هل اصبح الفساد في العديد من الدول نمط حياة ؟
عبرت معظم الشعوب عن استيائها ، من معظم الأنظمة السياسية المتواجدة حالياً ، نظراً لما خلفته من اضرارٍ في شتى المجالات .
هذا ما جعل المفكرين يوجهون أقلامهم حول هذا الموضوع ، ومن بينهم الاقتصادي السويدي ، غونار مردل في كتابه ( الدولة الرخوة )
فدعونا نتابع ما يحمله هذا الكتاب من حقائق ، علها ترشدنا إلى مقومات الدولة القوية المتماسكة .
كان الإقتصادي السويدي غونار مردل ، أول من استعمل مصطلح ( الدولة الرخوة ) ، وارجع السبب الرئيسي لما تعانيه بعض الدول خاصةً دول العالم الثالث إلى عدم إحترامها للقوانين ، التي تضل حبراً على ورق ، وكأنها سنت لتحفظ في بطون النشرات الرسمية ، ويعود إليها فقط طلبة القانون ، لا أحد يوليها اهتماماً.
فالأغنياء أكبر من القانون ، لأنهم يستطيعون حماية أنفسهم بإعتماد أموالهم الطائلة
أما الفقراء ، فتغريهم الرشاوي ، فيمسكون ألسنتهم عن قول الحقيقة .
ينتشر هذا المرض شيئاً فشيئا ً، فيتجاوز السلطتين ( التنفيذية والتشريعية ) ، حتى يصل إلى القضاء ، ثم إلى المؤسسات التعليمية ، فيصبح الفساد على حد عبارة الكاتب ( نمط حياة ) .
تتسم الدولة الرخوة : بالضعف والمهانة
فلا قيمة لها سواء كان ذلك في الداخل أو الخارج ، فالمواطن لا يمكن أن يثق بها ، نظراً لما يلاحظه من تطاول الكثيرين على القانون ، ومع ذلك لا تتم محاسبتهم ، وبالتالي فهو كذلك يشعر بإن له الأحقية في ذلك أيضاً .
ويشعر بالغربة ، واللامساواة في وطنه .
ويستغل أولئك المتمردون على القانون - وغالباً ما يمثلون النخبة الفاسدة - ذلك الوضع لتحقيق مصالحهم الشخصية ، دون الأهتمام بما سيؤول إليه وضع المواطن .
لا تخلو دول العالم من مثل هذه الممارسات ، والتي جعلت الدول هشة ، وعلى وشك الإنهيار.
ففي مرحلة عندما كان الإستبداد يسود هذه المجتمعات ، ذلك مهد الطريق لتفاقم الأزمة شيئا فشيئا ، فإنفرد أصحاب النفوذ بالسلطة ، وعملوا على تحقيق مصالحهم الشخصية ، دون مراعاة حقوق عامة الشعب ، فإنتشر الفساد في جميع مؤسسات الدولة، فتوالت السرقات ، إلى أن عجزت الدولة عن تخطية عجزها .
فلجأت للإقتراض من الخارج ، وبقيت تعيش التبعية مدى الحياة ، ومع ذلك ما زالت الشعوب المتخلفة تعيش على أمل التغيير واللحاق بركب الدول المتقدمة .
فهل تعتقد أن الشعوب في هذه الدول ستتمكن من إحداث التغيير المطلوب ؟
وكلام هذا الكاتب الإقتصادي ينطبق تمام الإنطباق على واقعنا في العراق !
|