اليهود والعرب على السواء فقد دفع اليهود بعيداً عن أوربا التي كانوا يهزون اقتصادها بمضارباتهم المالية والعرب استهلكت ثرواتهم في هذا الصراع .

    الاتحاد السوفيتي يغزو أفغانستان وطالبان تسيطر على أفغانستان بمساعدة أمريكية وأمريكا تحارب طالبان من الرابح ومن الخاسر لا استطيع أن أطلق عليها سوى (رقصة الطغاة) اما الشعب فقد دفع حياته وثرواته وتمزقت روابطه الاجتماعيه 

      الطاغية والعلاقات الخارجية

    أن تحقيق العدالة الاجتماعية يمنع الحاكم من أن يكون طاغية وعلى الرغم من أن مصطلح العدالة الاجتماعية حديثاً جداً إلا أن الإنسان منذ بدء الخليقه أدان قتل قابيل لهابيل ووضع شرائع ومدونات تنظم العلاقات وهذا يدل على أن العدالة موضع اهتمام الإنسان منذ سنين الوعي الأولى ولكن الطاغية له آلياته وأسلوبه في مواجهة هذا التحدي بالاضطهاد والعنف والقسوة لمن يناوئه والمحاباة لمن يوده بالإضافة إلى ذلك يقوم بغزو وإشعال الحروب مع دول أخرى ليجر شعبه إلى حروب دامية الهدف منها :

    أولاً :- أشغال الشعوب بأمور جانبية وإعطاءه نشوة الفرح والزهو والانتصار.

    ثانياً :- تحقيق مكاسب مادية بنهب ثروات الشعوب الأخرى المغلوبة بدلاً من تعزيز قدراته وحثه على العمل .

    ثالثاً :- التخلص من الفائض السكاني حيث الحروب تؤدي إلى قتل الشباب الذين يشكلون جزء أساسي للوفرة السكانية التي على الطاغية أن يوفر لها المسكن والعمل والحاجات الأساسية كالملبس والمأكل والتعليم .

    والحرب تخلص الطاغية من كل هذه المسؤولية فالحرب بالنسبة للطاغية ضرورية لدوام حكمة وإذا لم تكن هنالك حرب مشتعلة فيخلق الطاغية عدو خارجي يهدد به شعبه ويبرر وجوده. فهتلر اعتبر الشعب الألماني أرقى الشعوب فخلق حالة عدائية مع الشعوب الأخرى التى نظر اليها على انها مسخرة لخدمة الشعب الألماني . وفي التاريخ الحديث تحول الاتحاد السوفيتي بقيادة ستالين من حليف للحلفاء في حربهم ضد هتلر إلى عدو بعد الحرب وأصبحت الشيوعية هي الهاجس المرعب لدول غرب أوربا وأمريكا وعندما انتهى الاتحاد السوفيتي أوجد أمريكا الإسلام كعدو لهم متمثلاً بالقاعدة وطالبان التي لم يكن لها وجود أيام الصراع مع الاتحاد السوفيتي لقد أشار جورج أرويل في كتابه ( 1980 ) إلى أهمية العدو الوهمي في تحكيم قبضة الطغاة على شعوبهم والتاريخ فيه شواهد كثيرة فاباطرة أوربا بمساعدة الكنيسة حركوا الشعوب المسيحيه للقيام بالحروب الصليبية بدفعهم نحو الشرق وحدث في أحد الحملات أن زج الأطفال في الحرب على إنها حرب مقدسة .

    لم تحقق حروب الطغاة شيئً للشعوب من مكاسب فعظمة الأسكندر تتجسد في قدرته على قيادة الجيش عبر مسافات شائعة بعيداً عن مركز حكمة وأخضع الأمم الفارسية والهندية لحكمة ولكن هذه الإمبراطورية الشاسعة التي كان يحلم بها تمزقت وتقاسمها قوادها بعد موته أن الطاغية يحقق أحلامه وأماله وليس مصلحة شعبه فهنالك فارق في نظر الطغاة بين مصلحة الشعب وإرادة الشعب .

