انطفأ سراج البيوت..

تحركت ستائر النوافذ وطرقت الريح الشقوق والمنافذ..

لم يكمل الاولاد فلمهم الكارتوني المفضل

ولم تكمل الام اعداد  وجبة عشانها اللذيذة

الاب في غرفة المكتبة غارقا بين كتبه ماسكا
 بتلابيب بعض الكلمات لا يحررها من قبضته

السماء ترعد في الخارج..

تثاءب القمر وقد غمرته جيوش الغيوم المدلهمة

وتارجحت النجوم بين سحب الليل الداكن

وحركة الهواء العارم

لملم الليل اطرافه الا انه  لم يدرك اسرار تغير الطقس فجاة 

وترنحت الغيوم المتناثرة  في قاطرة تنوء بثقلها

والتحفت السماء بريح عارمة لم تبق من باقية 

ظلت النجوم تولول على  الريح سائلة اياها الهدوء والسكينة

وظل القمر مستغرقا في افكاره كرأس عالم كاد ان يصل لحل مسالته المستحيلة

تدفقت اسراب الحشاش ترتسم على جانبي الطريق بعبث وفوضى.

وانحنت الاشجار مرارا امام عنفوان الطبيعة الجميلة..

وزمجرت الريح بشدة 

اندلق ابريق الشاي 
ارتعب الاولاد
وزمجرت الابواب
وتناثر بوح الكلمات في مكتبة الاب الاثيرة

تمزق غسيل الملابس واندلع باب القبو فذعرت الطيور وتطاير ريشها عاليا

اعدت الام حساء العشاء واوقدت شموع الزينة وراح صوت المذياع يخفف وطأ الخوف على اوتار كلام الله الذي ما ان علا حتى سكنت الريح وانقشعت غيوم المطر الشديدة.