• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع :  الذنوب ، طاقة كونية ضارة .
                          • الكاتب : يحيى غالي ياسين .

 الذنوب ، طاقة كونية ضارة

تحدَّثت الكثير من الآيات والروايات عن أضرار الذنوب على الطبيعة التي نعيش فيها وتأثيرها السلبي عليها ، قال تعالى ( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) الروم ٤١ .

يقول صاحب الميزان في تفسير هذه الآية :

والمراد بالفساد الظاهر المصائب والبلايا الظاهرة فيهما الشاملة لمنطقة من مناطق الأرض من الزلازل وقطع الأمطار والسنين والأمراض السارية والحروب والغارات وارتفاع الأمن وبالجملة كل ما يفسد النظام الصالح في العالم الأرضي سواء كان مستنداً إلى إختيار الناس أو غير مستند إليه ، فكل ذلك فساد ظاهر في البر أو البحر مخل بطيب العيش الإنساني ، وقوله : ﴿بما كسبت أيدي الناس﴾ أي بسبب أعمالهم التي يعملونها من شرك أو معصية .. انتهى

وفي آية أخرى ، يقول تعالى ( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) ..

فالإرتباط واضح بين الذنوب والخلل الكوني الحاصل وبالتالي صحَّ أن يُقال بأن الذنوب هي ( طاقة كونية ضارة ) ..

فكما أن هناك طاقة كونية ضارة بالإنسان تأتينا من الفضاء الخارجي كالإشعاعات المؤيّنة والتي يقوم الغلاف الجوي بحجب أكثرها كذلك الإنسان يبعث إلى الفضاء ومنها الطبيعة التي يعيش بها طاقة تخلخل من النظام وتغيّر به سلباً ..

يبقى الحديث عن تفسير هذا الإرتباط بين الذنوب والظواهر الكونية الضارة من الناحية العلمية وهو بالتأكيد أقرب إلى علم الفيزياء منه الى الإختصاصات الأخرى لو حاولنا تفسيرها تفسيراً مادياً بحتاً ، وأعتقد أن موضوع تأثّر الأشياء بالوعي ، وأن الوعي شكل من أشكال المادة .. من الأوراق البحثية الواعدة .

غير أنّ ثمّة رأي آخر يشترك فيه العلم المادي مع الدين والذي يفسّر الملائكة بأنها قوانين القوانين ، بمعنى أن القوانين التي نشهدها في عالمنا تقوم بأداءها ملائكة ، فمثلاً حركة الرياح وتساقط الأمطار وحدوث الزلازل .. الخ ، فنحن نعلم منها قوانينها الظاهرية غير أن الملائكة هي وراء أداء وتنفيذ تلك المعادلات المادية .. وبما أن الملائكة هم نوع خلق ( لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) فانتهى المطلوب ..

في حين نرى أن العبادة والتقوى وعدم بث هذه الطاقة المضرّة يعود بالنفع على أهل هذه المعمورة ، قال تعالى ( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) الأعراف ٩٦
اللهم عاملنا بفضلك ولطفك ولا تعاملنا بعدلك




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=151460
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 01 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29