يقول رسول الله (ص): ((إني أرى ما لا ترون، وأسمع ما لا تسمعون، ما في السماء موضع أربع أصابع إلا وبه ملك ساجد لله تعالى..)).( بحار الأنوار: ج55/ ص107).
وقد سُئل الإمام الصادق(عليه السلام) عن الملائكة أكثر أم بني آدم؟ فقال: والذي نفسي بيده أن عدد الملائكة في السماوات أكثر من عدد الناس في الأرض، وما في السماء موضع قدم إلا وفيها ملك يسبحه ويقدسه، وما في الأرض شجرة ولا مدر إلا وفيها ملك موكل بها، وما منهم أحد إلا ويتقرب كل يوم بولايتنا أهل البيت، ويستغفر لمحبينا، وبلعن أعدائنا، ويسأل الله أن يرسل عليهم العذاب.
ويقول(عليه السلام) لأبي بصير: إن لله (عزّ ذكره) ملائكة يسقطون الذنوب عن ظهور شيعتنا، كما تسقط الريح الورق من الشجر في أوان سقوطه، وذلك قول الله(عز وجل): (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا) والله ما أراد بهذا غيركم.
وقد ذكرهم الإمام علي (عليه السلام) في دعاء كميل، وقال: لا يمكن الفرار من حكومتك، يعني الملائكة، وقد ذكرهم الله تعالى في سورة الصافات والنازعات والمرسلات والذاريات والسجدة والطور والكهف.. وقد ذكرهم الامام زين العابدين(عليه السلام) في دعائه في الصلاة على حملة العرش في الصحيفة السجادية، فقد أشار(عليه السلام) إلى أنهم في السماء أكثر من ذرات التراب في الأرض.
ويقول صادق الدين والعترة(عليه السلام): ((ما خلق الله خلقا أكثر من الملائكة، وأنه لينزل كل يوم سبعون ألف ملك، فيأتون البيت المعمور فيطوفون به، فإذا هم طافوا بها أتوا قبر النبي (ص) فسلموا عليه، ثم أتوا قبر الحسين (عليه السلام) فسلموا عليه، ثم عرجوا وينزل مثلهم أبداً الى يوم القيامة)). (الأمالي للطوسي: ج1/ ص242).
أسماء الملائكة ووظائفها:
1- الملك جبرائيل: وهو من الملائكة المقربين، ينزل على الأنبياء(عليهم السلام)، وهو صاحب مكانة عند الله تعالى، وأمين له طاعة من قبل الملائكة، وهو أحد الملائكة الأربعة الذين فضلهم الله تعالى على الملائكة.. ومن أسمائه روح القدس والروح الأمين وشدي القوى، وقد ذكر في القرآن ثلاث مرات، وكان اذا نزل على رسول الله (ص) يتمثل بصورة (دحية الكلبي).
وتذكر الروايات أنه على يمين الامام علي(عليه السلام) عندما يقود المعركة، وقد ذكر الصدوق في الخصال أن أمير المؤمنين(عليه السلام) اذا قاتل يكون جبرائيل عن يمينه، وميكائيل عن يساره، وعزرائيل أمامه.. ومن أسرع المواقف التي أسرع فيها جبرائيل بالنزول هي عندما ألقي النبي ابراهيم(عليه السلام) في النار، وقال الله تعالى: ((يا نار كوني بردا وسلاما على ابراهيم)). فأسرع في إنقاذ ابراهيم من الرمي في النار.. وعندما ابتلع الحوت يونس(عليه السلام) كان له منار في بطنه..
وكذلك مع يوسف(عليه السلام) عندما رماه اخوته في قعر البئر، فكان له الوسادة والحضن، حتى لا يتأذى من صخور البئر.. وأكثر ما أسرع به، هو عندما ولدت زينب(عليه السلام)، أمره الله تعالى أن يسرع ويخبر النبي (ص)، وأخبره باسمها.
2-الملك ميكائيل هو ملك الأرزاق وله جاه عند الله تعالى وهو من الملائكةالأكابر
3-الملك اسرافيل: هو صاحب البوق الذي ينفخ في الصور يوم القيامة، وقد ذكره الامام علي(عليه السلام) في نهج البلاغة، وقال: صاحب الصور الشاخص الذي ينتظر فيك الاذن بحلول الأمر، وهو من الملائكة الأكابر..
4- الملك عزرائيل: وهو الملك الذي يقبض الأرواح، وهو أيضاً من كبار الملائكة، وله وظائف عدة غير قبض الروح، يقول الصفار في كتاب بصائر الدرجات: إنه قد بعثه الله تعالى لأخذ تراب آدم من الأرض.
وفي مناقب آل أبي طالب يقال لما أرسل رسول الله(ص) الى فتح خيبر، قال: ((امض يا علي وجبرائيل عن يمينك، وميكائيل عن يسارك، وعزرائيل أمامك، وإسرافيل وراءك، ونصر الله فوقك، ودعائي خلفك)). (الصحيح من سيرة النبي الأعظم(ص): ج1/ ص113).
وتقول الروايات: انه يقلب الأرض كما يقلب الدرهم بين يديه.. وهذا جواب لمن يسأل: كيف يقبض روحين: روحا بالمشرق، وروحا بالمغرب.. وله أعوان في وفاة الانسان، وهو آخر من يموت.
|