• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : \" انة اكلك ثورك وين \"\" يا شاعر قناة الفرات\" .
                          • الكاتب : جاسم محمد كاظم .

\" انة اكلك ثورك وين \"\" يا شاعر قناة الفرات\"

   جميلة هي  كلمات   شاعر  قناة الفرات في   برنامج  عيد سعيد  وهو  يصوغ الكلمات على  شكل  قلادة   متعددة  الاسطر .  وان  كانت فكرتها  مطروقة  مثل  معدن الحديد  الاف  المرات .لكن براعة الشاعر كمنت  في انة استطاع  توظيف الكلمة في  جمل  مشوقة  انسابت مع الزمن   واحتوت معها  تركة   ماضيا  ثقيلا  مر  مثل شبح  اسود  رقد كثيرا على الصدور   .  واذا  كان  \"فون مانشتاين\"  يفتتح  كتابة  انتصارات  ضائعة  بجملة منسوبة  لرئيس جيش   اركان  المانيا  القيصرية   \"فون مولكتة\"    \"\" ليس  لضباط الركن اسماء \"\".  فانة من جميل القول ان  يكون   ليس  للشعراء  اسماء  حين  يعبرون عن الماساة   بصدق  الكلمة.  حين تكون الماساة  سلسلة  متلازمة في كل العصور  ويكون  الشاعر  شاهدا على عصرة . وان كان  عزف الشاعر  على  خيوط الماساة رائعا  منذ البداية    وهو  يصف  هول وماساة العراقيين في التاريخ  \" من اللة خلقنة وحنة مفطومين \"  نعاني الموت . الذل . الفاقة . التسول . ونحن نقراء في كل  كتب الجغرافيا وحتى المدرسية منها ان وطننا  الذي   تحدة جبال  زاكروس  من الشمال  والصحراء من الجنوب  يتملك   اعظم احتياطات العالم من الذهب الاسود  . واستمرت القافية على  بنفس الوزن الرائع تصف  رحيل الامل  عن  ارض السواد   لانة  لا يملك      كلمات  شفرة  \"  سر الليل \" ليسمح لة بالدخول  من بوابة السعادة    حين كانت  فاكهتنا   اللذيذة  \" رمان  يدوي  شرط  عالسجين \"   وبدل  من  ان  يركب العراقيون    في مراجيح     الفر ح     واجهوا   كل  يوم  \"  رسم   جمجمة وعظمين \" كما  يقول الشاعر . الذي  وصل الى اخر    مرافئة  الرائعة   وهو  يصف  ثروة العراق المبددة  على ملذات الساسة  الفانين  ومالكي  مقدود السلطة  من اللصوص الراحلين  وهي  تذبح وتنهب   \"  ثور العراق الاسود  \"   كما  يصفة الشاعر \" من لحم  ثورة وطعمة \" ثم  يتسائل  هذا الشاعر   بلسان العراقي   الفقير  الفاقد  لكل  شي  \"  بس كلي    هو  ثورك وين \" . لتتوقف عندها جنازير وعجلات القصيدة  وكأن الزمن انتهى    عند الشاعر    وتوقفت الماساة  بعد رحيل الطغاة  بدخول العم  سام  و  سكت لسان الشاعر  عن السير الى الامام   في زمن الحاضر والمستقبل    لان العراقيين  ربما  وجدوا  ثورهم في  نهاية المطاف  واحتفلوا  بايام العيد ورحيل   اللصوص  .  لكن   العراقيون   يعرفون  ثورهم  اكثر من غيرهم    وهم لايحتاجون   الى وصف الواصفين   ليخبروهم  عن  لونة    كما  احتار  بنو اسرائيل في  ايجاد  البقرة الصفراء الفاقع  ذات اللون  الذي  يسر الناظرين .  لان  ثورهم لاشبية  لة من بين كل الثيران  وحتى الاسبانية منها  الملاحقة   بقرونها الخنجرية   ظهور الهاربين  . لان  جسد  ثورهم  لايحتوي على العظام  واللحم  بل  هو     ذهبا   اسود ا. لزجا  .    يزن   ب 80  مليار  دولار      تقاتل  علية كل اللصوص  ومن اجلة  تم خلق  العراق   بقرار  بريطاني  من تشرشل  . الذي  وجد  ان  ثيران   التاج الملكي   تقع خارج  حدود   التاج     فجاء \" يصحح  خطا  الرب \"  كما  يقول لورنس العرب  . ويجعل ملاكي الثور سلالة ملكية  تتصرف  وحدها   بحليبة الدسم   وتسكن  في  قصور    تحيطها الورود بينما  سكن  العراقيون في  زرائب  رطبة    وهم  يرون  ثورهم الاسود  بعيون حزينة     مسجونا في  زرائب   الغرباء   . حتى عاد  هذا الثور اليهم   في  صبيحة  يوم تموزي    بعد  فراق    37   سنة في  حظائر   اللصوص .   لكنهم  لم  يحافظوا علية مثل ماحافظ الاخرون على  ثيرانهم  فضاع  منهم  هذة المرة الى الابد . وحين  يسالون  عنة   فانهم  يواجهون    امام  عيونهم  جلادين   من نوع خاص  يرفعون  راية  \" جمجمة وعظمين \"  و  سجون من طراز   قصر النهاية الى  سجون  رقم 1  و الشعبة الخامسة .  حتى سكت العراقيون ونسوا  ثورهم  الاسود  الذي  تحول الى  قصور وشقق فارهة وسيارات  فيراري  لابناء المتسلطين . ورزم نقدية في  حقائب المومسات  والشعراء المتغنين  برمز العراق  وقائدة الملهم .  ومن  اجل  هذا الثور الرائع  عبرت دبابات  اليانكي   المحيطات البعيدة لكي  تصل الى    مربطة  الدسم  .  وتنشر  هذة المرة  الديمقراطية وتسمح للعراقيين  بالبحث   بحرية عن ثورهم  الاسود الجميل .  لكن العراقيون  على مايبدوا    اتعبهم  السؤال    عن  هذا الثور  و تجمعوا هذة   المرة حول  كاميرات  القنوات  الفضائية     ينشدون المرض  . الفاقة . التسول . البطالة  . الانين . الشكوى . الموت   وهم  يرون  ثورهم  هذة المرة   بعيون دامعة  يذبح  من الوريد الى الوريد  بين ملاكية  الجدد  كل  منهم  يجرة الى مسلخة الخاص  .     وهم  هذة المرة لايحتاجون الشعراء الجوالين   لكي  يخبروهم  عن مكانة   ببيت  شعر  على طراز \"  بس  كلي  ثورك وين \"   لانهم يعرفون احداثيات  مكانة   اكثر من كل   ضباط الاحداثيات  ويعرفون  ايضا  ان هؤلاء الشعراء  قد   تحولوا الى \" شعارين\" يتملقون الملاكين  الجدد   من اجل الحصول  على     لعقة من حليبة الدسم    .
 
Jasim_737@yahoo.com
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=1532
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2010 / 11 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19