بسم الله الرحمن الرحيم

 

فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ(53)إِنَّ هَؤُلاء لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ(54)وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ (55) وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ (56) فَأَخْرَجْنَاهُم مِّن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (57) وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (58) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (59) فَأَتْبَعُوهُم مُّشْرِقِينَ (60) فَلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) الشعراء من الاية 53 الى الاية 61.

 

جمعة فرض الإرادة الشعبية الرافضة للحوار والمطالبة بإسقاط النظام

جمعة رفض الإحتلال السعودي وقوات درع الجزيرة

الشعب يريد اسقـــــــــــــــــــــاط النظام

 

جاءت مسيرة الجمعة التاسع من آذار مارس تلبية لنداء العلامة المجاهد سماحة آية الله الشيخ عيسي أحمد قاسم لتكون بمثابة إستفتاءً شعبيا لـشعار "الشعب يريد إسقاط النظام" الذي أطلقته حناجر مئات الألوف من أبناء شعبنا في 14 فبراير من العام الماضي وإستمرت إلي يومنا هذا مطالبة بإسقاط الحكم الخليفي وإسقاط الطاغية حمد.

إن الطاغية حمد تورط في مقولته الفرعونية حينما وصف معارضة كل شعب البحرين بأنهم شرذمة قليلون .. وهذا ما أراده الله سبحانه وتعالی لهذا الفرعون وهذا الطاغوت لأن يقول كلمته وتصريحاته الجوفاء كفرعون بني إسرائيل عبر لسانه ليخرسه شعبنا بحضوره في مسيرة جماهيرية جاءت كإستفتاء شعبي لرفض الطاغية وحكمه والمطالبة بحق تقرير المصير وإسقاط النظام الذي حكم البحرين بالحديد والنار طيلة أكثر من قرنين ونصف من الزمن.

ومع أن أكثر من ستمائة ألف شخص من الرجال والنساء والشباب والشابات والأطفال شاركوا في مسيرة الجمعة ، الا أن أزلام السلطة الخليفية وعلی  رأسهم المجرم المشير لا زال يدعي بأن هناك مؤامرة لقلب نظام الحكم بالتعاون بين إيران وأمريكا، فإذا كانت أمريكا تتآمر عليكم فلماذا لا تهاجموا قاعدة الجفير وقوات المارينز وتخروجهم من البلاد ، ولماذا لا تخرجوا سفير أمريكا من البحرين؟!!

فقد إدعي القائد العام لقوة دفاع السلطة الخليفية ومجرم الحرب المشير خليفة بن أحمد آل خليفة بأن هناك أجندات خارجية لا تريد لدول الخليج العربية أن تستقر، مدعيا بأن "هناك منظمات وأحزاب في الخارج تدعم التوجه وتدفع أموالا لكي تخرب وتدمر وتغير نظام الحكم في البحرين ودول الخليج العربية ، ونحن علی دراية بهذه المنظمات والدول" ، وأضاف مجرم الحرب المشير في حديثه لـ "الرأي" الكويتية علی أن الوضع في البحرين عادي جدا ولا شيء كما تصوره وسائل إعلام غربية وأمريكية"..

وقد إدعی بأن هناك قنوات تأتي بفيلم قديم وتذيعه وكأنه حدث اليوم ، لافتا إلی أن هناك قنوات معروفة بالفبركة وهي أبواق تابعة لايران وجهات في العراق ، كما إدعی أن هناك بعض القنوات الكويتية وعددها ثلاث وهي معروفة ، وأن هناك دولا تغدق الأموال علی من يدعون أنهم معارضة لكي يقلبوا نظام الحكم ، وهؤلاء ليسوا معارضة كما تصورهم بعض وسائل الاعلام ، التي إدعی أنها تريد الفتنة وعدم الإستقرار ، وليس لهم دخل بما يسمی (الربيع العربي) وهؤلاء مأجورون لأجندات خارجية؟؟!!

وشدد مجرم الحرب القائد العام لقوة قمع شعب البحرين علی أن البحرين بخير وستظل بمشيئة الله كذلك ، فهي حصن لجزيرة العرب ، والحصن لابد من تقويته بالدروع لكي لا يخترق ، مشيرا إلی أن "الغرب والأمريكيين يبحثون عن مصالحهم ولا شيء غير المصلحة ، ولابد من نتكاتف ونتحد حتی يشعر عدوك أنك قوي ويخشاك ويخافك"؟؟!!  

