• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : دور الأحزاب الإسلامية العراقية بعد السقوط .
                          • الكاتب : ياسر الخزاعي .

دور الأحزاب الإسلامية العراقية بعد السقوط

للضرورة أحكام كما يقال و ضرورة المرحلة التي تلت انهيار النظام السابق في العراق و الفوضى السياسية و وجود المحتل على الأرض فرض على  الاحزاب الاسلامية في العراق دخول معترك السياسة و صب جل اهتمامها على الجانب السياسي و على حساب الجوانب الاخرى و استمرت تلك  المرحلة حتى تكوين اسس الدولة العراقية الحديثة بعد 2003 من خلال سن الدستور و قيام انتخابات تشريعية و انحسار دور الاحتلال بالجانب العسكري  بعد ان كان يتحكم بكافة الامور في بداية السقوط. في خضم تلك التعقيدات كان واجباً على الاحزاب الاسلامية و انطلاقاُ من المسؤولية الملقاة على  عاتقها ان تتصدى لكل المحاولات الرامية لمنع عودة السيادة العراقية للعراقيين و مارست حضوراً سياسياً ممتازاً في هذا المجال و لسنا هنا بصدد  خوض النجاحات و الاخفاقات في تجربتهم الجديدة هذه. و لكن الملاحظ ان التركيز على الدور السياسي بقى هو المتصدر في قائمة الأولويات لدى تلك  الأحزاب و أصبح هناك تلكاءا واضحاً في الجانب الآخر من النشاط و هو المسير الدعوتي الارشادي الذي يعد أساس تكوين و بلورة الأحزاب او مادتها الخام منذ تشكليها و هذه الحقيقة جعلت تلك الأحزاب تتعامل مع الواقع السياسي و كأنها أحزاب علمانية حالها حال الأحزاب الأخرى غير الإسلامية.

 

أهمية العملية السياسية لا يعنى اطلاقاً اهمال الدور الأكبر و الأهم و هو عملية الدعوة و التغيير و الاصلاح في المجتمع العراقي اليوم بعد مرحلة تدمير تعرض لها الإنسان العراقي بتزامن مع تدمير الأرض استمرت لعقود حتى أصبحنا أمام معظلتين مهمة صناعة الإنسان و مهمة إعادة بناء الوطن.

 

هناك مجموعة من الاشكاليات التي تؤخذ على الأحزاب الإسلامية العراقية في مجال نشر المفاهيم و القيم الاسلامية و التربية الدينية الرسالية للمجتمع  بعد سقوط النظام - أي مرحلة ما بعد المعارضة -فالمتنفس الكبير الذي حصلت عليه تلك الأحزاب بعد انهيار النظام الديكتاتوري الذي جعل من الانتماء الى الاحزاب الاسلامية او التعاطف معها او نشر افكارها جريمة تستحق القتل و التعذيب لم تكن متوفرة من ذي قبل. و بفضل التغيير السياسي الكبير أصبحت الساحة جاهزة للحركة و الدعوة و لكن هذه المرحلة الجديدة لم يتم التفاعل معها و الاستفادة من فضائها الرحب بشكل كبير و أكاد أقول بان لو قدر  للرعيل الأول من رواد الحركة الاسلامية الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل نشر المفاهيم الاسلامية الخالدة و ترسيخها في المجتمع في أصعب الظروف و أخطرها  العودة لجعلوا حجم النشاط بحجم المساحة الكبيرة المتوفرة  و لخطوا خطوات كبيرة في هذا المجال.

 

على المستوى الإعلامي ما نلاحظه اليوم هو  انحسار دور الفضائيات التابعة للاحزاب الاسلامية و مواقعها الالكترونية و صحافتها في الجانب السياسي حصراً  و المحاولات الخجولة لادخال بعض البرامج الدينية في برامجها اليومية تكاد تكون لا تذكر بينما كان من المتوقع أن تكون فضائياتها و مواقعها و صحفها منابراً رسالية للدعوة الاسلامية ببرامج هادفة و مركزة و موجه أو أن تعطي اهتماماً للبرامج الاسلامية بقدر اهتمامها بالبعد السياسي و الترويج لاجنداتها السياسية على أقل تقدير. و تأتي هذه الأهمية في ظل الغزو الثقافي الكبير الذي تتعرض له الشعوب الاسلامية بشكل عام و الفراغ الإعلامي الواضح للفكر الإسلامي الرسالي.

