• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : كهف الرسالة ... .
                          • الكاتب : نرجس مهدي .

كهف الرسالة ...

 فَارسُ قَرشي ، سَامِق الهمة ، قويّ في بَدنه ، يَرشحُ النور من جَبينه ،واضِح الخُطى ، كَريم الخِصال ، نَقي السَجايا ، عَطر المَنطق ، يَتَقِد كَصالية الجْمر لِلحق ، لِسانَه لهُ طَعمَ الشْهدِ في النُطق، 

بَطل هُمام ، مُقدَم مِقدام ، جَميل الصفات والمَلامح ، مُقَرب من أبيه شَيبة الحَمد عبدَ المطلب ، مُوحِدُ في دِين جَده الخَليل ، لَيسَ له في قُريش مَثيل .

فؤاده الذي يَخفق في صَدره هو من يَروي لَكم سيرته .
عَبد مناف ابو طالب قوي البنية والمطالب ، غالب كل غالب .
تَكفلَ ابن أخيه مُحمد (صل الله عليه وآله)..يُغذِيه دِفئاً ،يَحنو عَليه عَطفاً ، لِحٌبِه ومُروءته أوصَاه والدهُ قَبلَ أن تَغفو عَيناه : أن لاتُفارقَ إبن أخيك واجعَلهُ في كَفالتِك ، وَذاكَ كانَ مُناه ..
احتضنه في دَاره كأحسنِ وِلده ، يُقربه إلى رُوحه وَيُدنيه ،وببنيه يُفدّيه، يَترائى أمامه جَلالُ هَيبتِه وعَلائِم نُبوتِه ، بيت أبو طالب يَتجلى بالأنوار ، وَعينُ اللهِ تَعالى تَرعاه لَيلَ نَهار .
يَركب ظهر الفلاة يُناجِز به شُهبَ السماء ، مُشمراً سَاعديه لِنصرة الأمين ، مُغرَم بإبن أخيه ، يُفديه بِروحِه بمهجته ، يقدم نفسهُ كبشاً وفِداء .
لَيَّنَ لهٌ عَريكَة شِغافِه ، حِصن له حَصين ..
يَلومونه في حُبِ حَبيب الرحمن ؟؟!!
وَكيفَ فؤاده هَواه ؟!
بل أسألوه كَيف لفؤادٍ لَمَ جَمالهُ واحتَواه ؟؟!!
فَرويت غَليل سـُؤالهِم ، ومَرغَت أنوف أحقادِهم .
مكدوداً في ذَاتِ الله ، لَكن ضَغائنهم قَادِحة ، وألسِنتهم بِالباطل جَارحة .
أيَقولون أنك في ضَحضَاح من نار ؟؟!!!!
حَاشاك سيدي بل في روضات الجَنات تَرتع ، وبِكل أذان للصلاة بِدرَجاتٍ الفردوسِ تُرفعْ ، بكَ وبِفتاك  كلَ الدُنيا تَتَشفع .
أهكذا الحقائق تَغيرتْ ؟؟!!
والدُنيا بِفضلهِ تَنكرتْ ؟؟!!
عَجباً لِجهلِهم !! أ لأنكَ والدُ الأمير ؟؟
نعم ؛ إنه سواد لُجةِ الحقد الدَفين ، لقد خيبت آمال الجُهال والمتآمرين ، ياجُنة الإسلام والمسلمين .
نَاديتهُ حَبيبي يامحمد (صل الله عليه وآله) أصدَعْ بِما تُؤمرْ ، أوضِح مَنهجك وعلى بركة الله سير ..
قَوُّم الأود، وأرشَدهم إلى مِفتاح السداد ، تَقوى وذَخيرة المعاد .
مَاخالطَ الكَرى أبداً جَفنيه ، وَلا أكتَحلت بالراحَة مُقلتَيه ، فَوالله ما أسْلَمهُ يَوماً ولا ابتَعدَ عَنهُ شِبراً .
مُحامياً إلى آخر أنفاسِه ..وآخر نبض في عرقه .
وفَيت النَذر ،صُنت الأمانه ونِلت الأجر ،وها أنا فؤادك لازِلتُ أنبض بِحُبِ حَبيبك بِالرغم من التراب والقبر .
 إيهً يا أبا طالب : رَحلت والدِين لم يَشتد عُودهَ وحَبيبُ الله فَقدَ ناصره ..غَادرته على مَضض  ، عَيناكَ إلى آخر اللحظاتِ تُراقِبهُ ،وتَدمع لِفراقه، فَكانَ عَام الحُزنِ بِفَقدك ، 

وَلكن ؛

 يَاكَهفَ الرِسَالة أديتَ الكَفَالة .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=152946
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 03 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3