لاتشتري اليوم معجون طماطة من السوق لأن ابنك جاءنا اليوم بمعجون خاص... كانت أمي تستقبل هذا الكلام، وهي تفور قلقا وخوفا من الدم الذي يسيل من رأسي، اثر مشاجرة من تلك المشاجرات الساخنة، دون ان تنبس الجدة بشيء، وهي تضمد الجراح... اما الكدمات فكان لها تصرف خاص من الجدة، وهي تلاطفني: أتعرف ما معنى الكدمة يا ولد؟ قلت: لاجدتي... قالت:ـ هي تعني ان وعاء دمك قد تمزق، ودعني لأضغط على الكدمة باصبعي، كي ارى هل تحت الكدمة كسور ام لا؟ ثم نادت لأمي: ناوليني قطعة ثلج، ووضعتها على الكدمة، ثم قالت لأمي: اعملي له قدح شاي ليشرب معي.. اندهش لحالتين كلما اتذكر معالجات جدتي عند الكدمات، الحالة الأولى: شرب الشاي؛ فجدتي لاتشجعني على شرب الشاي إلا عند الكدمات، والحالة الثانية: ان جدتي لم تسأل يوما كما تفعل الأمهات من الضارب ومن المضروب، ولا لبست يوما عباءتها لتدافع عني، وان رأت ان الكدمة منتفخة اكثر مما يجب تقول لي وهي مبتسمة: قم معي الآن يا ولدي لنذهب الى الطبيب، فمنذ زمن لم نزره!!
|