• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : صدر الحكم أن يُحرق ، لكن ! .
                          • الكاتب : الشيخ مظفر علي الركابي .

صدر الحكم أن يُحرق ، لكن !

هناك ورقة يجب أن تُحرق
وهناك وطنٌ يجب أن يُحرق
وهناك رصيدٌ يجب أن يُحرق
وهناك خطٌ يجب أن يُحرق

التاريخ يذكر لنا أن هناك شخص ٌ وقفَ بوجه حاكمٍ ظالم ، ظلم الناس واجبرهم على عبادته ، وإتخاذه رباً.
فقال له هذا الشخص : إن ربي يهب الحياة ، وهو نفسه من يسلب هذه الحياة من نفس الشخص .
فضحك هذا الحاكم الظالم وقال : أنا قادرٌ على ذلك واستخف بعقول الناس فصدقوه . 
فأخرج إثنين من السجن ، وقد حُكِمَ عليهما بالاعدام ، فقتل أحدهما وأطلق الآخر .
فقال ها أنا وهبتُ الحياة ، وسلبتها من الآخر . 
وانطوت اللعبة على الشعب المستغفل
فقال هذا الشخص ، للحاكم الظالم : أنت رب أليس كذلك ؟ 
قال : نعم 
قال : إن ربي يخرج الشمس من هاهنا ، فيكون النهار .
ويحجبها من هاهنا فيكون الليل . 
فإذا أنت رب تصرف بهذه الحقيقة البديهية التي يقتنع بها كل شخص من شعبك مهما يكن مستواه العلمي وثقافته ، وعقيدته . 
فعند ذلك ما كان من هذا الحاكم الظالم إلا أنه 
باء بالخيبة
وهُزمَ شر هزيمة
وتحير ماذا يصنع ، وكيف يرد
و ( الباء والهاء والتاء ) هي ما مثلته كلمة ( بهت )
فما كان من هذا الرجل الحكيم بعد هزيمة ذلك الحاكم الظالم المدعي للربوبية ، والشعب المستغفل ، إلا أن يتحداهم مرة أخرى 
بإن حطم الخرافات التي كانوا يعتقدون بها ، ويلجأوا إليها عند الشدة ، وأنها تقضي لهم حوائجهم .
فأخذ آلة صغيرة داعب بها بعض تلك اللُعب التي كانوا يمرغون وجوههم عندها ، فحطمها إلى قطعٍ صغيرةٍ ، ثُم وضع تلك الآلة في عُنق أكبر لُعبة لهم .
فلما وجد المساكين لُعبهم مُكسرة ، إلا لعُبة واحدة بقيت سالمة ، فعرفوا من كسرها .
لكن هذا الشعب المسكين ، لم يفكر ، ولم يحلل ، ولم يميز ، ولم يستفق .
أن هذا الرجل الحكيم قارعهم بالحجة تارة ، وبالحكمة أخرى .
لكن صدر الحكم أن يحرق ، لا لشيء إلا أنه ارادهم أن يكونوا احراراً .
 نعم ( الزبدة من هذه القصة ) 
نفس هذا الرجل الحكيم يستنسخه الدهر .
 أراد لشعب أن يكون حراً ،  لكن ماذا تصنع لمن يريد أن يكون عبداً.
نعم 
كسر لُعبة الطائفية
وكسر لُعبة القومية
وكسر لُعبة العمالة لأمريكا والصهيونية
ومخططات الأمارات وقطر والسعودية 
وابقى اللعبة الكبيرة التي لها وجهين 
 الوجه الأول الصنمية
والوجه الثاني الربوبية

وهي أمريكا وشعارها نفس شعار المستكبرين {...وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَىٰ} [طه : 64]
 
في حين شعار الأحرار {قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ} [الأعلى : 14]
من كان حراً في نفسه وطهرها من كل عبودية إلا العبودية للحق تعالى .
فهذا الرجل الحكيم يجب أن تُحرق ورقته 
وهذا الوطن الذي فيه يجب أن يُحرق
والرصيد من الثروات في هذا الوطن يجب أن تُحرق
وخط الحرير الذي سوف يمر بهذا الوطن يجب أن يُحرق 
لكن أقول لراعية الاستكبار أن الشمس التي سوف تشرق من المغرب سوف تحرق بشروقِها كل الطرق الملتوية ، وكل الخطوط ، وكل اللُعب الصغيرة والكبيرة . 

{وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [الأنفال : 30]
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=150036
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 11 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18