• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أوسمة يضعُها الإمامُ الصادق عليه السلام على صدر عمِّه العباس عليه السلام .
                          • الكاتب : الشيخ حمزه ابو العرب .

أوسمة يضعُها الإمامُ الصادق عليه السلام على صدر عمِّه العباس عليه السلام

 قال الإمامُ الصادق عليه السلام – كما في الزيارة -: (أشهد أنك لم تهن، ولم تنكل، وأنك مضيت على بصيرة من أمرك مقتدياً بالصالحين، ومتبعاً للنبيين ....). 
         هذا هو الوسام السابع الذي يضعه الإمام الصادق عليه السلام على صدر عمه العباس عليه السلام حيث شهد له بأنه لم (يهن) ولم (ينكل)، وأنه كان على بصيرة من أمرهِ، لذلك كان مقتدياً بالصالحين، ومتبعاً للنبيين ..." 
        ولنتوقف عند تفسير هذه المفردات، لتتضح لنا أهمية هذا الثناء والمدح المفعم بالاعجاب والاحترام...
         قال الرازي في (مختاره الصحاح):- (الوهن:- الضعف، وقد وهن ووهَّنه غيره – يتعدى، ويلزم – ووهَّنه توهيناً). ومثل هذا المعنى ورد في (المصباح المنير، والقاموس المحيط).
   أما كلمة (النكول) المشتقة من (نكل ينكل نكولاً) فقد قال عنها:- (الفيروزابادي والفيومي):- بأن معناها:- (الجبن، والتأخر، والامتناع، والنكوص – أي الإحجام والرجوع -، والهيبة من شيء يريد أن يصنعَه الإنسان).
        أما (البصيرة)، فهي:- (الاستبصار في الشيء, والعلم والخبرة به).
   وورد في (القاموس المحيط) بأن البصيرةَ هي (عقيدة القلب والفطنة). 
         من كل ما مر بنا من التفسير اللغوي، نخلص الى أن العباس عليه السلام لم يكن يحجم أو يتراجع – في ساحة القتال- خوفا من قوة العدوّ أو هيبةً من تعاظم جيشه الرهيب، لأنه أبن عليّ الذي يقول:- (واللهِ لو تظاهرت العرب على قتالي لما وليت عنها...) 
(نهج البلاغة - محمد عبدة  ج3 ص 82).
ورحم اللهُ أدباء الطف، حيث قال أحدهم من قصيدة – حلق بها بالاشادة في وصف شجاعة العباس عليه السلام -: 
وقعَ العذابُ على جيوش أميةٍ                 من باسلٍ هو في الوقائعِ مُعْلَمُ
عبستْ وجوهُ القومِ خوفَ الموتِ              والعباسُ فيهم ضاحكٌ متبسِّمُ
قلبَ اليمينَ على الشمالِ وغاصَ في       الأوساطِ يحصدُ بالرّؤوسِ ويحطِمُ
بطلٌ تورّثَ من أبيه شجاعةً                فيها أنوفُ بني الضلالة تُرغَمُ
حامي الظعينة أين منه ربيعة ٌ             أم أين من عليا أبيه مكدّمُ
بطلٌ إذا ركبَ المطهَّمَ خلتَهُ                جبلاً أشم يخبُ فيه مطهّمُ
وهو الذي أوصل الماء الى أطفال أخيه الحسين (ع) – في إحدى حملاته – بعد أن أدخل الرعب في قلوب أهل الكوفة، فإنكشفت له صفوفها عن المشرعة فملكها...
      ثم وصفه الإمامُ الصادق عليه السلام (في زيارته) بأنه كان (على بصيرة) أي أنه كان فطناً لا تشتبه لديه الأمور، فهو عالم بخيرها وشرها، لهذا لم تجدِ معه مغريات العدوِّ بالأمان كي يقتطعَهُ عن أخيه الحسين (ع)!! 
 وقد خابَ العدوُّ في هذه المحاولة اللئيمة؛ لأن العباسَ عليه السلام كان أذكى ممن كان يتصوره العدوّ، حيث رفضها منذ البداية بكل عزٍّ وشرف، بل بكل أنفة وعنفٍ، ولعن من جاء بها، وقال للشمر:- (لعنك اللهُ ولعن أمانك، أتؤمننا وابن رسول الله لا أمان له !!! ؟؟).




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=156543
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 06 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 5