    أن الطاغية يلجأ إلى الحروب تحت غطاء من الأعمال ذات الصفة الدعائية ويتكلم عن الأهداف والغايات النبيلة وعالم سوف لن يعرف الحروب وتخفق فيه راية السلام ويقدم التقارير عن المهرجانات والانتصارات والأمجاد التي ستحقق للأجيال القادمة وفي الوقت نفسه يقتل آلاف المدنيين والأطفال والجنود تحت موت مخطط رسمت تفاصيله على خارطة طريق وتوضع كل المبادئ وما كتب وما يراد أن يكتب على الرفوف ويتفحم شاب وفي أصبعه خاتم زواج وتترمل عروس بثياب زفافها ويلفظ طفل على قارعة الطريق . أن الطغاة يفرضون الموت والدمار والتشرد على من لا حول لهم ولا قوة على البسطاء الذين يفكرون في لقمة العيش .أن هنالك أتفاق شبه ضمن بين كل الطغاة على أن الحرب هي الوسيلة لقمع الشعوب وأبادتها .

    تمسك هتلر  بنظرية مالتوس التي تدعو الحاكم إلى الاستيلاء على مزيد من الأراضي لأن الموارد المتاحة ضمن رقعة حكمه لا تكفي لشعبه فغزا هتلر بولندا وتشيكو سلوفاكيا وتوسع في أوربا حتى دخل روسيا وكانت النتائج مضرة بالشعب الألماني الذي أنقسم إلى دولتين وحتم عليه دفع ديون الحرب ولكنه أنقذ بفعل مشروع مارشال الذي طرحته أمريكا. ماذا أراد هتلر؟ وماذا أراد تشرشل ؟ أرادوا اقتسام العالم فيما بينهم أما السلام الذي تكلموا عنه طويلاً فقد دفن مع اتفاقيات سايكس بيكو.

    أن الدول تبارك حكم الطاغية وتغض النظر عن جرائمه فليس هنالك منذ الأزمنة الموغلة في القدم ما يحد في سطوة الطاغية والحروب فيما بينهم تعود لمصالح معينة كما أن حركات الشعوب للتحرر من الطاغية تجهض بعد سقوطه ليتمحور النظام القائم بعدة ليعود مرة أخرى بدافع من الدول ذات المصلحة وينظم نفسه تحت أسماء ومطاليب لا علاقه لدعاة التغيير بها.

     أتفق الحلفاء فيما بينهم على أعطاء وطن قومي لليهود في فلسطين وداعب أحلام اليهود أن فلسطين ستكون كلها لهم ولمدة على ما يزيد من نصف قرن من الزمان قتل مئات اليهود والاف العرب ثمناً لتلك الوعود التي تخلص فيها الغرب من اليهود والعرب على السواء فقد دفع اليهود بعيداً عن أوربا التي كانوا يهزون اقتصادها بمضارباتهم المالية والعرب استهلكت ثرواتهم في هذا الصراع .

    الاتحاد السوفيتي يغزو أفغانستان وطالبان تسيطر على أفغانستان بمساعدة أمريكية وأمريكا تحارب طالبان من الرابح ومن الخاسر لا استطيع أن أطلق عليها سوى (رقصة الطغاة) اما الشعب فقد دفع حياته وثرواته وتمزقت روابطه الاجتماعيه 

    لَّا تَجۡعَلۡ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهًا ءَاخَرَ فَتَقۡعُدَ مَذۡمُومً۬ا مَّخۡذُولاً۬ (٢٢)جعل حياته جحيم لا يطاق هؤلاء يشكلون خطراً على المجتمع لأنهم يمهدون لظهور الطغاة وخلق أناس على شاكلتهم . فالأب الذي يتحكم بالعائلة ويفرض عليها نمط معين من السلوك والراى والفعل لا يختلف عن الطاغية الذي يتحكم في دولة .

