من الخطأ أن يتم الحكم على مجتمعنا بمواصفات وسمات سلوكية  فردية- بينما النظرة المثقفة الواعية لا بد أن تكون منصفة وتنظر إلى المجتمع العراقي من خلال نظم فكرية مكونة- دون التغاضي عن حقيقة أغلب المجتمعات العربية التي ورثت ضغوطاً فكرية حاصرت انسانيتها وبؤراً تاريخية شكلت ضغوطاً نفسية- حيث ورثت عادات وتقاليد كم معقد تحتوي معلومات متباينة و معتقدات مختلفة وفنون متنوعة وقيم وقوانين وقد اكتسبت عادات انسانية منحتها مقومات تتغير من جيل إلى جيل.
ورغم كل هذا يبقى للمجتمع العراقي خصوصية الحضارة التي لا بد أن تنعكس بشكل إيجابي يعزز لنا مكونات تشارك في وضع هذه الحضارة.
هذه الرؤيا قد تكون مرفوضة من قبل البعض لكننا نعتقد بأن نظرته إلى الحقائق الاجتماعية العامة دون النظر إلى خصوصية كل شعب ولا تأبه بنتاجات هذه النظم الفكرية- والفارق واضح بيًن ونحن نؤمن بان من غير المجدي البحث خارج أطر المجتمع نفسه لتغير ما يحدث في داخله
وميزة المجتمع العراقي إنه يمتلك خصوصية
بنائه الاجتماعي- فعلينا التفكير جدياًُ بالمجتمع نفسه لنعرف امكانية وثوبه ونهضته المستقبلية وليس في تعبئة مصطلحات تنظيرية قد(تصيب منها وحدة وتخيب عشرة) كما يقول المثل العراقي فعلينا إن ننظر إلى البنى التكوينية وحتى التضادات لنعرف ما يمكن أن يجمع الشعب وما يمكن أن يفرقه لكي لا نقع في الوهم ونتغنى بأمجاد حضارات الغرب لنقدس عوالما ننقل قشورها ونلوك مصطلحات مستوردة مترجمة بشكل رديء فتصلنا دون روح- والمشكلة أن الأكاديمين استوردوا مصطلحات(التونقراط)لكنهم سعوا إلى خلق محاصصات تحزبية- توهموا أن الحرية تعني سبيلاً من سبل الغش والخيانة والتجاوز على حرية هذا الشعب ووحدته ومقدساته
وللتحريض على مكونات هذه الوحدة سعياً لأستبدال نظم ممصلحة بأخرى على قياساتهم وأمزجتهم ومصالحهم وجاهدوا لتدويل الفتنة الطائفية مرتكزين على بعض الفتاوى المريضة التي تبيح دماء الشعب بعناوين مبهمة صارت لا تفرق بين طائفةً وآخرى وراحت تردد بطرق ببغاوية (متأكدمة) عن ضغوطات الواقع السياسي على الإنسان دون النظر إلى روح المعنى متجاهلة ضغوطاتهم على الواقع الإنساني في العراق.