عند زيارة المسجد النبوي الشريف وقبرخاتم الانبياء والمرسلين نبينا محمد صل الله عليه واله وسلم ..نتوجه إلى زيارة مقبرة البقيع ..
نشأت هذه المقبرة في عهد الرسول الاعظم محمد صلى الله عليه واله وسلم بعد ان دفن اول صحابي وهو الزاهد عثمان بن ظعون ليتوافد بعدها الاموات لدفنهم فيها ومنهم بنات الرسول وولده ابراهيم ومن ثم زوجات الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم
لقد كانت هذه المنطقة بستان او حديقة كبيرة فيها اشجار واشواك كونها في اقصى مدينة المنورة،فاصبحت لها اهمية اسلامية ودينية ومكان مقدس له حرمة المقامات فيها فكان هناك قبب ذهبية ناصعة لتلك المقامات ،ولم يتجرا على مسها طوال التاريخ الى حين غزوة الوهابين في القرنين التاسع عسر والقرن العشرين الذي طالت اياديهم الخبيثة بهدم كل القبور وتسويتها بالارض ومحي الاثار الحية لهؤلاء المقامات ..
حاول الفكر الوهابي الاسود ان يلمس قبر الرسول الاعظم محمد صلى الله عليه واله وسلم بالهدم لكن استعصى عليهم ذلك .
لقد ذكر المؤرخ جعفر الخليلي في موسوعته الشهيرة (موسوعةالعتبات المقدسة /قسم المدينة /صفحة ١٠٠٠ ومابعدها (اشهر موقع من مواقع المدينة المنورة بل موقع الحجاز قاطبة ،وبقيع هذا ذكره الشاعر عمربن النعمان البياضي عندما دخلوا في بعض حروبهم طريقة الى مجاراة الاعداء وكان بستان له باب فاغلقوا الباب وتقاتلوا في داخله وتم فتح الباب بعد ان قتل بعضهم بعضا .
فقد قال عمربن النعمان البياضي هذه الابيات
دخلت الديار فسدت غير مسود
ومن العناء تفردي بالسؤدد
اين الذين عهدتم في غبطة بين
العقيق الى بقيع الغرقد
كانت لهم انهاب الى قبيلة وسلاح
كل مجرب مستجد
نفسي الفداء لفتية من عامر شربوا
المنية في مقام انكد
قوم سفكوا دماء سراتهم بعض ببعض فعل لم يرشد
يالرجال لفتية من دهرهم تركت
منازلهم كأن لام تعهد .
في كل الازمنة تنال القبور قدسية وتكريم ومهابة في العصور قبل الاسلام الى يومنا هذا هناك قبور شاخصة تحوي رفاتها ل علماء وادباء ومفكرين ورجال قدموا للتاريخ استحقوا ان يخلدوا عبر تلك القبب الشامخة ملاذا وصرح امن لكل مطلب لهم .
ولو تتبعنا الايات القرآنية لرأينا يعظم قبور المؤمنين ومنها قصة أصحاب اهل الكهف حينما اكتشف امرهم بعد ثلاثمائة وتسع سنين وانتشار التوحيد وتغلبه على الفكر...
ويذكر التاريخ الرحال السوسري (بورخارت)اطلق عليها تسمية جنة البقيع عندما كتبها في كتابه الرحال وزيارته الى المدينة المنورة .)
امتدت ايادي الوهابية الى هدم كل القبور في مقبرة البقيع وقبور الصحابة والمسلمين ومن ثم قبور الأئمة الاطهار في المدينة المنورة وفي العراق مدينة سامراء وقبور الصحابة في سوريا ومصر.
تبقى مقبرة البقيع والأئمة الأطهار عليهم السلآم جميعا خط أحمر لا يمحي اثرهم الطغاة والكفار ولا الدسائس الوهابية ان تنال من القدسية الشريفة لهم .
وقد قال أحد الشعراء هذه الابيات في مرثيته .
تبا لأحفاد اليهود بما جنوا
لم يكسبوا من ذلك إلا العار
هتكوا حرمة محمد وآله يا
ويلهم قد خالفوا الجبار
هدموا قبور الصالحين بحقدهم
بعدا لهم قد اغضبوا المختار .
واليوم لايزال اليهود بتسميتهم المستحدثة (الصهاينة )بفكرهم الوهابي الداعشي ينال من حرمة المسجد الاقصى وهدمه على رؤوس المصلين في صلاة العيد ..ذلك المسجد الي اسرى به رسول الله محمد صل الله عليه واله وسلم لمناجاة الله تعالى في ليلة الاسراء والمعراج من اعظم القدسية التي تطاول عليها ايدي العار والجرم .
|