وإدعی المجرم المشير بأن "هناك برنامجا ممنهجا من أيام وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندليزا رايس لتقسيم دول الخليج والسيطرة عليها". لذا لابد من الوحدة الخليجية التي نادی بها فرعون الجزيرة العربية وسفاك دماء المسلمين الطاغية عبد الله بن عبد العزيز وأن البحرين هي أول دولة لبت نداء الإتحاد الخليجي ، فلابد من أن تركب دول الخليج جميعها قطار الإتحاد حتی تقوی".

وإدعی المجرم المشير وقاتل أبناء شعبنا في البحرين بأن البحرين "بقوتها والإرادة الشعبية تستطيع دحر هذه الفئة القليلة في ساعات لولا حكمة فرعون البحرين الطاغية حمد بأن تلك الفئة ربما تعود إلی رشدها وتستقيم للعمل ضمن المشروع الإصلاحي الأمريكي الذي دشنه فرعون البحرين قبل عشر سنوات والذي أدی إلی قيام ملكية شمولية مطلقة.

وعلی صعيد آخر أعلن وزير خارجية السلطة الخليفية خالد بن أحمد آل خليفة بعد أن رأی بأم عيناه مئات الألوف وقد خرجت عن بكرة أبيها ملبية نداء العلماء ومخرسة لسان الطاغية حمد وأبواقه الإعلامية بأن المطالبين بإسقاط النظام والإصلاحات السياسية الجذرية ما هم إلا شرذمة قليون أنه "ليس من طبع البحرينيين رفض الحوار"؟؟!! .. مضيفا مضيفا أن"من لديه تحفظات وإعتراضات فليتحلی بالشجاعة ويقولها وجه لوجه مع من يختلف معه ، مضيفاً أن "من لديه تحفظات وإعتراضات فليتحلى بالشجاعة ويقولها وجه لوجه وعين بعين مع من مع من يختلف معه".

هذا وكشفت مصادر مطلعة بأن الإدارة الأمريكية إقترحت علی السلطة الخليفية إعادة الحوار من أجل إمتصاص الغضب الشعبي المتصاعد ، فيما عده بعض المراقبين بوجود خلاف بين الأسرة الخليفية الحاكمة.

إن أنصار ثورة 14 فبراير يشكرون شعب وجماهير البحرين المؤمنة والأبية والشجاعة والمطيعة لأوامر العلماء والفقهاء بخروجهم في أكبر مسيرة شعبية عرفتها البحرين والمنطقة ليعلنوا فيها عن إستفتاء شعبي لرفض شرعية حكم الأسرة الخليفية وحقهم في تقرير المصير وإقامة نظام سياسي تعددي جديد.

إن خروج البحرين عن بكرة أبيها في مسيرة كبری في 9 آذار/مارس قد أخرس الألسنة والأبواق التي إدعت بأن حركة الشعب هي من صنع شرذمة قليلة ، وقد عرف العالم بأن حركة شعب البحرين هي حركة مطلبية أصيلة وهي ثورة جماهيرية مستمرة حتی إقتلاع جذور العصابة الخليفية النازية الحاكمة في البحرين ، فآل خليفة ما هم إلا مافيا وعصابات مسلحة وقراصنة وغزاة لا يمكن إصلاحهم وهم ليسوا قابلين للإصلاح ولا يريدون إصلاح أنفسهم ، ولذلك جاءت المسيرة الكبری لتكون إستفتاء شعبي علی رفض شرعيتهم منذ مجيئهم كقراصنة إلی أرض البحرين ومنذ الإستفتاء الأول في عام 1971م ، ورفض شعبنا بمسيرتة شرعية ميثاق العمل الوطني بعد إن نكث الطاغية وحكمه العهود والمواثيق وحول البحرين إلی ملكية شمولية مطلقة عبر دستور فرضه كمنحة علی شعب البحرين ليحكم كفرعون بصلاحيات مطلقة فيصبح فوق القانون والدستور ويصبح مصدر السلطات جميعا في ظل غياب سلطة الشعب التي هي مصدر السلطات جميعا في أي دستور وقانون أساسي لأي بلد.