    أن هنالك تباين في سلوك الطاغية الحاكم فهو يمتلك الرأفة والرحمة والحنان مع أولاده ولكنه قاس جبار مع شعبه . يتكلم بالشرف والأخلاق والعفة ولكنه داعر متهتك عندما تتاح له الفرصة .فالطاغية عندما يحكم لا يعرف العهود والمواثيق يتحلى بصبفات المنافق الذي إذا أوتمن خان وإذا حدث كذب وإذا وعد أخلف أما إذا الطاغيه العادي الذي يملك القليل من آليات التحكم والتسلط فهو يتكتم ويتخفى ويحرص على أن يبدو بصورة أخرى إنه خنزير داخل أرنب. الطاغية لا يعرف الحب فإذا أحب من هو دون منه أحتقره  وأذله أما إذا كان أعلى منه مرتبة فيحاول أن يقضم ما يملكه الأخر لينزل به إلى مستوى أقل منه وهذا ما تعامل به الطغاة مثل نيرون مع معلمه سنكا والأسكندرمع استاذة ارسطو. فالطاغية في السلطة أو خارجها لا يستطيع أن يرى من أحسن إليه ورفع من مقامه وسانده لأنه لايريد أن يتذكر أيام ضعفه وهوانه فكونه في السلطة يقتله وإما خارجها فيهينه ويحتقره.

    إذا كانت الحروب  المتنفس للطغاة عن جبروتهم وقسوتهم فأن أحداث المشاكل وتسميم الأجواء وخلق الخلافات هي من سمة الطغاة خارج السلطة ولا نستطيع أن نحدد بالضبط لماذا يكون الإنسان طاغية ولكن بشكل عام البيئة وليس الوراثة هي التي تخلق الطاغية .

    هناك مجتمعات تخلق طغاة حيث يؤله القائد ويخضع له خضوعا تاما ويمنح صفات يتفرد بها وتربط هذه المجتمعات مصيرها بهذا القائد من حيث الحياة والموت واذا اخطا او فشل في حرب فالمشكله ليس ازهاق ارواح الناس وخسارة الاراضي والممتلكات في معركه محسومه نتائجها مسبقا وانما القائد يجب ان يبقى لانه رمز واسطوره.

    لا يمكن أن يخلق الله إنسان بصبفات سيئة نهى الله عنها ويعاقبه عليها فالطاغية ينشأ بحكم البيئة . والعوامل البيئية التي تتحكم بظهور الطاغية هي العائلة عندما تكون ممزقة و الأب منحرف وتعاني في حدوث أزمات بين الأم والأب وينشأ الولد عديم الانتماء ينمو كنبات بري وكنتيجة لعدم الانتماء وفقدان الحماية من الأب والأم يأخذ المجتمع دوره في القسوة على هذا النمو الإنساني المنحرف لينال منه وليعيده إلى جادة الصواب فتنشأ في أعماقه قسوة وإحباط وألم دفين على واقعه على نفسه على كل من حوله وعندما يكبر ينفجر هذا الخزين إلى بركان على ما حوله .

    أن الثورات التي حدثت في أفريقيا والدول العربية وأمريكا اللاتينية حملت الكثير من الطغاة إلى السلطة فقاموا بمجازر مروعة ونهبوا أموال شعوبهم لأن الثورة عملية غير منظمة يستطيع الطغاة بما يملكون من أساليب ملتوية أن يصلوا إلى قمة الهرم ويستحوذوا على السلطة أن ضعف المجتمع وعدم وجود آليات الضبط الاجتماعي وافتقاد العدالة في القضاء وغياب حرية الرأي وحرية التواصل الاجتماعي يؤدي إلى تسلق الطغاة للمناطق الهامة في المجتمع  يساعدهم الانفلات الأمني للثورة  وتصاعد الشعارات والخطب ذات العبارات المؤثرة ولهفة الجماهير للتخلص من النظام السابق كل هذا يؤدي إلى ظهور الطغاة ولذا نحن بحاجة إلى اعتماد أسس واضحة بحيث لا تتيح للطغاة الوصول إلى قمة سدة الحكم .

    أن الشروط التي أعتمدها علماء المسلمين الواجب توفرها فيمن يتولى شؤون الأمة يجب أن يعاد النظر بها فشرط العدالة وهي الأخلاق الفاضلة أن لا يخون ولا يكذب ولا يرتكب الكبائر ويكون عالم بما يتطلب منه من واجب .

    2- ذا تاريخ نزيه وخالي من الشوائب ويتمتع بعلاقات اجتماعية نزيهه .

    وقادر على إدارة الدولة وحماية مواردها واستغلالها والحفاظ على موروثها الثقافي.

    3- أن يحرص على كرامة أهل مملكته وأمنهم .

