قلت:ـ لا أريد ان اكرر نفسي، واقف وقفة قد وقفتها، لكن المشهد المؤلم وهذا الرجل الستيني المندهش، وكأنه لأول مرة يرى في كربلاء أطفالا عراقيين، يستجدون الزائرين الاجانب، وكأنه لأول مرة يرى اطفالا يبحثون عن قناني فارغة في نفايات الفنادق.
أو يجوبون في الشوارع، وقد فقدت ملامحهم براءة الطفولة... لكن الذي حيّرني ان هذا الرجل يحمّلني مسؤولية هؤلاء، وكأني صاحبة سطوة حقيقية، وبيدي امكانية انهاء مشاكلهم، هو يسألني ماذا كتبتم عنهم؟ هل سألتم الناس يوما؛ تحت أي سطوة انسلخ هؤلاء الصبية من مجتمعهم؟ فيهم ابناء الهجرة القسرية، ومنهم ايتام فقدوا آباءهم بموت قسري... يطالبني بالكتابة لحث الحكومة على ايجاد حلول آنية لوضعهم الاجتماعي الدراسي، بتوفير الامكانيات المادية لعوائلهم... كي لاتكون النتيجة جيلا متسكعا يدفعه قلة وعيه الى حضن الارهاب... قلت له مبتسمة: لماذا لانضع الحكومة جانبا ونتحدث عن اشياء أخرى؟ ونسأل اين دور المجتمع؟ أين دور العائلة؟ أين دور المجتمعات المدنية التي قلبت الدنيا؟ فعقب بشيء من الغضب... أين دور البرلمانيين؟ ومسؤولي الكتل والاحزاب ومنظمات وهمية كثيرة أنشئت تحت اسماء مختلفة، تتقاضى ما تحصله لحسابها كمنظمات غير حكومية ضيقت مساعي منظمات حقيقية، تريد ان تخدم وتقدم مساعدتها للايتام والاطفال المشردين... قلت: إذن نحن بحاجة الى ضمير
|