• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : صكوك الغفران بيد السلطان آخر أحكام حاكم قطر .
                          • الكاتب : كاظم فنجان الحمامي .

صكوك الغفران بيد السلطان آخر أحكام حاكم قطر

من لم يصدق هذه الوقائع التي سنتطرق إليها هنا يتعين عليه مشاهدة الفلم المعروض على هذه الرابطة قبل أن تحذفه الحاذفات الالكترونية, التي أصبحت من أدوات الحكومات الخبيثة

أضغط هنا
قطر هذه الدولة الخليجية الصغيرة, التي ماانفكت تتباهى بدفاعها (المستميت) عن حقوق الشعوب المسحوقة, وتحتفل كل عام باليوم العالمي لحقوق الإنسان, وتدير من دوحتها اكبر الفضائيات العربية المتباكية على العرب والمسلمين, وتزعم إنها تضطلع بهموم العالم ومشاكله, إلى المستوى الذي جعلها تعقد على أرضها المؤتمرات والندوات لمناقشة الكوارث البشرية, فاحتضنت مكاتب الأمم المتحدة ومراكزها الإقليمية المعنية بتطبيقات العدل والمساواة بين الشعوب والأمم, وتزعم إنها تسعى لرفع الظلم عن المجتمعات المقهورة, والدفاع عن حقوق الأطفال والنساء في الأقطار المتخلفة. وعلى الرغم من هذا التظاهر الإعلامي بالتمسك بالقيم والمبادئ الإنسانية السامية, كشرت قطر عن أنيابها, وتجاوزت الخطوط الحمراء كلها, وقطعت شوطا كبيرا في الظلم والجور والتعسف, ولم تغفر لقبيلة (الغفران) القطرية الأصيلة, فأقدمت على ارتكاب حماقة ما بعدها حماقة عندما قررت تهجير أبناء قبيلة (الغفران) من آل مري, ومزقت صكوك الغفران التي أصدرها السلطان بموجب أحكام قانون الجنسية القطري لسنة 1961,

فسحبت بطاقاتهم المدنية, وجوازات سفرهم, وأسقطت عنهم الجنسية القطرية, فطردت أكثر من ستة آلاف مواطن قطري خارج البلاد, ولم تفرق في قرار الطرد بين الشيخ العجوز, والطفل الرضيع, والمرأة الحامل, والمريض الذي كان راقدا في سرير العناية المركزة.
لقد أصدرت قرارا لا رجعة فيه يقضي بتهجير هذه الجموع البشرية دفعة واحدة, فرمتهم داخل الأراضي السعودية من دون أن تتأسف على فعلتها الخسيسة, ومن دون أن تبادر قناة الجزيرة القطرية بتغطية هذه الهجرة التعسفية التي قطعتها القبيلة المرتحلة من قطر إلى السعودية, فالجزيرة الوثائقية قادرة على رصد هجرات النمل الأحمر في قلب القارة الإفريقية, وقادرة على رصد الهجرات الموسمية للفقمة القطبية, لكنها غير قادرة على رصد حملات تفريغ الأحياء السكانية القطرية من المواطنين,  ولم يبادر الشيخ القرضاوي إلى انتقاد القرارات الجائرة ولو بالهمس تحت قبة المسجد الكبير, وهو الذي قلب الدنيا رأسا على عقب بفتاواه التي جاءت متوافقة ومتطابقة تماما مع توجهات الناتو في النيل من الأقطار العربية المستهدفة, ولم يتذكر إن القرآن الكريم أكد على إن أعوان الظالم يشاركونه في الإثم. .

الملفت للانتباه إن ما يجري الآن داخل أسوار قطر يتقاطع مع القوانين والأعراف الدولية, ويتنافى مع القيم السماوية, ولكي نضع النقاط على الحروف نذكر إن إسقاط الجنسية يعني إنهاء خدمات الناس في المؤسسات العسكرية والمدنية, وحرمانهم من رواتبهم واستحقاقاتهم المالية, وطردهم من مساكنهم, وقطع توصيلات الماء والكهرباء عند رفضهم إخلاء بيوتهم البائسة. .


تصوروا عدالة الحكومة القطرية عندما حرمت أبنائها من وثائقهم الرسمية, ووضعتها على طبق من ذهب تحت أقدام اللاتيني (سباستيان سوريا), و(ماركوني أميرال), و(اميرسون), و(فابيو سيزار) من البرازيل, و(عبد الله كوني) من السنغال, وغيرهم كثير, لا لشيء إلا لتحقيق بعض الانجازات الرياضية المزيفة, وكانت هي السباقة لمنح الجيوش الغربية حق الإقامة والتصرف كما تشاء في القواعد الجوية الامريكية, لفترات مفتوحة غير محددة بزمن, ومنحتهم حق المرور بأرضها, والانطلاق من قواعدها لضرب العراق وغيره, لكنها تتعامل مع أبنائها بقسوة مفرطة, وبخاصة مع القطريين, الذين ينحدرون من أصول سعودية, وصدق الذي قال:

كلاب للأجانب هم ولكن

على أبناء جلدتهم أسود


من هذا المنطلق نرى إن قطر أضحت من الأقطار المصابة بشيزوفرينيا السلطة (الفصام), خصوصا بعدما طردت صغار التلاميذ من المدارس, ورمتهم مع ذويهم خلف الحدود, وحرمت آبائهم من رواتبهم التقاعدية, وجردتهم من حقوقهم كلها, وهكذا وجد الشيخ علي بن صالح بو ليلة شيخ قبيلة الغفران, وجد نفسه وقبيلته بلا وطن, وبلا مستقبل, ومن دون جنسية, ومن دون حقوق, ومن دون وثائق رسمية تثبت ارتباطه بهذه الدولة أو تلك, في حين وجد سباستيان نفسه قطريا من الدرجة الأولى الممتازة في ظل السلطان الغضبان. .

لقد تسبب قرار السلطان بسحب الجنسية بتكدر حياة حوالي ستة آلاف مواطن, وتسبب في تدمير مستقبلهم, ولم يسلم منهم حتى الذي خدم في الجيش القطري, وظن إن خدمته ستشفع له, وتمنحه الحصانة الوطنية, باعتبارها واجبا مقدساً يغفر له ذنوبه الإدارية والسياسية. .

ختاما نقول: لقد كتب أبو العلاء المعري رسالة (الغفران) فاتهمه أصحاب العقول المتحجرة بالزندقة, وانتمى آل مري إلى فخذ (الغفران) فاتهمهم أصحاب القلوب المتحجرة بالتبعية, ثم حاصرتهم بلدوزرات التطهير العرقي, وأخرجتهم من ديارهم, وجردتهم من حقوقهم, ولم يعلم السلطان إن الغفران هدية يمنحها لنفسه, وإن التراجع عن القرارات الجائرة من شيم الحكام الشجعان. .

اللهم اجعلنا من المتسامحين الهينين اللينين, اللهم اجعلنا من ذوي القلوب القوية القادرة على التسامح, وأهد قلوب الحكام العرب للتسامح. .

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=15148
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 03 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29