• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مفتي السلام.. .
                          • الكاتب : حسين علي الشامي .

مفتي السلام..

  في غرف الظلام، هناك حينما اجتمع اعداء الوطن وخونة نهريه يخطون بأصابعهم السوداء غزل الشيطان الأسود. سُحبٌ داكنة وجيش دموي، وليلٌ طويل أعده الحاقدون للنيل من بلاد الرافدين، علهم يحققوا حلمهم القديم بأن يجعلوا العراق أسيراً ضعيفا قد قُيدَت انسانيته، وسُيرَ مصيره الى هاوية الموت الاحمر، فلا دين يدان به ولا عقيدة يصار اليها. 

بعرفهم: السيف يحكم، لا تحسب أيامهم إلا من ايام الجاهلية الاولى، أملٌ قديم في نفوسهم قد تجدد..!! داعش عدو الطفولة والبراءة، قاتل النفس التي حرم الله، مرتكب ابشع جريمة حرب مرت بالتاريخ، شهد دجلة أطلالِ عرسها الأحمر، فاحتضنت مياهه أجساد شهدائها.
بعد ايامٍ قليلة من الخداع والهوان ها هو العدو يقترب من تخوم بغداد والطموح الأرعن يملأ صدره يريد كربلاء والنجف والكاظمية..! يريد ان يشهد نهاية القداسة والانسانية، يريد ان يجعل الوحشية حاكماً، والموت منهجاً، والشر إماماً، ليس عنده غاية مع ما ادعى الا القتل على الهوية العراقية بهدف زرع العنصرية والطائفية..!!
بادرت المرجعية الدينية العليا لإعلان موقفها مما يتعرض له الوطن سيما بعد ان تعرضت مدن عدة الى الانهيار الامني والخضوع لشذاذ الآفاق المتعطّشين للدماء وللقتل المجاني، وما هي الا كلمة وعَبرَ العراق كل المواقف المتأزمة، بعد ان تحقق هدفها برص الصفوف وتوحيد القوى لتكون فتواها – فتوى الدفاع الكفائي – سيف الحق الذي مزق خطط رجال الظلام ودعاة الخراب..!! 
[إن طبيعة المخاطر المحدقة بالعراق وشعبه في الوقت الحاضر تقتضي الدفاع عن هذا الوطن وأهله وأعراض مواطنيه وهذا الدفاع واجب على المواطنين بالوجوب الكفائي، بمعنى أنه إذا تصدى له من بهم الكفاية بحيث يتحقق الغرض وهو حفظ العراق وشعبه ومقدساته يسقط عن الباقين..].
دقت ساعة الوفاء ولبى رجال الوجوب الصادق. الأُسر العراقية ومن كل الاطياف والمذاهب توحدت خلف مرجعها ظهير الوطن السيد السيستاني (دام ظله) الداعي للسلام، السلام الذي احتاج لكثيرٍ من التضحيات حتى يكون واقعا، فأعداء العراق لا يرغبون بتحققه.
ما هي الا سنوات يوسف العجاف مرة على عراق الحرية وقد وجدت الكثير من رباطة الجأش وقوة الارادة لتخطيها، فكانت مرجعيتنا القائد الاب الذي حفظ ما بقي من أسوار الوحدة الوطنية حتى العدو لم يصدق ما رأى، فقد كان يعتقد ان مخططته قد نجحت بالسيطرة على بلدٍ مثل العراق.
بعد المواجهة الكبيرة استطاع العراقيون إحراز ما أراده مفتي السلام السيد السيستاني (دام ظله)، السلام الذي تمناه كل عراقي، ورفضه كل عدو.
العراق بعد سنوات من التضحيات الجسام يعود ولأول مرة لمركزه المعهود بين القوى الاقليمية والدولية، فهو المنقذ للعالم والانسانية من الإرهاب الاسود الذي حلم بإسقاط قلب العالم وفكره الانساني واستبداله بالوحشية التي جاء بها ليقضي على عقل العالم الاول بلدي العراق.
لم تكتفِ المرجعية الدينية العليا بهذا الموقف بل حافظتْ بجميع مواقفها على أهمية احترام النظام والقانون والخضوع لسلطة الدولة حتى لا يتكرر ما حدث في عام 2014م داعية المتصدرين لقيادة الدولة الحفاظ على حقوق المواطنين ومنع اي دعوة للعنصرية او المذهبية، فالعراق للجميع وليس لمذهب او طائفة، عراق واحد خلف علم واحد.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=153907
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 04 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18