• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : رحمتك يا ربّ! .
                          • الكاتب : عماد يونس فغالي .

رحمتك يا ربّ!

 تطالعُنا يوميًّا وسائل التواصل الاجتماعيّ بأخبار النعي، بالفقد الأليم. وما أصعبَها تنقل إلينا ارتحالَ أبناء الزهو الشبابيّ، في غالبِ الأحيان، لتفشّي الوباء اللعين فيهم فاغرًا يرديهم! 
مؤلمٌ أن تفتحَ عينيكَ صباحًا شاكرًا الله على صحوتكَ بخيرٍ وصحّة، فيلقاكَ الأحبّةُ بفاجعِ الانسلاخات! 
رحمتكَ يا ربّ! تتّصل بهم، تكتبُ لهم... تعبّر عن شركة محبّتكَ وصلاتك، عن تضامنكَ مع ألمهم. وبعد، إن دخلتَ فكركَ، كم عمقٌ وجيع! أبعدْ يا ربّ مرارةَ الكأسِ عن أحبّتي وعنّي!
هل عشنا إلى هذا اليوم، لنصير أسرى وباءٍ يفتكُ بنا تباعًا بطيئًا؟! هل تعلّمنا وأتينا الشهادات العليا، وتثقّفنا، كلّ في مجاله، لنقفَ عاجزين أمام جرثومة؟ هل نشأنا جماعيًّا ومجتمعيًّا وفق قيَمٍ وتقاليد، لنُحجرَ وحدانًا ، نهابُ الأقربين؟ 
هل ربينا إنسانيًّا لنفقدَ على حين غرّة، عيشَ مبادئنا الإنسانيّة والعلائقيّة؟ 
ولكن على من أقرأ مزاميري ههنا؟ إنّ الصحّةَ هويّةُ الوجود وعلّةُ كينونته، لا مساومة فيها. إنْ نعِشْ، فلتمتّعنا بها، نحافظْ عليها أوّلاً أساسًا. "والباقي يُعطى لنا ويُزاد"! 
ورغمَ ذلك مرارةٌ. حولَنا جماعةٌ، أهلٌ أصدقاء وزملاء يتذمّرون، لهم الحقّ. كبارُ سنٍّ ومعتادون نمطَ حياة، كيف يتأقلمون؟ دعوتهم اليوم إلى تغيير مسار، يؤذيهم، خصوصًا في سرعةٍ زمنيّة متطلّبة. هم في الحقّ، وأنتَ تتألّم لهم ومعهم. ورغم ذلك ليس أحدٌ في مأمن. رحمتك يا ربّ! 
قد لا نعود إلى الوراء. لكنّ الصحّةَ يجب أن تروح إلى الأمام، إلى التمام. والحياةُ علينا أن نستعيدَها دافقة، كما الله أرادها لنا. ربِّ ألهمْ على المحبّة تسُدْ بيننا! ألهِمْ على رفق الناسِ بالناس، يصطلحوا! جُدنا برحمةٍ، نطلْ خدمةَ بعضنا لبعض!
أعِدْ إلينا استجابةَ صلاة:
"ربّي لا تموّتني لا حريق ولا غريق، ولا تشرحط عالطريق. لكن موتي هنيّي وقربانة طريّي..."
الأفقُ مظلمٌ. أيُّ غدٍ نعملُ له، نعدُ به؟ بعضُنا ينتظرُ عَودًا إلى ما كان. البعضُ الآخر لا يعرف ما يرجو غيرَ خلاصٍ من تخبّطٍ يشدّ الخناق! 
هل تحوّلٌ يفي؟ والمنظومةُ الإنسانيّة هل يطالُها التحوّل؟ قبل كلّ شيء، هل نسلم لنأتي تحوّلاً؟ 
زمنُ الضيقِ هذا غيرُ محدّد. رحمتك يا ربّ. 
في افتراضيّاتِ تواصلنا الفارضِها حالُنا اليوم، اهدِنا ربّ يقينَ حبّكَ إيمانًا وتفاعلاً، نبنِ عليه أسسًا تعيدُ توجّهاتنا إلى حياةٍ في ملئها... ونؤتِها!!




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=152307
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 02 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28