• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أحلام التطبيع مع اسرائيل الوردية  .
                          • الكاتب : د . احمد خضير كاظم .

أحلام التطبيع مع اسرائيل الوردية 

 السطور في هذه المقالة قد لا ترضي بعضهم  وخاصة أولئك الذين يتخيلون أن اسرائيل ستلعب لهم دور المخلص المنشود وقد تصدم المعلومات في هذه المقالة أولئك الذين ينظرون الى اسرائيل كدولة عظمى يحلمون باللجوء اليها من غضب شعوبهم ونهضتها فقد يكون رد فعل هؤلاء كما نعهدها شديدة الوطأة وقد  تكون تعليقاتهم مظللة خوفا من اطلاع عامة الشعوب العربية على الحقيقة الكاملة لدولة اسرائيل المزعومة ....
فمطبلي قطار التطبيع مع اسرائيل التي تحتضر مع ترامب في ايامهما الاخيرة  لا يريدون ان تنحرف سكة قطار التطبيع عن السكة المرسومة وان يخرجوا من الصدمة التي تعيشها اسرئيل ففي ظل المشاكل الاقتصادية الداخلية و الانقسامات و الانشقاقات يحاولون جبر خواطرها عبر التطبيع للمحافظة على ماء وجهها لتبقى القوة التي يتبجحون بها في كل خطبة التي لا تخلوا  أما بتصويرهم ابطال المواجهة المزعومة مع اسرائيل او تصويرهم  كحلفاء مع تلك القوة العظمى ...
ولكي نوضح الحقائق للشعوب العربية بحقيقة الدولة التي أعلن عنها في 1948 انها هذه الايام تحتضر كعجوز بعمر 72 عاماً انهكته الحروب ... فليس فقط ان تكون اول دولة طائفية تأسست على اسس عقائدية لتجمع اليهود من كل العالم على ارض فلسطين المحتلة وان تسعى بكل ماتملكه من علاقات دولية ابتداءا من وعد بلفور و الى  قرار مجلس الامن 181 في عام 1947 من تأسيس الدولة على احلام دولة اسرائيل الموعودة ان تعاني احزابها الدينية من تراجع شعبيتها وفقدان حلمها العقائدي وتحوله الى حلم توسعي سياسي صهيوني .. فقد عانت الاحزاب الدينية الاسرائيلية انحساراً كبيراً في مقاعدها في الكنيست الاسرائيلي واصبحت  لا تمثل اغلبية وهو ما يثبت فشل تلك الاحزاب في قيادة اليهود أو فقدان اليهود لثقتهم بتلك الاحزاب و تحولهم الى احزاب ليببرالية وسياسية صهيوتوسعية...
بعد انحسار الاحزاب الدينية اليهودية و سيطرة حزب الليكود بقيادة نتنياهو الذي يعاني هذه الايام من فضيحة فساد سيكون مطلع شباط القادم موعد الاستماع الى الشهود وتقديم الادلة ... عانى حزب الليكود هو الاخر من انقسام قبل الانتخابات المبكرة في اذار القادم؟؟!!
نعم ، انتخابات مبكرة فالانقسامات و المشاكل الاقتصادية الداخلية وفضائح قضايا الفساد في اسرائيل جعلت من حكومة الوحدة 1 ان تفشل الحكومة في تقديم موازنتها العامة وحل الكنيست نفسه وبذلك تستعد اسرائيل للانتخابات المبكرة عد شهرين ... 
أن محاولات اسرائيل مرة عبر التطبيع اوكما يسمى بالسلام العربي وأخرى عبر الضربات العسكرية ما هو في الحقيقة الا محاولات من قبل حزب الليكود بقيادة نتنياهو للتغطية على مشاكل اسرائيل الداخلية و ابرازها كأنجازات وهمية لا تتعدى الانجازات الاعلامية التي يقوم بها الحكام العرب...
ففي واقع الامر لا يمكن لاسرائيل التملص او الهروب من المحاسبة عن ضرباتها العسكرية سواء في العراق او سوريا اليوم أو غداً ...
كما ان قطار التطبيع (مع الصهيونية )هو اتفاقات شكلية لا يمكن للشعوب الاسلامية او العربية القبول بها باي حال مع الاحوال...
و لا ننسى اخيراً سوى ان نشير الى ان سياسة التطبيع التي تسعى اليها اسرائيل ما هي الا انقاذ لليهود من عزلتهم في السبعين عام الاخيرة بعد ان ابتلوا بمشروع الصهيونية الذي افقدهم اوطانهم و بلدانهم وجعل منها ذكريات يحلمون الرجوع اليها بعد ان صدموا بدولة الاحلام التي رسمت بايادي نرجسية لم تجد على ارض الواقع من حقيقة الدين اليهودي سوى اكذوبة دولة اسرائيل الكبرى2 التي تبين فيما بعد ما هي الا حلم سياسي صهيوتوسعي ليس له جذور مقدسة ... حلم قام على اوجاع ومآسي شعب كامل ما زال كل يوم تهاجم ارواح شهداءه غرفة لمستوطن بُنيت فوق قبر شهيد ... 
و في النهاية أخاطب جميع شبابنا العربي و العراقي و الذي يعاني من سوء الاوضاع السياسية و انعكاساتها على الواقع المعاشي و الاقتصادي اننا سنكشف في هذه المقالات سوء الواقع السياسي و الاقتصادي الذي تمر به اسرائيل لفضح راكبي موجة التطبيع وما يرسموه في خيالاتهم المريضة من احلام وردية يصورون بها اسرائيل ان تنقذهم من الواقع الذي انهار بسبب فسادهم...

1-    ( وهي حكومة اتفق فيها نتنياهو بعد مشاكل كثيرة  مع غريمه ان يحكم كل منهم لمدة سنتين كان من المقرر ان يسلم فيها الراية نتنياهو في شهر تشرين القادم)
2-    من النيل الى الفرات 
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=151557
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 01 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29