إن شعبنا بعد ثورة الرابع من فبراير يرفض الحوار مع السلطة الخليفية مطالبا إياها بالرحيل والعودة إلی الزبارة في قطر والعودة إلی الرياض ونجد وقد إنتهت فترة حكمهم وشعبنا لن يقبل بأي حوار وأي تسويات سياسية بعد اليوم.

إن مسيرة الجمعة 9 مارس نسفت حوار التوافق الوطني 2 ، ونسفت توسل بعض الجمعيات السياسية المعارضة ورموزها التي صرحت بعيدا عن إرادة الجماهير "نريد حكومة منتخبة يا جلالة الملك"؟! ومحاربة مخالفيهم والسباحة عكس التيار الجماهيري الجارف الذي صدحت حناجره بهتافات وشعارات يسقط حمد .. والشعب يريد إسقاط النظام.

إن السلطة الخليفية تقمع الإحتجاجات والمسيرات والمظاهرات وتقتل شعبنا بأسلحة وغازات كيماوية فتاكة وتقتل الثوار يوميا بأسلحة أمريكية وتقوم قوات المارينز في قاعدة الجفير البحرية بتدريب المرتزقة المستوردين وقوات السلطة الخليفية لقمع وقتل أبناء شعبنا ،بينما بعض الجمعيات تتكفل بطمس مطالب الشعب وتزويرها بأنه يطالب بحوار وإصلاحات ، وكأن شعبنا خرج ليصوت للبعض في في إنتخابات مجالس البلدية وإنتخابات المجلس النيابي ويصفق لهم عندما يحصلون علی حقائب وزارية خدمية ومن ثم يذهب لينام في بيوته وينسی آلامه وجراحه ودماء شهدائه وهتك أعراضه وجرائم الحرب ومجازر الإبادة الجماعية التي إرتكبها الطاغية حمد ورموز حكمه والمتورطين معه من قوات الإحتلال السعودي وقوات درع الجزيرة.

نعم إن مسيرة الجمعة 9 مارس أخرست لسان الطاغية وأخرست كل من يطالب بالحوار معه لكي يفلت مع ولي عهده وأبنائه ورموز حكمه من العقاب والمحاكمة ، وشعبنا وشبابنا الثوري أثبتوا بأن مسيرتهم جاءت كإستفتاء شعبي جماهيري لرفض الحوار والتسويات السياسية والإصرار علی الإستمرار في الإحتجاجات وإستمرار الثورة حتی تسلم زمام الأمور وإقامة النظام السياسي الجديد والحر وتحرر الشعب من قيود الإستعباد والعبودية والقمع والحكم البوليسي.

إن خروج شعبنا عن بكرة أبيه كانت رسالة واضحة للسلطة الخليفية بأننا نرفض حكمكم ، ورسالة واضحة للجمعيات بأننا نرفض حواركم بإسمنا ، فإننا أصحاب القرار والحق في تقرير المصير ، وإننا لا زلنا علی العهد مع رموزنا وقادتنا الدينيين والوطنيين المغيبون في قعر السجون الذين رفضوا التوقيع علی المشاركة في الحوار ليخرجوا من السجن وإستقاموا من أجل تقرير المصير ورحيل آل خليفة عن البحرين.

إن أنصار ثورة 14 فبراير يرون بأن سماحة العلامة الشيخ عيسی أحمد قاسم (دام ظله الوارف) كنزا للبحرين ، وإن إستجابة جماهير الشعب لنداء هذ الفقيه الفذ ، دليل علی تمسك الشعب بولاية الفقيه والحكم الديني والقيم الدينية والإسلامية وإنهم يريدون حكما دينيا ويرفضون الحكم الليبرالي والعلماني الذي دعی إليه البعض من رموز الجمعيات السياسية المعارضة التي أرادت التقرب للسلطة وإذنابها وإلی الغرب والأمريكان وإلی السعودية وإعطائها مكانة ودور أكبر من حجمها ، بالإدعاء بأن الخليج عربي ومحوره السعودية من أجل الحصول علی مكاسب سياسية حزبية ضيقة.

لقد جاءت دعوة العلامة الفقيه الشيخ عيسی قاسم لإعادة الحالة الدينية إلی نصابها ، وقد رأينا إستجابة الجماهير لنداءات علماء وفقهاء الدين ، وأنهم ثابتون علی القيم الإسلامية والدينية ولن يفرطوا بدماء شهدائهم من أجل حكما ليبراليا ونموذجا علی الطريقة الأردوغانية ، ولن يستسلموا لضغوط الأمريكان كما إستسلمت بعض القوی الإسلامية في تونس ومصر ومصادرة ثورات الشعوب لصالح الغرب وأمريكا من أجل الحكم.

