ان كل ما يحدث في العراق الجريح اليوم من قتل وارهاب وتهجير واشاعة الفوضى.. والاضطرابات الداخلية.. ليس من مصلحتنا بل هو من مصلحة المحتل البغيض والذين يحملون (المكروب الجاهلي) من حملة الافكار المنحرفة والعصابات الاجرامية ومنها ذيول النظام الدموي المقبور التي تبيح قتل الانسان البريء.. ومن الغريب ومن غير الطبيعي بعد أن شخصنا أعدائنا من الداخل والخارج نرى ظاهرة جديدة أشد الما في النفس وهي أن نرى أبناء المذهب الواحد أو أبناء المنطقة الواحدة يقتل بعضهم البعض بحيث أصبح لديهم القتل سلعة رخيصة الثمن!! نحن نعتقد أن من يرفع السلاح ويقتل أخيهه المسلم ليس له دين أبدا والذي ليس له دين يتغلغل الشيطان في داخله فتوسوس له نفسه الشريرةة فيتعمد القتل الغير مبرر والعياذ بالله. ولذا نعتقد أيضا ان (القتل جريمة لا تغتفر) وتاكيد ذلك ما جاء في الحديث القدسي: (من أعان على قتل اخيه ول بشق كلمة جاء يوم القيامة مكتوب على جبينه آيس من رحمة الله).
ان أهم ما نحذر منه شبابنا اليوم هو التجنب عن اراقة دماء الناس بلا حق، لان الاسلام حرم قتل الإنسان وجعل ذنب قاتله من الكبائر التي لا تغتفر لأنه (والعياذ بالله) لو استمر القتل فيما بيننا لتوقفت الحياة وأصبحت غابة (ذئاب) كل ينقض على فريسته ولذا نحن مطالبون بأن نكون دعاة للحق ونصرة المظلوم ومحاسبة المقصر والانتقام من الظالم (فقط) بما في ذلك تعزيز المفهوم الاسلامي الاصيل وهو (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) ولا أشد ولا أعظم كارثة من قتل الإنسان البريء.
فعلى من يحمل السلاح عليه أن يفكر لماذا حمل السلاح؟ ولمصلحة من؟ وهل عمل بفتوى المرجع الجامع للشرائط في حمل السلاح؟ وهل يجوز له أن يقتل انسانا ربما (يكون المقتول) غير المقصود أو المستهدف..و..و.. وعل أي حال يجب أن نتعلم ونطبق أخلاق وتعاليم أهل البيت (ع) أن كنا ننتمي لهم ولهذا المذهب الحق ونعمل من أجل خدمة الدين والمذهب.. وليس من خلق من هو محسوب عليهم أن يسيء إلى سمعتهم لذا يجب عليه أن يقتدي بهم ويجعلهم الواسطة بينه وبين الله لقضاء الحاجة وما احوجنا اليوم الى ان نعيش في امن وامان في عراقنا الجريح ولسان ابنائه البررة ينادي صباح مساء(اللهم اكشف هذه الغمة عن هذه الامة). وما احوجنا اليوم لرجال العقيدة.. رجال التوحيد.. رجال العراق البلد المسلم بدل علي والحسين ع أين رجاله؟ أين أبنائه؟!! أين علماءه ومفكروه؟!! أين من يدعون بأنهم أتباع أهل البيت ع، أين قفوا وقفة رجل واحد للدفاع عن دينهم وعقيدتهم ووطنهم ومقدساتهم (خصوصا في سامراء الدم النابض) لأن المسؤولية تقع على عاتق الجميع نظرا لقوله ص: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته).
نصيحتي الله الله بحفظ دماء الأبرياء، الله الله بالعراق الجريح، الله الله بمراقد أئمتنا الأطهار ع حافظوا عليها.. وابعدوا عنها جميع المظاهر المسلحة (على أن تكون منزوعة السلاح) وابعدوا عنها النعرات الحزبية والفئوية.. وما إلى غير ذلك.. كما ويجب عليكم ان تكونوا دعاة للحق بوجه الباطل، وقفوا طرفا مقابلا بوجه الظالم وقولوا له انت ظالم، لأن النبي ص يقول: (إذا هابت امتي من الظالم أن تقول له أنت ظالم فاقرأ عليها السلام).
نعم (ليس من مصلحتنا) الفتنة والتفرقة والجهل والافتتال فيما بيننا و(ليس من مصلحتنا) أن نشتم هذا او نحارب ذاك! و(ليس من مصلحتنا) ترك الأولى.. و(ليس من مصلحتنا) اشاعة الفوضى والاضطرابات الداخلية و(ليس من مصلحتنا تقوية أعدائنا) لأنهم اليوم ينظرون الينا نظرة استهزاء فرحين مستبشرين وختاما أقول: احفظوا الامانة وصونوها تكونوا سعداء في الدنيا والآخرة وما النصر إلا من عند الله.
|