    يجب وضع هذه الشروط موضع التنفيذ حتى لا يصل طغاة المجتمع إلى سدة الحكم 

     تختلف نهاية الحاكم الطاغيه عن الإنسان الطاغيه فالاخير ينتهي باختفاء أثره أما كذرية أو مال ونجد ذلك في الروايات (كقصة مدينتين) حيث المركيز مع قلاعه و(القاهرة الجديدة ) لنجيب محفوظ ومسرحية (الراقصة) لأوجين أونيل أما الحكام فنجد مسرحية (كاليجولا) لالبير كامو و(رتشارد الثالث) لشكسبير ومسرحية (ما كبث) لشكسبير وفي كل الحالات يتملك الطاغية شعور جارف بأنه قادر على تجاوز القوانين الكونية التي تفرض العدالة كما جاء في الشرائع والنظام كما نراه من حركة الكواكب والمجرات وعلى الأرض نجد هنالك طبيعة تقف ضد الإنسان وتدافع عن نفسها فخمسة ألاف سنة لا نستطيع القضاء على الفئران والجراد الذي يسبب التلف للمواد الغذائيه  ولكن نستطيع إلى حد ما تجنبها كما أن بعض الكائنات المجهرية تخلق لها دفاعات جديد كالبكتريا.

    أن الاضطهاد النفسي الذي يتعرض له بالإهمال والاحتقار في الطفولة يولد رواسب من الصعب زوالها وعندما يصبح في موقع السلطة يحس أن من حقه أن يعوض عن الحرمان الذي ذاقه في طفولته والصعب في الأمر أن من أساء أليه لا يعرف ذلك ولكن الطاغية يعرف بالسنين والشهور والدقائق ما لحق به من سوء تصرف واضطهاد ومسرحية (رتشارد الثالث ) لشكسبيرعبرت جيداً عن هذا الأمر . أننا نحتاج إلى دراسة لدقائق حياة الطاغية منذ نعومة أظفاره وحتى تسلمه السلطة بما يخص سلوكه مع زملائه تقبله للمعرفة سلوكه مع عائلته فكيف يتسلم السلطة قاتل ؟هل نتقبل أعطاء السلطة لأوزوالد قاتل كنيدي ؟ ولكن تربع على كرسي الخلافة من قال أضع كل ما كتب تحت قدمي هاتين في العهد الذي كتبه معاوية مع الأمام الحسن (ع) واستلم الخلافه مروان بن الحكم الذي سدد سهمه الى طلحه في حرب الجمل .

    ربما يعتبر البعض أن الحكام الذي يأتون من أصول عسكرية يكونون أميل إلى الطغاة فالعمل العسكري لا مكان فيه لتبادل الرأي وإنما المهم تنفيذ الأوامر للوصول إلى الغاية ولكن شهد التاريخ وجود الديمقراطيه في ظل حكام اصولهم عسكريه مثل تشرشل وايزنهاور إذن المشكله في النظام الذي يسمح بتسلل الطغاة الى موقع السلطه.

    ماذا كان تقدير القذافي وصدام لذاته بحيث جعلته يواصل الحرب ؟ لم يكن صاحب قضية وإنما كان مبالغاً في تقدير إمكاناته ومتماديا في تقدير ذاته التى يعتبرها تعلو على الاخرين.

    أن التاريخ الأوربي يعزو ظهور الأسكندر المقدوني ويوليوس وقيصر ونابليون هؤلاء الذين اقتحموا العالم بجيوشهم إلى أخيل أحد ابطال الاخيين الذي حارب جيش طراودة وقتل هكتور بن بريام ،ان كل واحد منهم يرجوا أن يكون كأخيل يحتل كتب التاريخ ببطولاته .

     في القرن العشرين ظهر الحكام الطغاة في أمريكا اللاتينية  وأعتبر تشي جيفارا نموذجا له يحتذى به ويستحق أن يضطهد الآخرين من أجل أن يحقق أفكاره ومبادئه. أما في البلاد العربية فظهرت أفكار أعتقد البعض أن من الضروري الدفاع عنها للتمكن من تطبيقها . واعتبار عبد الناصر نموذج يقتدي به .

