أولت العتبةُ العبّاسية المقدّسة اهتماماً بالقطّاع الزراعيّ، وذلك من خلال جملةٍ من المشاريع إسهاماً منها في دعم هذا القطاع، وتحقيق الأمن الغذائيّ والاكتفاء الذاتيّ من المحاصيل الزراعيّة ذات العلاقة المباشرة بقوت المواطن، ومن هذه المشاريع مزارعُ خيرات أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) التابعة لشركة الكفيل للاستثمارات العامّة، التي لم تدّخر جهداً من أجل رفده بأحدث وسائل التقنيّات العلميّة الزراعيّة المستخدمة في دول العالم، بدءاً من البذور والبيوت البلاستيكيّة ومياه السقي وطرق مكافحة الآفات الزراعيّة الى غيرها من الأمور، التي أفضت الى جني محصولٍ ذي فائدة وقيمة غذائيّة عالية.
هذا ما أوضحه لشبكة الكفيل المهندس علي مزعل لايذ رئيسُ قسم الشؤون الزراعيّة والثروة الحيوانيّة في الشركة المشار إليها، مضيفاً: "أنّ هذه المزارع مخصّصة لزراعة محاصيل الخضار، وهي من النوع المحميّة وتشمل كلّاً من محصول الطماطم والباذنجان، وأيضاً الفلفل الحار والبارد بالإضافة الى محصول الخيار، وعلاوةً على ذلك تتمّ زراعة المحاصيل المعروفة بالبديلة وهي الطماطم الكرزيّة وأيضاً اللهانة والقرنابيط".
مبيّناً: "إنشاء هذه المزارع يتّجه بعدّة اتّجاهات، منها أن تكون رائدة ومتفرّدة في مجال زراعة هذه المحاصيل آنفة الذكر، لكونها تشكّل نسبةً كبيرة من استهلاك المواطن بشكلٍ يوميّ، والجانب الآخر هو الجانب الخيريّ من خلال توفير منتجٍ ذي جودة عالية وسعرٍ مناسب، تماشياً ومراعاةً لدخل الفرد العراقيّ، وذلك بأن يكون منتجنا متوفّراً بطرقٍ سهلة أمام المواطن صاحب الدخل المحدود".
وعن أهداف هذا المشروع بيّن لايذ: "أنّ المشروع يهدف الى أمورٍ عديدة أهمّها:
- استصلاح مساحاتٍ واسعة من الأراضي.
- الإسهام في زيادة المنتوج المحلّي وتحقيق مبدأ الاكتفاء الذاتيّ، حيث استطاعت منتجاتنا أن تسدّ ما نسبته أكثر من 20% من حاجة المحافظة.
- تشغيل أكبر عددٍ من الأيدي العاملة المختصّة بهذا المجال المهمّ الحيويّ، الذي شهد في الآونة الأخيرة عزوفاً ملحوظاً من قِبل المزارعين بسبب المعوّقات التي تعترض مشاريعهم.
- تشجيع المزراعين وحثّهم على استخدام الطرق الحديثة في الزراعة.
- المزارع موقعٌ مناسب لإجراء التجارب العلميّة والإفادة منها في مجال البحث العلميّ.
- توفير منتجاتٍ بأسعار مناسبة وذات جودة وقيمة غذائيّة عالية، لكونها تعتمد على أسمدةٍ عضويّة غير كيمائيّة".
يُذكر أنّ العتبة العبّاسية المقدّسة ساهمت بشكلٍ كبير في رفد السوق المحلّية بالمنتجات الغذائيّة والحيوانيّة ذات الجودة العالية، من خلال اعتمادها على سمادٍ وأعلاف خالية من الموادّ التي تؤدّي الى ضررٍ على صحّة الإنسان، فضلاً عن توفير هذه المنتجات بأسعارٍ مناسبة لذوي الدخل المحدود.