• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : قواعد العشق الأربعون رواية صوفية بامتياز ! .
                          • الكاتب : محمد حسين عمار .

قواعد العشق الأربعون رواية صوفية بامتياز !

 

رواية تنقسم إلى قسمين:

 

قسم منها يتحدث عن حياة من كتبت عن جلال الدين الرومي وشمس الدين التبريزي.

والقسم الآخر عن جلال الدين الرومي.

 

عموماً لا أريد أن أضع نبذة مختصرة عن الرواية بقدر توجيه النقد لمادة الرواية!

فالرواية مشحونة بالأفكار الصوفية من البداية إلى النهاية؛ حيث تعرضت لأربعين قاعدة صوفية تبدأ من خلالها بالسلوك والإبتداء بالطريقة!

ومن هذه القواعد:

 

((يجب ألا يحول شيء بينك وبين الله، لا أئمة ولا قساوسة ولا أحبار ولا أي وصي آخر على الزعامة الأخلاقية أو الدينية، ولا السادةالروحيون، ولا حتى إيمانك. آمن بقيمك ومبادئك لكن لا تفرضها على الآخرين، وإذا كنت تحطم قلوب الآخرين فمهما كانت العقيدة التيتعتنقها فهي ليست عقيدة جيدة. ابتعد عن عبادة الأصنام بجميع أنواعها، لأنها تشوه رؤيتك. ليكن الله والله وحده دليلك. تعلم الحقيقة ياصديقي لكن احرص على ألا تصنع من الحقائق التي تتكون لديك أوثانًا.)) (١)

 

فهذه القاعدة تخالف صريح القرآن الكريم، حيث قال سبحانه:

 

{وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَ اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً} (٢)

 

فهذه الآية الكريمة تُشير إلى اتخاذ الرسول واسطة بيننا وبين الله سبحانه حتى نسعى في الذهاب إليه ليستغفر لنا، ويطرح عنا أوزارنا.

وغيرها من الآيات الكريمة الدالة على قيمومة النبي وآله (عليهم السلام) على الدين، وجعلهم الذرية والوسيلة في التقرب إلى الله سبحانه.

وحسبك إنها قاعدة من قواعد، فضلاً عن الإرشادات التي أوعز بها شمس الدين التبريزي إلى جلال الدين الرومي بحرق مكتبته وشربهللخمر!!!

ووضع أنفسهم في مواضع التهمة، ومن غريب ما جاء من القواعد أيضاً:

 

"عندما يدخل عاشق حقيقي لله إلى حانة، فإنها تصبح غرفة صلاته، لكن عندما يدخل شارب الخمر إلى الغرفة نفسها، فإنها تصبح خمارته. ففي كل شيء نفعله قلوبنا هي المهمة، لا مظاهرنا الخارجية." (٣)

 

فهذه الشبهة طرحت اليوم كثيراً بين الشباب، فلا ضير في أن يكون الشاب مؤمناً وليلبس ويظهر بما يحب !!!

فأحكام لباس الشهرة، والترويج للغير عن طريق الملبس والمظهر، والنهي عن وضع النفس في مواضع التهمة كلها تركوها خلف ظهورهم بلالبعض ضربوا بها عرض الجدار! .

 

هذا ومن الغريب أن هذه الرواية قد أخذت صداً واسع بين الشباب مما يشير إلى التأثير فيهم، "وهذا ما أكده الباحث في علم الاجتماعالدكتور خالد سليمان من خلال مقاله الذي جاء تحت عنوان ( كيف تفسد قراءة الروايات حياتك ! ) قائلا : « قل لي ماذا تقرأ ، أقل لك منأنت ) . هذه مقولة صحيحة إلى حد بعيد ، فنوعية قراءاتك تسهم بعمق في تشكيل شخصيتك وأفكارك واتجاهاتك في الحياة ، فلو واظبتمثلا على قراءة الروايات البوليسية ، لاختلفت شخصيتك جذريا عما إذا كنت من المداومين على قراءة الروايات الرومنسية . فالدماغ إذا ماأتمته بأفكار منحرفة شريرة ، فإن الوساوس الشيطانية سرعان ما ستستحوذ عليك وتعصف بأمن نفسك واستقرارها..." (٤)

 

ختاماً تنتهي الرواية بخيانة زوجية؛ حيث تترك الأم أسرتها وتلتحق بحبيبها الصوفي!!!.

 

—————————————————————

(١) القاعدة ٣٢ من الرواية.

(٢) سورة النساء: ٦٤.

(٣) القاعدة ٢٢ من الرواية.

(٤) مجلدة الرصد، العدد٣٩، ص٢٢.

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=154642
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 04 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3