 

يا جماهير شعبنا الواعي في البحرين

يا شباب ثورة 14 فبراير

 

إن مشاركتكم في مسيرة الجمعة كانت خطوة مباركة لكي لا تصادر السلطة وبعض الجمعيات السياسية المسيرة لصالحها ومن أجل فرض مشاريعها الإستسلامية للحوار مع الحكم بأوامر أمريكية من أجل الحصول علی فتات في المجلس النيابي ومجالس البلديات وحفنة من الوزارات الخدمية.

  إن السلطة الخليفية لا زالت تلعب مع الجمعيات السياسية والمعارضة بسياسة فرق تسد وسياسة العصا والجزرة ، فطلب المرئيات من بعض الجمعيات السياسية وتجاهل الأخری يخفي النوايا الحقيقية للخطوة التي‌ أقدم عليها الديوان الملكي للطاغية حمد وهو تشطير وتقسيم الجمعيات السياسية المعارضة ، فالإلتقاء بجمعية الوفاق الوطني الإسلامية علی حدة ومن ثم الجمعيات السياسية الثلاث هو ما يؤكد سياسة التشطير والتقسيم والموافقة علی الوحدة مع السعودية وأن يكون الحوار هو تكملة للحوار الشكلي الذي سبق ، وهذه كلها شروط لا تبين جدية السلطة الخليفية للقيام بإصلاحات سياسية جذرية وأساسية.

إن شعبنا قد مل الحوارات السرية والعلنية وقد مل الحوار بإسمه وبإسم قوی‌ المعارضة من بعض الجمعيات التي تسعی جاهدة بالإمساك بزمام قيادة المعارضة في حالة إقصائية مكشوفة للعيان ، إستمرارا لسياسات الماضي في التعامل مع الجماهير والقوی السياسية بحالة من الإستعلاء والإقصائية والمحوريات الضيقة والحزبيات العقيمة.

ولقد طالب الأستاذ نبيل رجب القياديين في الجمعيات السياسية أن تطلع كافة ‌قواعدها الشعبية بالمرئيات التي قدمت للديوان الملكي للطاغية‌ حمد لمنع أي تأويل أو سوء فهم ، وصرح رجب بأنه "لو أن السلطة جادة في الحوار فإنها تعلم بأنه لا يمكن الحديث عن أي حوار قبل إطلاق سراح جميع الرموز وكل المعتقلين وإشراكهم في الحوار".

ومن المؤسف فإننا ومع أبناء شعبنا نری بأن طلب الأخ نبيل رجب من الجمعيات شيء صعب حيث أنها تتعامل مع مصير الشعب كأملاك خاصة.

إننا نری بأن شعبنا هو صاحب الشرعية وهو الذي له الحق في تقرير مصيره بعيدا عن هيمنة وضغوط القوی السياسية وقد قال كلمته في مسيرة الجمعة بأنه يطالب بسقوط الطاغية ‌حمد ومحاكمته ورفض الحوار معه ومع حكمه ، كما يرفض التهافت علی مشاريع الحوار والتسويات السياسية وتغييب إرادته ، وشعبنا ليس كشعب فترة ميثاق العمل الوطني "ميثاق الخطيئة" وليس كل ما يطلب منه وبإسم الشرع والفتوی الشرعية سيجيب بكلمة نعم للميثاق الخطيئة الجديد أو للحوار فقد أصبح أكثر وعيا ولن ينجر للحوار والقبول بشرعية‌ السلطة وسيستمر في الثورة حتی يأذن الله له بالنصر المؤزر علی طغاة العصر من آل خليفة.

إن الولايات المتحدة والغرب والسعودية والسلطة الخليفية في مأزق حقيقي من ثورة شعب البحرين الأصيلة فهي ليست كبقية الثورات التي يمكن حرفها ومصادرتها ، وشعب البحرين واعي لحجم المؤامرات والتحديات الدولية والإقليمية وهو صابرا محتسبا ومؤمنا بوعد الله ونصره المؤزر ، ولذلك فإننا نری بأن الحوار القادم هو جزء من لعبة السلطة في إدارة الأزمة لكي تساعد الجمعيات السياسية المعارضة السلطة الخليفية الديكتاتورية علی تجاوز أزمتها السياسية الخانقة.

