اذ يبدو ان ولي العهد السعودي بات في مقام مراجعة شاملة لطبيعة السياسات التي كان يتبعها خلال الفترة المنصرمة، على الصعيدين الداخلي والخارجي، خصوصا بعد سلسلة الإخفاقات غير المسبوقة التي واجهها بن سلمان.
فكما يبدو ان المملكة تتجه الى إعادة ترتيب اوراقها عبر جملة من الإجراءات التنظيمية، انطلاقا من مجلس الوزراء ونخب المستشارين السياسيين والعسكريين على حد سواء.
فقد تسربت بالرغم من التكتم الشديد معلومات تحدثت عن اهتمام غير مسبوق بشخصية شابة، كان لمواقفها الأخيرة صدى ودوي داخل المجتمع السعودي، على الرغم من معارضتها السافرة لسياسة التطبيع مع إسرائيل، والتي كان بن سلمان حريصا على اتمامها حتى وقت قريب.
رجل الاعمال الصاعد الرافض للتطبيع
الدكتور أحمد البوقري.. رجل الأعمال برز من خلال مواقف إعلامية جريئة، تمثلت في رفضها القاطع لسياسة التطبيع مع إسرائيل، عندما انبرى في سلسلة مقالات ومقابلات صحافية ليحذر من مخاطر انجرار المملكة العربية السعودية بما تمثل عربياً وإسلامياً إلى فخ التطبيع مع إسرائيل أو القبول بمشروع صفقة القرن.
مؤكدا على المخاطر البالغة الأثر ألتي ستصيب المملكة من جراء هذا المشروع إن على الصعيد الداخلي أو العربي أو على صعيد موقعها كقائدة للعالم الإسلامي تمثل الرابط الروحي الذي يجمع المسلمين في كل أنحاء الأرض، بالأراضي المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة.
رفض الإساءة الى الشعب
شعبية البوقري ازدادت بشكل ملحوظ في الأوساط الشعبية أيضا، بعد ان انبرى برفضه تحميل الشعب السعودي مسؤولية اغتيال الصحفي جمال خاشقي، منددا بما يراه إساءة لعموم الشعب من خلال طرح عدد من القنوات الفضائية التي تناولت حيثيات عملية الاغتيال، متقدما بدعوى امام محكمة العدل الأوروبية ضد كل من قناة الجزيرة القطرية ووكالة أنباء الأناضول وصباح التريكة، وقناة العالم الإيرانية لتجاوزهما المعايير الأخلاقية والمهنية في التعاطي مع حادثة مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي.
التكليف المحتمل
المعلومات تحدثت عن مفاوضات تجري لتعيين البوقري في منصب وزاري رفيع وأن هذ التعيين قد يصدر مع بداية شهر رمضان المقبل، والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم: "ما الغاية من وراء هذه الاندفاعة؟ هل هي فقط الاستفادة من كفاءة هذا الشاب وعلمه؟ أم انها تحمل في طياتها أهدافاً أخرى؟
وفي خضم هذا المشهد يبرز السؤال التالي ما هو الموقف الأميركي والأوروبي من مسألة تعيين شخص مثل أحمد البوقري في منصب قيادي رفيع في بلد يمثل أهمية استراتيجية كبيرة لكل من الولايات المتحدة والغرب، وخاصة أنه يأتي وقت تضغط الولايات المتحدة بكل قوتها على السعودية للدخول في نادي المطبعين مع اسرائيل.
|