• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : ألقاب العباس بن علي عليه السلام "الراغب" .
                          • الكاتب : الشيخ حمزه ابو العرب .

ألقاب العباس بن علي عليه السلام "الراغب"

   ورد هذا اللقب على لسان الامام الصادق عليه السلام في الزيارة التي زار بها عمه العباس عليه السلام، حيث قال مخاطباً إياه، بقوله: 
(( ...الراغب فيما زهد فيه غيره من الثواب الجزيل، والثناء الجميل، فألحقك الله بدرجة آبائك في جنات نعيم...))
   فالراغب وزانه :- (فاعل) مشتق من الفعل الثلاثي (رغب) فهو: إسم فاعل.
ولمادته اللغوية؛ اشتقاقات كثيرة منها: ما ذكره ابن منظور في لسان العرب؛ حيث قال: ((رغب في الشيء رغباً، ورغبة، ورغبى – على قياس سكرى – ورغباً – بالتحريك - : اراده ، فهو راغب))، وورد في اللسان أيضا أن معنى الرغبة في الشيء، الحرص عليه والطمع فيه.
وفي المصباح المنير: (( رغبت في الشيء، ورغبته؛ يتعدى بنفسه أيضاً. والهاء في كلمة الرغبة؛ لتأنيث المصدر، والجمع رغبات، مثل سجدة وسجدات)).
   فالراغب معناه: المريد للشيء، الحريص عليه كل الحرص، الطامع به كل الطمع. 
فالعباس عليه السلام كان قد رغب الرغبة كلها، وتمسك كل التمسك بما زهد فيه غيره؛ من الثواب الجزيل، والثناء الجميل - بالوقوف مع أخيه أبي عبد الله الحسين عليه السلام والاستشهاد بين يديه...
كان الزاهدون في نصرة الحسين، المتخلفون عنه – من بني هاشم وغيرهم- يحسبون أنهم قد أحسنوا بذلك صنعا، وما دروا أنهم قد خسروا خسارة لا تعوّض، لقد خسروا ما يحصل عليه المجاهدون بين يدي الأنبياء والأوصياء من رضى الله، حيث الدرجات العليا التي لا تنال إلا بتقديم النفس والتضحية بها يوم تعز فيه التضحيات...
وكان العباس عليه السلام قد زهد في الحياة وهانت عليه نفسه في سبيل الله، في سبيل الحق، وتقويم الانحراف، ونصرة من كان يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسينا)) فحصل بذلك على الثواب الجزيل والثناء الجميل، وأي ثناء أفضل من ثناء إمامين معصومين من أئمة الهدى من آل الرسول وإطرائهما عليه، وهما الامام علي بن الحسين زين العابدين، حيث قال في حقه: ((رحم الله عمي العباس بن علي، فلقد آثر وأبلى، وفدى أخاه بنفسه، حتى قطعت يداه فأبدله الله بجناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة، كما جعل لجعفر بن أبي طالب، وأن للعباس عند الله تبارك وتعالى منزلة يغبطه عليها جميع الشهداء يوم القيامة).المقرم، العباس بن علي 224.
  وقال الامام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام: ((كان عمنا العباس بن علي نافذ البصيرة، صلب الايمان، جاهد مع أبي عبد الله، وأبلى بلاءً حسناً، ومضى شهيداً)). المصدر السابق 209.
  بهذا الذكر الجميل والاطراء الخالد خلد العباس عليه السلام مع الخالدين، فهو اليوم يزار كما يزار الامام المعصوم؛ قد ألقى الله على ضريحه هيبته وجلاله، وجعل أفئدة من الناس تهوي اليه، وتمرغ بخدودها عل شباكه، وبه تتوسل الى الله في قضاء حاجاتها وتحقيق أمانيها... فأصبح بحق باب المراد وقاضي الحاجات!!؟




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=156118
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 05 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 5