إن الحوار رقم 2 وآليات القرار فيه والمشترك فيه ومرئياته تؤكد فشله القادم ، وقد نصحنا الجمعيات السياسية وسجلنا مواقفنا من الحوار مع السلطة منذ بداية تفجر ثورة 14 فبراير والحوار رقم 1 وقلنا بأنها حوارات عقيمة وفاشلة وما هي إلا كسراب بقيعة يحسبه الضمآن ماءً.

إن الجمعيات السياسية قد دخلت في حوار ومفاوضات مع السلطة بسقف أقل من وثيقة المنامة ، بينما قد قلنا بأن وثيقة المنامة هي وثيقة مهانة وإستسلام للسلطة وتثبيت لشرعيتها وإن الشعب لن يقبل بأقل من إسقاط النظام ومحاكمة مجرم الحرب الطاغية حمد ورموز حكمه.

إن السلطة الخليفية وبعد مسيرة الجمعة قامت بممارسة ضغوط كبيرة علی الرموز لكي يوقعوا علی الموافقة علی المشاركة في الحوار القادم كشرط لإخراجهم من السجن مع بقية السجناء كما حدث للعلامة الشيخ محمد علي المحفوظ الذي حاولت السلطة أن ترغمه بأن يوقع علی الموافقة للمشاركة في الحوار شرطا لإطلاق سراحه وخروج قيادات وكوادر جمعية "أمل" فرفض الشيخ المحفوظ التوقيع بنعم للمشاركة وخروجهم من السجن وكل الرموز الدينية والوطنية وقيادات الثورة رفضت هي الأخری التوقيع علی الموافقة بالمشاركة في الحوار من أجل إطلاق سراحها ، فهي أيضا صمدت وإستقامت ضد مشروع الحوار المجهول العواقب لهم خصوصا وأنه قد كانت لهم تجربة مرة وفاشلة وعقيمة مع السلطة في حوار عام 2000م وتجربة مرة لمطالبة الشعب بالتصويت علی ميثاق الخطيئة في 14 فبراير 2001م.

إن إنصار ثورة 14 فبراير يرون بأن الحوار القادم لا يخدم الشعب وأن مسيرة 9 مارس أكدت بأن حل الأزمة السياسية في البحرين بيد الشارع وليس في حوار فاشل مع سلطة لا تمتلك زمام قرارها السياسي وأن قرارها يصدر من البلاط الملكي في الرياض وفي واشنطن وما هي إلا دمية يحركها الأمريكان والسعوديين.

كما أن مسيرة 9 مارس جاءت لكي يقول الشعب بأننا لم نفوض أحدا للحوار مع السلطة الخليفية بل رفعت الجماهير شعار يسقط حمد ولا حوار مع القتلة والمجرمين والسفاحين ولا حوار لا حوار حتی يسقط النظام ، والشعب يريد إسقاط النظام وقد حملت الجماهير مئات الألوف من البوسترات واللآفتات المطالبة بإسقاط النظام ومحاكمة الطاغية حمد ورفض بقاء قوات الإحتلال السعودي وقوات درع الجزيرة في البحرين وضرورة خروجهم عن البحرين في ذكری إحتلال البحرين في 13 مارس 2011م.

وأخيرا فإن شعبنا يرفض الوصاية والإملاءات الأمريكية للدخول في حوار فاشل من أجل مكاسب سياسية سطحية وإجراء تعديلات دستوية والإبقاء علی المجرم حمد وسائر القتلة والجزارين والسفاحين من آل خليفة وسلطتهم القمعية ، وسيفشل شعبنا تآمر أمريكا بإجهاض ثورة شعبنا ، كما قامت بمصادرة ثورة تونس ومصر وثورة شعبنا الشقيق في اليمن.