 

و على صعيد آخربعيد عن السياسة فهناك حاجة ملحة للابتعاد عن عملية التحجيم و التقوقع   الذاتي والانفتاح و المبادرة و مد يد الأخوة الاسلامية الى الجمعيات و المؤسسات و الاحزاب الاسلامية الأخرى المنتمية الى المذاهب الأخرى و ما يحمل هذا التقارب بين المتصدين و العاملين في الاحزاب الاسلامية ذات الألوان المذهبية المختلفة من انعكاسات ايجابية على الشارع و تقوية أواصر المحبة و الوئام بين كافة شرائح المجتمع و ليكن العراق و بسبب التنوع المذهبي الموجود فيه منطلقاً للإخوة الاسلامية الحقيقية و أن يكون نجاح هذا التقارب على المستوى العراقي سبباً في ردم الهوة و  تقليص الحساسيات المذهبية التي بدأت تطفو مؤخراً و بشكل كبير في العالم الإسلامي أجمع.  وكفي بالشهيد الصدر مثلاً و رمزاً في مجال الفكر الوحدوي و هو يخاطب العراقيين باختلاف مذاهبهم قائلاً: (واني منذ عرفت وجودي ومسؤوليتي في هذه الامة بذلت هذا الوجود من أجل الشيعي والسني على السواء، ومن أجل العربي والكردي على السواء، حيث دافعت عن الرسالة التي توحّدهم جميعاً وعن العقيدة التي تهمهم جميعا، ولم أعش بفكري وكياني الاّ للاسلام طريق الخلاص وهدف الجميع.فأنا معك يا أخي وولدي السني بقدر ما أنا معك يا أخي وولدي الشيعي، انا معكما بقدر ما انتما مع الاسلام، وبقدر ما تحملون هذا المشعل العظيم لانقاذ العراق من كابوس التسلط والاضطهاد.ان الطاغوت وأولياءه يحاولون ان يوحوا إلى أبنائنا البررة من السنة ان المسألة مسألة شيعة وسنة وليفصلوا السنة عن معركتهم الحقيقية ضد العدو المشترك.وأريد أن أقولها لكم يا أبناء علي والحسين وأبناء أبي بكر وعمر ان المعركة ليست بين الشيعة والحكم السني).

و اما على مستوى التنظيمي الداخلي فهناك ضرورة لاعادة النظر في المناهج و الادبيات الحزبية بما يتلاءهم مع الحالة السياسية الجديدة و حرية الحركة المتاحة و ما يدعو الى ابتكار أساليب جديدة في العمل التبليغي تختلف عن الأساليب المتبعة إبان المعارضة و قراءة الشارع العراقي عن كثب  و عدم الإختصار على التنظيرالتجريدي في أبراج عاجية بعيدة عن هموم  و واقع المجتمع و اجراء دراسات مستمرة للواقع الإجتماعي و الانتقال من التعويل على المبادرات و النشاطات الفردية الى التفكير المؤسساتي الإستراتيجي الذي يوظف كل الطاقات بغض النظر عن حجمها للوصول الى الهدف. مناهج مدروسة بحجم التحديات الداخلية و الخارجية في مطلع القرن الواحد و العشرين و في ظل التحديات التي تواجه مجتمعنا العراقي و مجتمعاتنا الإسلامية بشكل عام.

 


كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : المحامي عمران الشبلي من : العراق ، بعنوان : الدور الصحيح والدور الخاطئ للاحزاب في 2011/02/16 .

كان الشارع العراقي متعطشا للاحزاب المتنوعة لحرمانه من تنظيماتها على مر السنين التي حكم بها البعث المقبور , فتأمل بمجئ الاحزاب التي تكونت بالخارج من أجندات مختلفة بانهه سيقف مع الدول المتقدمة والمتطورة بتعددية الاحزاب لاكنه أنصدم لالواقع المر لهذه الاحزاب جميعا وقد أثبتت تجارب فشلها بالتعاقب على مر السنين التي أعقبت السقوط وتأكد للمواطن العراقي بانه عرف كل التفاصيل فالتعددية فاشلة في بلد مابين النهرين ولم يستقر الى ابد الابدين 07801293396




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=155
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2010 / 07 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29