من صدى الروح، نكتب معنى البسالة والوفاء، ونمزج في الكتابة أصواتاً هتفت لبيك النداء إنها أصوات لأرواح تستحق منا كامل الشكر والعطاء؛ لأنها أرواح عطرت أجسادها وقلوبها بعطر الخلود والآباء، ودونت بكامل صنوفها أروع صور للفداء، وأخذت على عاتقها حماية كل الأطفال والنساء، وقدمت قُبيل ذلك أزكى الدماء، لا همها رعيد الحرب، ولا أصوات الضوضاء، ولا حر الصيف، ولا برد الشتاء، فأخذت تصول في الميدان، وهي ترفع رايات النصر، وترفرف بها نحو السماء، كأني بها تقاتل في ربيع كل أيامه ضياء وبهاء، فيا لهذه الأرواح من مكانة في كل قلب أحبّ الله تعالى، فحقاً إنها أرواح بجنود أوفياء وحقاً جاء في محكم كتاب الله العزيز القرآن الكريم: "إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ".
 فهنيئاً لتلك الأرواح التي نالت الشهادة والتي كانت تتشوق إليها، ويا له من شوق رائع بين صوت الرصاص وصوت القنابل المرعبة، رغم أنه يعلم أن الموت لا بد منه، وكانت أرواحهم تقول: ما أحلى هذه الشهادة التي تفوق حلاوتها طعم العسل، فهم يتسابقون للقتال، ولن يتركوا أرضهم لجنود الشيطان.
 فبدمائهم الزكية، لاحت بشائر النصر والخير، ورسمت البسمة على وجوه الأطفال، وأخذ كل يتيم يبتسم بوجه اليتيم الآخر، وكل واحد فيهم يقول: إن دم أبي لم يذهب سدى؛ لأنه دم طاهر، وأنه معطر بعطر يوم الطف، وأنه مع الحسين وأصحاب الحسين (عليهم أفضل الصلاة والسلام).
 فتحية عز وشموخ واجلال وتقدير لا يوصف منقطع النظير إلى كل قطرة سالت من دم كل شهيد وجريح، وتحية فخر وعز واحترام لكل مقاتل لا زال يقاتل بين أصوات الرصاص، وكلامي إليكم أقوله: كل نصر أنتم أهله، ولا يحق لأي أحد أن يقول بأننا نحن من حررنا البلاد من الدواعش، لا بل أنتم من تملكون شهادة التقدير، وأنتم من لكم الحق في رفع راية النصر، وأنتم من تنشرون الأمن والسلام.
 فو الله، إننا غير قادرين أن نصفكم، ويعجز اللسان عن وصفكم، فهل يكفيكم شكرنا وما يفعل الشكر ازاء ما قدمتموه..؟ فهنيئا لكم هذه المكانة الرائعة والشرف العظيم يا أبطال، يا جنود الله.