يواجه الشبابُ العراقي تغييرات كثيرة على مستوى الأسرة والمجتمع، بفعل التغييرات التقنية وثورة الاتصالات، وانعكاسات التفجيرات والتفخيخات، والقتل على الهوية، وارتفاع حالات اجتماعية خطيرة مثل الطلاق والخلافات دون ان نقف يوما امام التأثيرات السايكلوجية والثقافية التي أحدثت مثل تلك الأمور.
يرى أغلب الدارسين ان لثورة (الستلايت، والانترنت، والجوال...) الاثر السلوكي الفاعل سلبا. وقبل الشرح وتفسير الحالة علينا ان نعرف اولا ان مثل هذه الحالات تحدث في فترات زمنية معينة، وتعاني منها كل الشعوب العربية والاسلامية، وان متابعة مثل هذه الامور تعتبر من ارقى العلوم، ولذلك نجد لعلماء الاجتماع في الدول المتقدمة مكانة كبيرة وحظوة علمية كونه يهتم بالسلوك الانساني من حيث القيمة التشابهية او التمايزية بين المجتمعات، ويركز على تحليل عملية الاتصالات الانسانية.
ولو اردنا الحديث الآن عن الدراسات الاجتماعية العراقية لوجدناها ضعيفة جدا، لكونها لا ترتكز على معلومات دقيقة ومعلوماتها تشكل محدودية ضيقة، لكونها لا تمتلك القاعدة العلمية الصحيحة من حيث التكوين الاول، والذي هو الخطوة التأسيسية للتعلم الجامعي، فمعظم من تضيع عندهم الفرصة يلتحقون الى مثل هذه الاختصاصات، على اعتبارها اختصاصات ضعيفة غير فاعلة، فيتم التحاقهم دون ان يدركوا ماهية هذا العلم المهم في حياة الشعوب، ولذلك انعدم في هذا الاختصاص المتابعة الجادة والوعي الرصين الذي يخلق فهما واعيا لمثل هذه التحولات...
المهم ان اغلب الاجتماعيين ينظر الى الارتباط المحدد بمكان وزمان يشعر من خلاله الشاب انه رهين محيط اجدب، واذا به فجأة ينفتح على عوالم حرية غير منضبطة وهروب داخلي؛ فالمرأة لم تعد حبيسة بيتها مادامت هناك نافذة تطل بها على العالم واي عالم تريد، وهذا الشعور بالغلبة على سطوة البيت يعطي شعورا بالانزواء تحت عناوين مبوبة مسبقا بزوغان مصطلحاتي كبير. فالتسيب حرية والهتك انفتاح علة مكونات الحضارة، وكأن مكونات الحضارة لايمكن ان تتم بوجود الالتزام الاخلاقي، وهذا يعني نحن بحاجة اليوم الى علماء اجتماع يضعون اللبنة الصحيحة في تكوين الدرس الاجتماعي الواعي لنضمن به مستقبل العراق على الأقل.
|