ذكرنا في القسم الأول عدداً من الجهالات اتجاه الإسلام قد إبتلى بها المستهزئون بهذا الدين الحنيف وبنبيّه صلوات الله وسلامه عليه ، وهنا نريد أن نضيف لهم :
أنَّ الإسلام يعيش محنة الانحراف الداخلي عن الخط الذي رسمته السماء له فيما يخص الإمتداد النبوي والخلافة الإسلامية منذ اكثر من ١٤٠٠ سنة ، مما أثّر كثيراً على منتجات ومخرجات هذا الدين وانطباعات الآخر عليه ، وقد يحمّل المستهزء الإسلامَ هذا الإنحراف ، وهذه جهالة مركبة منه لعدم اطلّاعه على تفاصيل هذه المشكلة وكيف أن الإسلام استكمل ما عليه من إجراءات لازمة بهذا الخصوص ولكن بعض المسلمين انحرفوا عن قصد وعمد عن خط ما رُسم لهم ، وهذا ما لا تتحمله الرسالة ولا الرسول ص وآله بصريح القرآن { إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ إنما أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ } الانعام ١٥٩
وتأسيساً على ذلك ، فقد غاب عن هؤلاء أن الإسلام يعيش ومنذ زمن طويل محنة الاغتراب الداخلي ، يعيش محنة الدعاوى ، ويعيش محنة الهوية الضائعة ، { قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ۖ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } الحجرات ١٤
مسلمون بلا محتوى اسلامي ، ودول اسلامية تدين بقوانين شرقية وغربية .. فعند المحاكمة لا يثبت على الهوية الاسلامية الحقيقية ممن يتصف الان بالاسلام من افراد وجماعات ودول الا الاندر من الشمع الاحمر - كما يقال - ..
ولو أردنا تحميل أنبياء الديانات أخطاء أممهم لاستلزم ادانة كل الانبياء وخاصة نبي الله موسى ونبي الله عيسى عليهم السلام لما ارتكبه ولا زال يرتكبه المتلبسون بتلك الشرائع على مستوى افراد وشعوب وحكومات ..! فلمن نحمل مجازر اليهود بحق الفلسطينيين ، ولمن نحمل محارق اليهود ولمن نحمل القتل الذريع في الحربين العالميتين ، ولمن نحمل اخطاء امريكا وقتلها وتجويعها لمئات الملايين من البشر .. ماهكذا تقاس الأمور وليس هذا النصاب العلمي الحقيقي للتقييم ..!
المنهج الصحيح للجميع هو تنزيه الشرائع السماوية ، وتنزيه جميع الانبياء والرسل عمّا يرتكبه أتباع تلك الشرائع والرسل ، فالبشرية تعيش الآن على هامش التدين ، والشرائع عندها عبارة عن تاريخ ، وما تبقى من أحكامها تتعامل معه كحفريات قديمة للأسف الشديد ، مما يدل على انقطاع شبه تام عن السماء .. وهذا ما يُنذر بعواقب وخيمة .. والكلام ذو شجون ..
#إلا_رسول_الله
|