• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : هي جوهرةٌ لكن يخونني التعبير .
                          • الكاتب : الشيخ مظفر علي الركابي .

هي جوهرةٌ لكن يخونني التعبير

هناك أشياء يمكن أن توصف ، وقد تحتويها الكلمات ، وتصوغها العبارات ، وتستطيع خلجات النفس أن تسلط عليها الأضواء ، وربما تعكس صورةً عنها وتستجلي معانيها . 
وهناك أشياء يظيق فيها الوصف ، ولا تطاوعني الكلمات في احتوائها ، ولا العبارات في استيفائها ، ولا حتى خلجات النفس في سبر اغواريها ، بل ربما يعجز الشعر والنثر في استكناه حقيقتها . 
نعم إنها جوهرةٌ قدسية ، وتحفةٌ ربانية ، وصياغةٌ علوية ، تميزت بصفائها ونقائها .
إنها أمرأة جللتها يد الرحمة الإلهية ، ورفعتها يد الأقدار إلى الأماكن العلية.
نعم إنها الخالدة بخلود السنين .
والمضحية بكل ما تملك لأجل الدين .
زوجة وصي سيد المرسلين.
أعني مولاي أمير المؤمنين.
خادمة الحسن والحسين. 
سيدتي ومولاتي أُم البنين . 
فهل تراني أُطري عليها المديح وهي أكبر من المديح.
أم أصفها ويعجز الوصف عن وصفيها .
حيث تتلعثم الكلمات على فمي ، ويخونني التعبير ، وتهرب من لساني معاني الألفاظ .
نعم يقف القلم إجلالًا لأم الوفاء .
وما عساني أن أصفُ أمرأةً اتشحت بالشجاعة ، وتدثرت بالوفاء ، وتبرقعت بالنبل ، وتجلببت بالكبرياء ، وغذت لها اولاد بلبن الحرية ، وربتهم على أجلى معاني الفداء ، فكانوا النجوم والأقمار في أرض كربلاء.
أيةُ أُم هذه التي ليس لها مثيل في دنيا الوجود بعد المعصومات أن تقدم أولادها لإمام زمانها ولا يهمها أمرهم ولا تسأل الناعي عنهم . بل تسأل عن من ملك كيانها ، وأحبته وقدمته حتى على نفسها .
حقاً أنها امرأة لا تتكرر ، ولا يجود زمان بمثلها .
إنها اصبحت القدوة لكل النساء ، بل لكل الرجال في التضحية والفداء .
فإذا اردنا أن نضرب مثالاً للتضحية ، كانت أم البنين .
وإذا أردنا أن نضرب مثالاً للوفاء ، كانت أم البنين .
وإذا أردنا أن نضرب مثالاً للإثار ، كانت أم البنين . 
وإذا أردنا أن نضرب مثالًا للمواساة ، كانت أم البنين .
نعم لم يكن اعتباطًا أن حصلت على مقام أن تكون باب الحوائج .
لم يكن ذلك أمراً عفوياً . 
بل شاءت يد السماء أن ترفعها 
وأن تجعل لها قدرا 
فثمة هناك علقةٌ بينها وبين فاتحة الكتاب، والصلاة على النبي وأله الأطياب .
فما من عقد زواجٍ إلا كانت الخاتمة مع فاتحة الكتاب . 
وما من واسطة نقلٍ إلا كانت المثنى بها مع الصلوات بعد غلق الباب 
فكانت الوسيلة لبر الأمان 
وكانت الوسيلة كذلك لحل ما أشكل ، وسبباً لتفريج الهموم ، وكشف الغموم .
وما عساني أن اقول بذكرى رحيلها 
إلا سلام على الطيبة الطاهرة 
سلام على المضحية الصابرة 
سلام علىيها ،. على من سكنت إلى جوارهم في بقيع الغرقد . 
 فلا حرمنا الله زيارتها في الدنيا 
ولا شفاعتها في الآخرة 

وعذرًا عن التقصير يا ام البنين




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=151788
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 01 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28