• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الأدلة العقلية والنقلية على إسلام أبي طالب (ع) الحلقة السادسة   .
                          • الكاتب : سهيل عبد الزهره الزبيدي .

الأدلة العقلية والنقلية على إسلام أبي طالب (ع) الحلقة السادسة  

 لا أظن أحداً كأبي طالب عليه السلام ممن قرّ في قلبه الإيمان، أن يكون نادماً على سلوك هذا الطريق الوعر، فعلي (ع) ليس بالذي يميل عن الحق، وهو معه كما نص الحديث الشريف المتفق عليه بين المسلمين أجمع:{علي مع الحق والحق مع علي يدور معه حيث دار} وإن كان ثمة من يحمل أقوال الإمام شيئاً على العاطفة، فأنه ليطعن بنبي الإسلام، فكيف يشهد (ص) بفضل رجل تتغلب عاطفته على دينه، ويفضل رحمه على مبدئه، فينساق مع شهوته بغير حق ويحق الباطل؟! غير إن واجبه المقدس يفرض عليه أن ينفض يديه من أبيه على فرض موته على الشرك، ويتبرأ منه وهو العدو لله سبحانه بالآية الكريمة:{فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ للهِ تَبَرَّأَ مِنْه}114/التوبة. فليس له أن يوالي عدواً لله إذا شاء أن يخلص العبادة لله وحده، ويوثق الصلة بينه وبين الخلاق العظيم، وهو ولي النعم وليس بين المسلمين من يداني علياً إيماناً وإسلاماً وطاعة لله، وتقديم الواجب الديني على العاطفة النسبية. فما قيمة النسب إذا تعارض وقوة الدين الراسخ في القلب، فلو لم يكن الإمام (ع) عالماً بإيمان أبيه لما نفى عنه سوء المقالة ولكان إلى جانب الثالبين، ولكنه كان يذكره بعاطر الذكر وحسن الثناء، وهو أولى بأن يقول الحق ولو على أبيه أو نفسه، وهو الأولى بعد رسول الله (ص) بأن يتمسك بما جاء في القرآن الكريم، وينتهي عما ينهى عنه، وقد مرت بنا تلك الآيات الكريمة التي تحمل الوعيد الزاجر والنهي الرادع لمن يتولى من لم ينهل قلبه من منبع الإيمان الروي، وما الإمام علي (ع) بالذي يخالف القرآن في نهي أو أمر، وإليك أخي القارئ المنصف هذه المقولة لأمير المؤمنين (ع) في أحد أيام صفين:{ولقد كنا مع رسول الله (ص) نقتل أبناءنا وآباءنا وإخواننا وأعمامنا وما يزيدنا إلا إيماناً وتسليماً ومضياً على أمض الألم وجداً على جهاد العدو والاستقلال على مبارزة الأقران} إنها مقولة رائعة تكشف لنا عما كان عليه المسلمون من شدة وقوة وصلابة في إحقاق الحق، حتى لو كان ضحية ذلك الآباء والأبناء كما ورد في القرآن الكريم: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آباءَكُمْ وَإِخْوانَكُمْ أَوْلِياءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الإِيمانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}23/التوبة. وما جزاء الإحسان عند الله إلا الإحسان فأبو طالب (ع) قد أحسن لمحمد (ص) جل الإحسان، ولم يحسن له عمه أبو لهب، ولو بكلمة، بل كان ينعته مرة بالساحر، وأخرى بالكذاب، ويحرض عليه قريش ويقول لهم:{اقتلوا ابن أخي أنه ساحر كذاب} وبالمقابل يقف أبو طالب ويقول: (قفوا أن ابن أخي الصادق الأمين) فهذه الأدلة العقلية والنقلية تدل على نزاهة أبي طالب من الكفر أو الشرك كما تتهمه بعض المصادر... قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم:{إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا}19/المزمل. وقال جل وعلا:{فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ }49/المدثر.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=154763
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 04 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3