• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : لقاء صدى الروضتين مع الشاعر رضا الخفاجي  الجزء الخامس .
                          • الكاتب : صدى الروضتين .

لقاء صدى الروضتين مع الشاعر رضا الخفاجي  الجزء الخامس

صدى الروضتين: شخصية الحر الرياحي، ماذا أضافت لك أو كيف تناولتها؟
الشاعر رضا الخفاجي: في منتصف الثمانينات من القرن الماضي، عندما قرأت مسرحية الحر بن يزيد الرياحي لمؤلفها الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد، استوقفتني الإشكالات الخطيرة التي كان قد وقع فيها المؤلف، وهو يتناول شخصية الحر، حيث كان يعتقد عبد الرزاق عبد الواحد إن الحر لم يكن يعرف الإمام الحسين (ع) لكونه كان مسيحياً !! لذلك لم يكن معنياً بالصراع بين الإمام الحسين(ع) وبين يزيد بن معاوية. هذا ما جاء في مقدمة المسرحية التي كتبها الناقد المرحوم جبرا إبراهيم جبرا، لذلك قمت بالرد على هذه الإشكاليات من خلال اللقاء الصحفي الذي أجراه معي الناقد ناظم السعود، والذي نشر في جريدة المصور عام 1998م حيث قلت بأن الحر كان مسلماً، وكان يعرف الإمام الحسين (ع) حق المعرفة، والدليل أنه صلى خلفه في كربلاء، ثم أنه استشهد من أجل الإمام الحسين (ع) عندما تأكد من أن القوم عازمون على قتله. أما في الجانب الإبداعي الفني فإني وصفت الرواية التاريخية التي لم تزد على سطرين والتي تقول:{إن الحر عندما ذهب لمواجهة الإمام الحسين (ع) سمع هتافاً أو صوتاً يقول: ما خابت أمك إذ سمتك الحر- فأنت حر في الدنيا وسعيد في الآخرة} وجعلتها الثيمة الرئيسية للمسرحية حتى وصلت بها إلى الذروة حيث انحاز فيها الحر إلى معسكر الحق، وترك معسكر الباطل... إذن كان بطل مسرحيتي هو الصوت (صوت الحر) ضميره الذي قاده إلى المجد والخلود، والتفاصيل موجودة في نص المسرحية المطبوع والذي ظهر في الأسواق حديثاً.
إذن كل عمل إبداعي هو إضافة حقيقية إلى منجز المبدع... ومسرحيتي الشعرية (صوت الحر الرياحي) من النصوص التي أفتخر بكوني أنجزتها، إضافة إلى أعمالي الأخرى لصالح المسرح الحسيني. ولقد كتب عدد من النقاد عن هذه المسرحية، ولكن أهم الكتابات كانت دراسة الناقد الراحل الأستاذ لواء الفواز- المدرس في جامعة كربلاء- والذي رحل قبل أوانه بطلقة طائشة عمياء لتحرمنا من عقلية فذة في مجال النقد الأدبي.
صدى الروضتين: من أين تدخل إلى الشخصية الطفية؟
الشاعر رضا الخفاجي: الإنسان يساوي الموقف، وكل شخصية من شخصيات الطف لها ميزاتها وصفاتها, أفعالها ومواقفها... لذلك أحاول الدخول إلى شخصيات الطف من خلال معطياتهم وتأثرهم ومواقفهم، أحاول تسليط الضوء على أرقى المعاني التي اتصفت بها تلك الشخصيات الرسالية... أحاول تسليط الضوء على خصوصية أفعالهم الخلاقة، لاتخاذها منهاج عمل في الحياة في الزمن الصعب.
صدى الروضتين: ما هي انعكاسات الحروب على المسرح الحسيني؟
الشاعر رضا الخفاجي: إذا كنت تعني الحروب الصدامية، فأستطيع القول إنها انعكست سلباً على نفسية كل الشعب العراقي، وقادته إلى التخلف والجهل، وعطلت عجلة الثقافة والتقدم العلمي والاجتماعي. إن الحروب القذرة التي قادها النظام الديكتاتوري المقبور، كانت لصالح البقاء على مؤسسته العسكرية الإجرامية على حساب مستقبل الشعب العراقي وآماله ومصيره، وبالتالي فقد تأخر كل شيء، وماتت أمانٍ كثيرةٍ عمل على قتلها ذلك النظام المقيت، لكونها تتقاطع من أهدافه الشريرة ومعتقداته الرجعية العقيمة ونزعته الهمجية.
صدى الروضتين: أنت في المسرح الحسيني، هل تعتمد العاطفة أم المفهوم؟
الشاعر رضا الخفاجي: هناك نوعان من الطرح في المسرح الرسالي:
1.  الطرح المباشر الذي يشبه اللافتات والشعارات التي تعتمد الصراخ والضجيج.
2.  الطرح الموضوعي الذي يتوفر على آلياته الفنية والفكرية بشكل ناضج وهادئ.
يستطيع من خلاله تحقيق حالة الإمتاع، إضافة إلى توفر النسيج الدرامي المحكم والمتصاعد إلى ذروته الفنية، ولن نستطيع تحقيق حالة الإمتاع إلا بالأسلوب العاطفي الذي يحمل دلالات نبيلة وراقية المستوى من المشاعر الوجدانية... إذن العاطفة الساذجة غير مقبولة، بل و(ممجوجة) لكونها لا تتوفر على جانب الصدق، والصدق من أهم العوامل التي تساعد على إنجاح هكذا أعمال... مع ضرورة أن يصاغ أسلوب صدق المشاعر بشكل فني مؤثر وبطريقة الشعر الساحرة والتي نؤكد دائماً عليها في مسرحياتنا الشعرية. لأن حالة الشعر توفر لك أرقى وأسمى المعاني وأخصب الرؤى والدلالات في جمل قصيرة ومختزلة... وهذا ما لا تستطيع التوفر عليه المسرحيات التي تكتب بأسلوب النثر... إذن نحن نراهن ونعول على إمكانية ومقدرة الشعر الدرامي على إيصال الأهداف العليا والغايات النبيلة إلى الجمهور، من أجل إحداث التحولات الاجتماعية المرجوة في بنية المجتمع من خلال إحدى أهم وأخطر الأدوات... وأقصد بها المسرح!.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=154800
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 04 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 10