خرجت من مرقد الأمام علي(عليه السلام) متوجها الى منزلي
وانا في طريقي صادفت شابا وصبي
يجلسان في عربة من الخشب (عربانة دفع)يعملان فيها
كان الجو حار وفِي نهار الشهر الفضيل
دفعني الرفق بحالهما الى المبادرة بسؤالهما 
لماذا انتما تجلسان في العربة.. هل هي عاطلة؟
اجاب الأكبر منهما : وقفنا لنستريح قليلا لان حركة العربة  أصبحت ثقيلة بسبب ثقب في الأطار !
سالت الصغير هل انت بالمدرسة ؟
نعم انا في الصف الأول متوسط!
فسالت الأكبر  هل انت أخوه ؟ قال نعم !
وفِي أي صف أنت ؟
هنا كانت الصدمة لي !!
نعم أنا في المرحلة الثالثة كلية الهندسة!!!؟؟؟
اكتفي بهذا القدر بما جرى في هذه المحادثة .. 
وغرضي منها هو تسليط الضوء على ما يعانية جيل الشباب من حرمان وفقر في ظل تنامي الأحتياجات التقنية والترفيهية وما يتفرع عنهما من أحتياجات ومستجدات عالمية ضخمة تستهوي قلوب الشباب وتأخذ بعقولهم الى السعي الحثيث لتلبيتها.
تسأؤل لساسة العراق والقائمين على أدارة شؤونه وشؤون الناس فيه.
هذه الأسر العراقية التي تعاني الأمرين في سبيل كفافها وكفاحها لتربية أبنائها الم يأن الوقت لوضع خطة شاملة لمكافحة الفقر في بلد يعد في صدارة بلدان العالم الغنية
لماذا لا توجد الى الآن خطة تنموية شاملة في سبيل الحد من مستويات الفقر  المتنامية في الصعود .. 
أضافة الى ذلك لماذا لا يتم وضع خطة مالية لدعم الطلبة وخصوصا طلبة الجامعات التي أصبحت نفقات دراستهم في الداخل تضاهي نظيرتها في الخارج... وتكفلهم ماديا ولو بنسبة ‎%‎50.
وكذلك لانجد أهتماما واضحا بالشباب وتقليل نسب البطالة في صفوفهم والتي تجاوزت (‎%‎25) مما يدفع بهولاء الشباب الى الوقوع ضحية الابتزاز وعمليات النصب والإحتيال من أجل الحصول على الدخل الذي يلبي احتياجاتهم واحتياج أسرهم ويسد خلتهم.
نحتاج الى رؤية واضحة وجادة وأمينة لأستمثار الطاقات الشبابية العراقية  بعيدا عن الإستثمار التجاري القاسي لبعض الجهات المالية والسياسية المتنفذة والتي ينعقد أهتمام اكثرها أولا وآخرًا على تحقيق أهدافها ورعاية مصالحها فقط.
فالله الله في شبابنا الذين هم ذخيرة الوطن ووجه الغد المشرق إن لم يتم الاهتمام بهم وجعلهم أولوية أستثمرهم الغير في ملا ينفعهم ولا ينفع وطنهم منه.