    ربما يكمن السر في وقوف القذافي وصدام وصالح جعلهم بن لادن نموذج لهم فبن لادن صمد دون أن يملك المقومات المالية والمعنوية التي يملكها القذافي وصدام وصالح فلما ذا لايحذون حذوه؟ ان حصيلة هذا كله رخص الدم العربي الاسلامي؟   

    نهاية الطغاة

    هل للطغاة نهاية تختلف عن الآخرين وبماذا تميز هذه النهاية سواء حكام أو أناس عاديين وتختلف نهاية الحاكم عن الإنسان العادي ويشكل الإنسان العادي ينتهي باختفاء أثره كذرية أو مال ونجد ذلك في الروايات (كقصة مدينتين) حيث المركز مع قلاعه والقاهرة الجديدة لنجيب محفوظ ومسرحية (الراقصة) لأوجين أونيل أما الحكام فنجد مسرحية كاليجولا لاالبير كامد ورتشارد الثالث لشكسبير ومسرحية ما كبث في كل الحالات يتملك الطاغية شعور جارف بأنه قادر على تجاوز القوانين الكونية التي تفرض العدالة وهذا ما نراه من حركة الكواكب والمجرات وعلى الأرض نجد هنالك طبيعة تقف ضد الإنسان وتدافع عن نفسها فخمسة ألاف سنة لا نستطيع القضاء على الجرذ ولكن نستطيع إلى حد ما تخبه والغريب أن بعض الكائنات المجهرية تخلق لها دفاعات جديد كالبكتريا

    أن البيئة تلعب دوراً في نشوء الطاغية والاضطهاد النفسي الذي يتعرض له بالإهمال والاحتقار في الطفولة يولد رواسب من الصعب زوالها وعندما يصبح في موقع السلطة يحس أن من حقه أن يعوض عن الحرمان الذي ذاقه في طفولته الصعب في الأمر أن من أساء أليه لا يعرف ذلك ولكن الطاغية يعرف بالسنين والشهور والدقائق ما لحق به من سوء تصرف واضطهاد ومسرحية رتشارد الثالث عبرت جيداً عن هذا الأمر

    أننا نحتاج إلى دراسة لدقائق جلاه الطاغية منذ نعومة أظفاره وحتى تسلمه السلطة بما يخص سلوكه مع زملائه تقبله للمعرفة سلوكه مع عائلته فكيف يتسلم السلطة قاتل

    كما لو كنا نعطي السلطة لأوزوالد قاتل كنيدي وكيف يتربع على كرسي الخلافة من يقول أصنع كل ما كتب تحت قدمي هاتين في العهد الذي كتبه معاوية مع الأمام الحسن (ع) لننظر إلى سلوك هؤلاء وتصرفاتهم

    بشكل أن الحكام الذي يأتون من أصول عسكرية يكونون أميل إلى الطغاة فالعمل العسكري لا مكان فيه لا تبادل الرأي وإنما المهم تنفيذ الأوامر للوصول إلى الغاية

    بينما نرى أن الأمام علي (ع) والأمام الحسن والحسين (ع) كانا يتبادلان الرأي مع الجهة المعادية للوصول إلى نتيجة تجعلهم يتجنبون سفك الدماء

    ماذا كان تقدير القذافي لذاته

    بحيث جعلته يواصل الحرب لم يكن صاحب قضية وإنما كان مبالغاً في تقدير إمكاناته

    أن التاريخ الأوربي بغزو ظهور الأسكندر المقدوني ويوليوس وقيصر ونابليون هؤلاء الذين اقتحموا العالم بجيوشهم إلى أخيل بطل طراودة الذي حارب جيش طراودة وقتل هكتور بن بريام وكان كل واحد منهم يرجوا أن يكون كأخيل يحتل كتب التاريخ ببطولاته

    ولكن في القرن العشرين ظهرت الحكام الطغاة في أمريكا اللاتينية وكانوا صنائع أمريكا على الرغم من أنها تخلت عنهم وبعضهم أعتبر تش جيفارا نموذج له يحتذى به ويستحق أن يضطهد الآخرين من أجل أن يحقق أفكاره ومبادئه

    أما في البلاد العربية فظهرت أفكار أعتقد البعض أن من الضروري الدفاع عنها للتمكن من تطبيقها . واعتبار عبد الناصر نموذج يقتدي به

    ربما يكن السر في وقوف القذافي وصدام وصالح يجعل بن لادن نموذج لهم فبن لادن صمد دون أن يملك المقومات المالية والمعنوية التي يملكها القذافي وصدام وصالح.    
    
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=14910
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 03 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29