• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : من ألقاب أمير المؤمنين علي عليه السلام .
                          • الكاتب : الشيخ حمزه ابو العرب .

من ألقاب أمير المؤمنين علي عليه السلام

الوصي:
الوصي: وزانها (فعيل)، وفعيل – هنا- بمعنى مفعول (المصباح المنير)، فيكون الوصي معناه: الموصى. 
والوصي كلمة مؤلفة من أربعة حروف، حيث أصلها الصرفي ( وصوي)، بسكون الواو بدليل جمعها الذي هو أوصياء، حيث تظهر الواو في هذا الجمع.
وقلبت الواو ياء لسكونها، وأدغمت في الياء الأصلية، فصارت الكلمة وصي بتشديد الياء، عمل بها ذلك وفق القاعدة الصرفية التي تقول: ((اذا اجتمعت الواو والياء وسبق أولاهما السكون قلبت ياء وأدغمت في الياء.
  وهذا اللقب (الوصي) لقبٌ لـُقبَ به أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام من قبل رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) منذ اللحظات الأولى لانبثاق الدعوة الإسلامية، حيث نزلت الآية الكريمة من سورة الشعراء – الآية: 214- : ((وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ)) 
واليك أيها القارئ الكريم خلاصة لتفسيرها. عن (مجمع البيان في تفسير القرآن م7 - ص206) نقلا عن الثعلبي في تفسيره الكبير: إن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) جمع عشيرته بني عبد المطلب، وأخبرهم بان الله تعالى أرسله إليهم والى الناس كافة برسالة الإسلام التي فيها خير دنياهم وآخرتهم وأمره أن يبشرهم بها.
ثم طلب منهم الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) ان يقفوا الى جانبه في نشر هذه الرسالة، بعد ان مهّد لذلك بوليمة اظهر الله بها لهم معجزته الواضحة، حيث امر النبي عليا عليه السلام أن يودم لأولئك الرجال – وهم أربعون رجلا – رجلَ شاةٍ، وان يدخل عليه منهم عشرة عشرة فدخلوا وأكلوا حتى شبعوا، ولم يهتدوا بذلك لأنهم نسبوا هذه المعجزة الى السحر !! ثم قال: يا بني عبد المطلب إني أنا النذير إليكم من الله عز وجل والبشير فاسلموا واطيعوني تهتدوا. ثم قال: من يؤاخيني ويؤازرني فيكون ولي ووصي بعدي وخليفتي في أهلي ويقضي ديني؟ فسكت القوم !! فأعادها ثلاثا كل ذلك يسكت القوم، ويقول علي عليه السلام: أنا.
فقال الرسول في المرة الثالثة: أنت.
فقام القوم وهم يقولون لأبي طالب: أطع ابنك فقد أمِّر عليك. هكذا نطق بها القوم مستهزئين ! 
  هذه تأريخية وصاية علي أمير المؤمنين عليه السلام على الأمة ضاربة بجذورها عمق التأريخ الإسلامي، اقرها الرسول وأيدها بأحاديثه المتكررة في مناسبات مختلفة، كقوله صلى الله عليه واله وسلم لعلي: 
((انت مني بمنزلة هارون من موسى)) إلى غيره من الأحاديث التي يستنبط منها الوصاية، وان عليا (ع) هو الوصي على أمة محمد (ص)
  ان كلمة الوصي قد وردت في أكثر من بيت وقصيدة من قصائد الشعراء .
وقد جمع الأستاذ (إسماعيل الحاج عبد الرحيم الخفاف)، في كتابه (وصي النبي في الشعر العربي) أكثر من أربعِمائة شاعر ذكروا كلمة الوصي في شعرهم وقصائدهم.
واليك أيها القارئ الكريم بعض هؤلاء الشعراء :
قال عمرو بن العاص :
وكم قد سمعنا من المصطفى             وصايا مخصصة في علي 
وفي يوم(( خم)) رقا منبرا               يبلغ والركب لم يرحل 
وفي كفـِّهِ كفـُّه معلنا                 ينادي بامر العزيز العلي 
ألست بكم منكم في النفوس               بأولى؟ فقالوا: بلى فأفعل
فانحله امرة المؤمنين         من الله مستخلف المنحلِ 
وقال: فمن كنت مولى له              فهذا له اليوم نعم الولي 
فوالِ مواليه يا ذا الجلال         وعادِ معادي اخي المرسل 
وقال ابو الطيب المتنبي :
وتركت مدحي للوصي تعمّدا      إذ كان نورا مستطيلا شاملا
واذا استطال الشيء قام بنفسه       وصفاتُ ضوء الشمس تذهب باطلا
وقال الشاعر العراقي الشهير عبد الباقي العمري:
يا أبا الاوصياء انت لطه        صهره وابن عمه واخوه 
ان للهِ في معانيك سرا         اكثر العالمين ما علموه 
انت ثاني الآباءِ في منتها الدوْر            وآباؤه تعد بنوه 
خلقَ اللهُ آدما من تراب         فهو ابن له وانت ابوه




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=155269
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 05 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 5