إن الولايات المتحدة الأمريكية تسعی لإيجاد تحولات سياسية وإقليمية في الشرق الأ‌وسط من أجل إعادة رسم الخارطة‌ السياسية‌ لمصالحها في المنطقة‌ فهي تريد إسقاط حكم بشار الأسد في سورية والقضاء بعد ذلك علی المقاومة الإسلامية وحزب الله ومن ثم تحجيم إيران ومحاصرتها سياسيا وإقتصاديا وعسكريا من أجل إركاعها وإخضاعها للسياسة الأمريكية للقبول بشرعية‌ الكيان الصهيوني وثنيها عن متابعة مشروعها النووي السلمي والإرتقاء ببنيتها العسكرية والإستراتيجية وثنيها عن ممارسة دورها الطبيعي والإستراتيجي في العالم الإسلامي وأن لا تقوم بتبيين نموذجها السياسي في الحكم والإدارة الناجحة ، فنظام ولاية‌ الفقيه والحكومة الإسلامية ونظام الجمهورية الإسلامية والحكم الديني في إيران أثبت بأنه ليس حكما شموليا ديكتاتوريا مطلقا كما توهم أمريكا وعملائها في المنطقه العالم وتخوفهم منه وتسعی لإشاعة الإسلام فوبيا (الخوف من الإسلام) ، وإنما هو نظام سياسي قوي متماسك قام بأكثر من 33 عملية إنتخابية لرئاسة‌ الجمهورية ومجلس الشوری الإسلامي ومجالس البلدية ومجلس صيانة الدستور ومجلس فقهاء القيادة وغيرها ، كما حقق مكاسب وتقدما في مجال التقدم العلمي والتكنلوجي وتقنية المعلومات والتقنية النووية السلمية والتصنيع العسكري والإعمار في إيران ، بينما بعض حكومات المنطقة الخليجية وآل سعود لم يقوموا بأي إنتخابات نيابية وتداول حقيقي للسلطة ، ولا زالت هذه الحكومات تنهب ثروات الشعوب وخيراتها وتقدم النفط ومليارات الدولارات هدايا لأمريكا والكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين المحتلة ، بينما شعوبها تعيش الفقر والحرمان والظلم والإضطهاد السياسي والإجتماعي والإقتصادي.

إن الإنتخابات البرلمانية الأخيرة في إيران ومشاركة الشعب الإيراني بنسبه أكثر من 64% قد أذهل المراقبين السياسيين والولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد الأوروبي الذين أعادوا ترتيب سياساتهم وأوراقهم مع إيران بعد أن شاهدوا بأم أعينهم الإستفتاء العظيم والكبير علی إلتفاف الشعب حول ولاية الفقيه وقيادته الحكيمة والرشيدة المتمثلة بالإمام الخامنئي ، وتأييده لنظام الجمهورية الإسلامية وحضوره المليوني في إنتخابات مجلس الشوری الإسلامي.

إن التحولات السياسية في العالم ومنطقة الشرق الأوسط تنم عن تحولات سياسية وهزات سياسية وزلازل للأنظمه السياسية الخليجية القمعية وإن عروش كثيرة ستسقط في المنطقة ، والسعودية ليست ببعيدة عن التحولات السياسية وربيع الثورات العربية والصحوة الإسلامية ، كما أن علی آل خليفة أن يحزموا حقائبهم إستعدادا للرحيل فشعبنا وجمايرنا وشبابنا الرسالي والثوري والمقاوم هذه المرة قرر القضاء علی حكم آل خليفة وإجتثاث جذورهم السرطانية من البحرين فلا حوار ولا تسويات ولا إفلات من العقاب والمحاكمات والشعب يريد إسقاط النظام.

إننا علی ثقة تامة بشبابنا الثوري المقاوم وبشعبنا وبكفاءاتنا الدينية والسياسية والأكادمية والمتخصصة بأنها قادرة علی إدارة البلاد وآل خليفة وأزلامهم ليسوا أكفاء لإدارة البلاد ، فهم عصابات نهب وسلب وسرقات لخيرات البلاد وثرواتها وأراضيها وهم عصابات وميليشيات مسلحة ومافيا سلطة نازية تقوم بالفتك بأرواح الناس وسفك دمائهم وهتك أعراضهم وهدم مقدساتهم ومساجدهم وقبور أوليائهم من أجل التسلط والهيمنة ، وشعبنا هذة المرة قرر بالإستمرار في الثورة والعصيان المدني السلمي وتكرار مسيرة الجمعة وفعاليات حق تقرير المصير التي دعی ولا زال يدعو إليها الإئتلاف المبارك "إئتلاف شباب ثورة 14 فبراير" حتی ترحل أسرة آل خليفة وحكمها من البحرين. 

 

أنصار ثورة 14 فبراير

المنامة – البحرين

11 آذار/مارس 2012م