• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : لقد قالها وما زالت فتأملوا .
                          • الكاتب : الشيخ مظفر علي الركابي .

لقد قالها وما زالت فتأملوا

 الإنسان عندما يرتبط بحزبٍ معين ، أو يرتبط بجهةٍ ما أو ينتخب قائمة ، أو يدافع عن دولة ، أو يتهالك في الدفاع ويضحي من أجل شخصيةٍ مهمة فلا بد أن يكون مرتكز على أمرين :

الأمر الأول : العدل
إن هذه الجهة أو هذا الحزب أو هذه الكتلة أو الدولة أو التجمع أو أي عنوان كان قد حقق لي ولمن يرتبط معه العدالة ، وأقصد بالعدالة ليست العدالة الشخصية بل العدالة النوعية ، أي حقق في ما يتبنى من مشروعه الإصلاحي العدالة لكل الناس بغض النظر عن انتمائهم العقدي والقومي والعرقي والجنسي ، فلا فرق عنده بين إنسان وإنسان .
إنما ينظر إليّ إنني إنسان مثله في هذا الوطن يجمعنا مصيرٌ واحد ، واتساوى أنا وهو وكل أبناء هذا الوطن بالحقوق ، فأعطني حقي كما تُعطي للآخرين حقوقهم دون تمييز أو تفضيل أو محاباة ، وتُعطيني حقي على أساس الكفاءة والاستحقاق .
فإذا لم تحقق لي العدالة فما وجه ارتباطي بك ودفاعي عنك والتهالك في حبك والتضحية من أجلك .
ورحمك الله يا ابا الحسن يا أمير المؤمنين ما أروع كلماتك حيث تقول (😞 من ضاق عليه العدل فالجور عليه أضيق )

الأمر الثاني : الأمل
مما يجعلني اتمسك بهذه الجهة والحزب والكتلة والتجمع والدولة والشخصية الفلانية ، وارتبط بها بعقود الولاء والوفاء والحب هو أن لي أمل أنها سوف تحقق لي ولكل المجتمع ما نريد من عيش كريم ، وتوفر لي الخدمات وتضمن المستقبل لي ولأولادي وباقي الناس الذين يرتبطون بها ، لأني أرى فيها التنظير الصائب لإنقاذ الناس من بؤس العيش ، والعمل فعلاً بهذا التنظير على أرض الواقع ، وقد لمست ولمس الناس البعض من ذلك ، فهذا مما يعني أعيش واتمنى أن تستلم هذه الجهة وهذا الحزب وهذا التجمع وهذه الكتلة وتلك الشخصية زمام الأمور وقيادة هذا الوطن ، لأني أرى فيها ويرى الناس هي المنقذ فتسعى لتحقيق حلمها واعيش على ذلك الأمل واموت عليه . 
لكن إذا لم يكن عندي أمل بتلك الجهة والحزب والتجمع والكتلة وتلك الشخصية فما بالي وبال باقي الناس يدافعون عنها ويضحون من أجلها ويموتون في سبيلها .
نعم إنها مخادعة النفس ، وعدم خضوعها للواقع وحتى لا تصطدم بالحقيقة .
وهي الحقيقة المرّةُ التي يجب تجرعها للجهة التي ارتبط بها وانفض يدي عنها يأساً منها ،  غير آسف عليها ، لأنها مستحيل تحقق لي ما اريد 
وكما قال الشاعر الشريف الرضي رحمه الله  
ولانفضن يدي يأساً منكم 
   نفض الأنامل من تراب الميتِ
النتيجة : زبدة المخض
إلى الذين يتمنون عودة البعث هل حقق البعث العدالة لكل الناس ، بل أنتم الذين كنتم مرتبطين به هل حقق لكم ذلك ، وإذا تتوقعون وعندكم أمل بأن يحقق لكم ذلك ، فهل ترون فيما يطرحه من فكرٍ جديد وإعادة صياغته أنه سوف يحقق العدالة لجميع أفراد هذا البلد أم أنه جاء لعودة انتقامية وتصفية حسابات وعمليات انتقامية .
هذا ما يخص حزب البعث 

أما ما يخص الجهات الثلاثة - الكتل والأحزاب الكردية والكتل والأحزاب الشيعية والكتل والأحزاب السنية - التي تحكم العراق حالياً من سقوط حزب البعث إلى يوم الإنتخابات المقبلة .
هل حققتم العدالة حين استلمتم السلطة والمناصب ؟
الجواب : قطعاً لا
وإلى اتباعهم ومحبيهم والمضحين من أجلهم كذلك السؤال 
هل حققوا لكم العدل والمساواة والكرامة ووفروا لكم الخدمات ؟
الجواب : قطعاً لا
سؤال آخر  اعندكم أمل فيهم أنهم سوف يحققون تلك المطالب البسيطة ( العدل ، الخدمات ، المساواة ) ؟
الجواب : قطعاً لا
فَلِمَ الانخداع بهم وما زلتم أتباع لهم ؟!
وتريدون أن تنتخبوهم مرةً أخرى .
لكن اذكركم كلكم ( كرد ، شيعة ، سنة ) بكلمة رجل الإنسانية ، والمدافع عن المظلومين والمضطهدين والمستضعفين ، الرجل الذي حمل شعار كتبه بدمه على جبين الدهر  ( كن حراً في دنياك )
نعم إنه أبو الأحرار وسيد الشهداء ، الرجل الذي تُوطأطأ لمواقفه الرقاب ( إلا من كان في رأسه دماغٌ عفنٌ ) 
والذي تخضع لكلماته القلوب ( إلا التي صدُأت ) فلا ينفعها العلاج  
حيث قال في كربلاء للجيش الذي حاربهُ في خطبته الثانية صبيحه يوم العاشر من محرم عام ٦٠ هجرياً ( بغيرِ عَدلٍ أفشَوْهُ فيكُم، ولا أمَلٍ أصبحَ لكُم فيهم، إلَّا الحرامَ من الدّنيا أَنَالُوْكُم وخَسِيسَ عَيْشٍ طَمِعْتُم فيهِ،)
وما زال كلامه  ( سلام الله عليه )يخاطب ضمير الأحياء في كل زمانٍ ومكان .
********************* 
نسخة منه إلى الأحزاب والكتل الشيعية
نسخة منه إلى الأحزاب والكتل السنية
نسخة منه إلى الأحزاب والكتل الكردية
نسخة منه إلى كل الأحزاب والكتل في كل بقعة في العالم 
هذا هو الحسين ( عليه السلام )
ومشروعه الذي ضحى من أجله سوف يحققه ولده المهدي ( عج ) إن شاء الله .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=152519
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 02 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19