الجروح هي الأضرار التي تصيب جسم الإنسان، نتيجة حوادث قد تقع للإنسان في حياته اليومية، وإنه يتعرض لها من خلال الأعمال التي يقوم بها، أو من جراء استخدامه بعض الأدوات والآلات التي يحتاجها في عمله أو سكنه أو غير ذلك، وتحدث نتيجة احتكاك أو اصطدام هذه الأدوات بالجسم، أو قد تحدث هذه الجروح بسبب حوادث السير أو غيرها من الحوادث. ودائماً يكون نزف الدم والآلام مصاحبة لهذه الجروح، وقد تستغرق فترة من الزمن لشفاء تلك الجروح وباستخدام ضمادات وعلاجات مختلفة لاتمام حالة الشفاء.
أما القروح فهي نتائج ثانوية قد تحصل لتلك الجروح، وهي تحدث أيضاً نتيجة لتلوث تلك الجروح في أغلب الأحيان، ويكون شفاؤها بطيئا في بعض الأحيان. ولكن يمكن التغلب على هذه المشاكل والأضرار من خلال الالتزام بأخذ العلاج، مع الاهتمام بالنظافة والتغذية الجيدة. وتم معرفة العلاجات منذ القدم، وهي بسيطة وسهلة إذا ما التزم الإنسان بها. ومن هذه العلاجات هو العسل، وهو مهم جداً، حيث روي عن نبينا المصطفى (ص) إنه قال:{العسل شفاء} وكذلك روي عن الإمام الصادق (ع) إنه قال: {لعقة العسل فيه شفاء} قال تعالى:{شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاس} سورة النحل: (69).
من خلال ذلك ندرك بأن للعسل فوائد كبيرة وعظيمة منها شفاء وتطهير الجروح والقروح، حيث إن معالجة تقيحات الجلد وتقرحاته والجروح العفنة بالعسل معروفة منذ القدم. فعلى أوراق البردي عند الفراعنة، وجدت وصفة لمعالجة الجروح، أن تضمد بصوف وتغمس بمزيج من العسل والبخور. وفي كتاب القانون في الطب لابن سينا وصفات لمراهم جلدية يدخل فيها العسل، وخاصة لمعالجة تقرحات الجلد العميقة والمتعفنة. وفي الطب الشعبي يعالجون الجروح والسمجات الرضية، بمزيج متساوٍ من العسل والخل.
وقد نشر العالم (لوكه سنة 1933) نتائج معالجة الجروح المتقيحة بمرهم يدخل فيه العسل وزيت السمك. وتعتبر النتائج منطلقاً في تأثير العسل في التئام الجروح ونظافتها. وتأثير زيت السمك على التبرعم. ويلاحظ أنه بتأثير العسل يزداد وبكثرة محتوى مفرزات الجروح من مادة (الفلوتاتيون) التي تلعب دوراً هاماً في الأكسدة والترميم. ويستعمل العسل في أغلب الأحيان كضمادات لوحده للجروح والتقرحات لتطهيرها وشفائها بسرعة.
|