• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : أدب الفتوى .
                    • الموضوع : رمال ودماء.. .
                          • الكاتب : الشيخ محمود الصافي .

رمال ودماء..

 في يوم لا يُنسى، وساعة لا تخفى.. شمس مشرقة، تطل تارة، وتختفي تارة، بين الغيوم التي ملأت السماء بنثارها، والأرض بين ظل ونور، والكل ينتظر ماذا سيحدث..؟
خبر ينتظر الظهور.. موعد يأبى الأفول.. لقضية باتت بين الحقيقة والوهم.. ولكن لم نعرف صحتها وعدم صحتها؛ لكثرة ما صرح به الإعلام المغرض، والخبر المربك والمجرد عن الحقيقة.. هذا والكل في أُهْبة الاستعداد لخاتمة المطاف.. إما إقرار كالعبيد أو فرار للهاوية التي استعدت لاستقبال خبر الكذب والوهم..! 
  هناك الكل ينتظرون ساعة الصفر الأخيرة، والتي ستكون هي الحد الفاصل بين أن يكون العراق وشعبه أذلاء، أو أن يكون في عز وإباء.. وفي هذا اليوم الموصوف بسمائه وغيومه وحتى ساعة الزوال فيه إعلان لإقامة الصلاة وأي صلاة تكون جامعة مليئة بالخطبة الدينية والسياسية، وذلك في أفضل بقعة مقدسة في مدينة التضحية والفداء.
 وفي صلاة الجمعة المباركة، تنطلق منها صرخة الحق بوجه الباطل، ألا وهي فتوى المرجعية العليا في وجوب الجهاد الكفائي الذي غيّر مسار طريق هؤلاء من الطموح إلى الخذلان، ومن النصر إلى الهزيمة، منكبين على وجوههم، وإفشال كل مخططاتهم ومرسوم خرائطهم، وتغيرت تعابيرهم بعد أن كانوا يطلقون علينا بـ(الهلال الشيعي)، فاليوم أصبح وبعد هذه الانتصارات الخالدة والهجمات المرعبة لهؤلاء ومموليهم وما آثر عليهم من السلب، ينظرون اليوم إلى (القمر الشيعي) أي أن الهلال بدأ ظهوره.. لا هلالاً أفل من المحاق.
نعم.. غيّرت هذه الفتوى مجرى الأحداث التي خططوا لها من قبل الحاقدين الذين أرادوا ببطشهم تمزيق الوحدة العراقية، وجعله في عداد الشعوب المستعبدة لشرذمة وأراذل أهلها، فانطلق الكل دون الرجوع الى التأكيد وعدمه وصحة الخبر والقول؛ كون الكل كان رافضاً هذه المجموعات التي تدعي الاسلام، والاسلام منهم براء.
فتم تشكيل الهياكل والمجاميع والمقاتلين تحت عنوان (الحشد الشعبي) والذي التزم بالدفاع عن العراق وحدوده وكل مرافقه.. وأبلى بلاء حسنا في الحفاظ على أرضه.. وحماية أرضه وعرضه ومقدساته..
وحقاً أنها فتوى هزت ضمير الوجدان العراقي، وحركت عرق الأجداد في الأحفاد؛ لما اختزله في فتوى قبلها بمئة عام، وهي فتوى الشيرازي سنة 1914 ضد الاستعمار البريطاني. 
في عام 2014 تحركت هذ الفتوى لتصبح متممة لتلك الأولى، وهكذا الشعب وهاهم العلماء إذا سكتوا أصلحوا، وإذا نطقوا أفلحوا.. وهاهم اليوم أبناؤنا من أبطال الحشد الشعبي المقدس يقاتلون بكل بسالة وشجاعة، مسطرين أجمل ألوان الانتصارات الباهرة في سوح الوغى، وغارسين أقدامهم في أرضهم وساقيها بدماء نحورهم، وأصبحوا كالجبال الرواسي التي لا تهزها الرياح، ولا تزيلها الأرواح.. فأصبح برمال الأرض ودماء الرجال خليطا مما يعتمد عليه في بناء سور للوطن، يحجب عنه كل من أراد أن يخترقه.
وحقاً.. فأنهم اصبحوا سورا للوطن، بتفانيهم وما بذلوه من نفوس أبية مع اخوانهم في الجيش والمقاتلين من الشرطة.
والقوات الأمنية وجميع من له يد أو دور في إحياء وصيانة وحماية العراق وشعبه.. فحياهم الله تعالى وبياهم.. فأنهم خير من برقعت بهم الرؤوس، وهنأ بهم العيش، وتطمئن النفوس.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=154533
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 04 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20