قال رسول الله ص: (الظلم ظلمات يوم القيامة) والشعب العراقي من اكثر الشعوب المظلومة في العالم، واتباع اهل البيت ع اكثر المظلومين في العراق من جراء الحكومات السابقة، واهل البيت ع ظلموا وقتلوا، وكان رسول الله ص يعلم انه سيقع الظلم عليهم حيث قال ص: (الويل لظالم اهل بيتي، عذابهم مع المنافقين في الدرك الأسفل من النار). وقد روي عن امير المؤمنين ع عن رسول الله ص انه قال: (اشتد غضبي على من ظلم من لم يجد له ناصرا غيري). وقال امير المؤمنين ع: ان الظلم ثلاثة انواع، ظلم لا يغفره الله، وظلم لا يتركه الله، وظلم قد يغفره الله، فأما الظلم الذي لا يغفره فهو الشرك بالله، واما الظلم الذي لا يترك فظلم الناس بعضهم لبعض، واما الظلم الذي يمكن ان يغفر ظلم الانسان نفسه بزجها في أتون محارم الله وذل معصيت... فهذا النوع من الظلم يمكن اعفاؤه والتسامح فيه، فيما اذا أعقب بالتوبة، وقُرن بالندم على ما صدر، وترك المماثل في المستقبل.
والظلم انواع: ظلم يقع على الإنسان في عمله من قبل مسؤوله، وظلم في الأسواق عند البيع والشراء، وتكاد جميع الشرائع السماوية تجمع على محاربة الظلم وعدم الانسياق وراء فخاخه. قال رسول الله ص: (المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه) وقد تعرّضَ القرآنُ الكريم للظلم والظالمين وذمهما، فقال سبحانه وتعالى: (فَأَذَّنَمُؤَذِّنٌبَيْنَهُمْأَنْلَعْنَةُاللهِعَلَىالظَّالِمِينَ)، (وَلاتَحْسَبَنَّاللهَغافِلاًعَمَّايَعْمَلُالظَّالِمُونَ)، (وَيَوْمَيَعَضُّالظَّالِمُعَلىيَدَيْهِ)، (وَمَأْواهُمُالنَّارُوَبِئْسَمَثْوَىالظَّالِمِينَ)...وكثير من الآيات الكريمة بحق الظالمين.
إن اقسى الحروب واكثرها تأثيرا في النفس وتحريكا للمشاعر الخيّرة والشريرة معا هي تلك التي تقع بين افراد العشيرة الواحدة، واهل العقيدة نفسها، وفي ذلك فان الظلم كلمة تنفر عنها النفوس، وتشمئز لمجرد سماعها، وتقشعر لها الأبدان من ثقل وطأتها على السامع...
وعادة ما يقع الظلمُ من شخص لآخر او من أشخاص لمجموعة أشخاص او عكس ذلك او من مجموعة اشخاص لمجموعة مثلها... وبالظلم هلكت القرون والأمم السالفة...
ان الدين الإسلامي له دستور واضح لا يجيز للمسلم ان يظلم اخاه المسلم، ولا يسمح له بذلك.. بل هي دعوة صريحة للابتعاد عن الظلم، ومجانبة اشكاله وأحواله الحياتية المتعددة، سواء كان ظلما باللسان او ظلما بالأفعال. والكل يتفق ان الظلم كلمة منفرة غير مستحبة، وكما يقول الشاعر:
(ندمالبغاةُولاتساعةمندم***والبغيُمرتعٌمبتغيهوخيمُ)
ونجد أبشعَ صور الظلم على وجه الأرض، ما يمارسه الإنسانُ بحق أخيه الإنسان، وما يوقعه بحقه من ظلم فاحش وجور كبير، وهو يختلق له الذرائع والمبررات ليفتك به ظلما وتقتيلا، كما فعل البعث العفلقي على مر ثلاثين سنة بالعراق وشعبه،من ظلم اسود ليس له مثيل،حتى جسّد الظلم بأوضح صوره، وأعتى تجلياته المشؤومة من ويلات ومصائب، حتى الأطفال والشيوخ والنساء لم يسلموا منه... انه الظلم بعينه...
كفانا الله واياكم شر الظلم والظالمين...
ولعنة الله على الظالمين من الأولين والآخرين الى قيام يوم الدين.
|