• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : هل الحرق بالنار عقوبة تشريعية أم بدعة اجتهادية .
                          • الكاتب : الشيخ مظفر علي الركابي .

هل الحرق بالنار عقوبة تشريعية أم بدعة اجتهادية

 القرآن الكريم حين يتحدث عن الطغاة وموقفهم عن المعارضين لحكمهم، من الأنبياء والمصلحين واتباع الأنبياء، ينقل لنا صور من الإجراءات التي كان يتخذها هؤلاء الطغاة، او ما يعبر عنهم القرآن ب(الملأ أو المترفين ) ابتداءا ً من التسقيط الشخصي لهم من أنهم( كذابين، سحرة، كهنه، شعراء ) إلى التهديد لشخصية النبي المصلح أو أتباع النبي من إجراءات قمعيه لهم،والخلاص منهم بعدة أساليب وصور منها.  1- النفي: كان مع نبي آلله لوط عليه السلام. 
{وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ} [الأعراف : 82]
{قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ} [الشعراء : 167]
{۞ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ} [النمل : 56]
2- السجن : كان مع نبي آلله يوسف عليه السلام. 
{ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّىٰ حِينٍ} [يوسف : 35]
3- القتل: وله عدة صور. 
أما رجما ً بالحجارة، وهذا ما هدد به قوم نبي الله شعيب، شعيب عليه السلام. 
{قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا ۖ وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ ۖ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ} [هود : 91]
او صلبا ً، كما فعله فرعون مع زوجته آسيا بنت مزاحم، وكذلك ما صنعه  مع السحرة الذين آمنوا بموسى عليه السلام. 
{لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ} [الأعراف : 124]
{قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ ۖ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ ۖ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَىٰ} [طه : 71]
{قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ ۖ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ۚ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ} [الشعراء : 49]
أو القتل صبراً ، كما حصل ذلك لنبي الله يحيى عليه السلام، ولأبيه زكريا عليه السلام، ولنبي الله إسماعيل المعبر عنه(صادق الوعد ) عليه السلام. أو الحرق بالنار، وهو أبشع صور القتل، فقد اشتمل على التعذيب والقتل، وهذا ما أستخدمه النمرود مع نبي آلله إبراهيم عليه السلام، وكذلك أستخدمه بعض الطغاة مع المؤمنين، كما يحكيه القرآن الكريم  في سورة البروج، قال تعالى: {قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ} [البروج : 4]{النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ} [البروج : 5]
وهذه الأساليب الثلاث يستعملها الطغاة ضد المصلحين ( السجن،او القتل، او النفي)يذكرها القرآن الكريم، للأجراءات التي اتخذها أهل مكة للتخلص من النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم، والقضاء على دعوته، يقول تعالى: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [الأنفال : 30]
واشد أنواع القتل كما ذكرنا هو الحرق بالنار، ولم نجد نبي من الأنبياء إستخدم هذا الأسلوب مع اعداءه، ولم يستخدمها النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم طول حياته في المدينه. لكن نجد في تاريخنا الإسلامي أنه إستخدم أسلوب التهديد بالنار او الحرق بها في إسكات المعارضين للحكم القائم. 
1- في زمن خلافة الخليفة الأول حدث مرتين، المرة الأولى عندما هدد عمر بن الخطاب بإحراق بيت الزهراء عليها السلام، اويخرج من في البيت يبايع بما فيهم علي بن أبي طالب،هذا ما يذهب إليه بعض مؤرخي المسلمين، ويعتقد الشيعة أنه أحرق فعلاً،اما المرة الثانية، فهو ما فعله خالد بن الوليد مع مالك بن نويرة وقومه حيث جعل رؤوسهم اثافي للقدور، ومن ضمنهم رأس مالك بن نويرة. 
2- زمن خلافة معاوية بن أبي سفيان، حيث بعد قتل محمد بن أبي بكر وضعوا جسده في جلد حمار وأحرقوه. 
3- أيام معارضة عبد الله بن الزبير للحكم الأموي، حيث قيد عبد الله بن عباس، ومحمد بن الحنفيه، ووضعهم في خيمه وأراد أن يحرقهما، وكاد أن يحترقا لولا إنقاذ جند المختار لهما. 4- حرق الامويون جسد الثائر زيد الشهيد، بعد صلبه أربع سنوات، ثم ذروا رماد ذلك الجسد في النهر.
إذاً لا نستغرب أن داعش يقومون بحرق المسلمين وهم أحياء، كما فعلوه اولاً مع الطيار الأردني( معاذ الكساسبة  ) في سوريا، وثانياً في العراق ، وفي الموصل بالذات. 
وهي سنه اخذوها من عدو الله النمرود، ولم تكن سنة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم.
قال تعالى: {قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ} [الأنبياء : 68]




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=151447
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 01 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28