قال تعالى (ولقد كرّمنا بني آدم وحملناهم في البرِّ والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممّن خلقنا تفضيلا)، يُعدّ الانسان الواعي المدرك لحقائق الامور، والذي يستحسن معاني الخير والعدل، ويستقبح معاني الشر والظلم في سلوكه، هو الانسان المثالي والمكرم في المفهوم القرآني، وقد أكدت تعاليم الشريعة السمحاء على ضرورة المحافظة على سيادة ذلك الانسان وإرادته وحريته، وحقوقه وأرضه وإستقراره، ولكن ومنذ فجر الخليقة والى يومنا هذا تكالبت قوى الشر والطغيان بكل مالديها من وسائل إرهابية لتكمل المسيرة الإجرامية،فبعد البعثيين والصداميين القتلة الذين سحقوا الانسانية المُصانة من قبل الله تعالى، حيث تلاعبوا بمقدرات الشعب كما يشاؤون، فانتهكت كرامة الإنسان وسيادته، واغتصبت حقوقه، وسلبت راحته واستقراره، وصودرت حريته، وسحقت إرادته، وفجع بأعزِّ ما يملك، وهدمت داره التي تأويه وشرِّد، وضاقت عليه الارض بما رحبت، كل هذا وكثير من البعثيين يتمنون عودة الدكتاتورية، والطامة الأكبر انهم قد يتمركزون في دوائر الدولة، وفي مناصب عُليا، اما المنكوب والمضطهد في الزمن السابق فبقي كما هو، لأنه إنسان لا يحب التلوّن والتملّق، انّ الذي حصل لنا سابقاً، والذي يحصل اليوم هو نفس المعنى فالارهاب والقتل صورة أخرى للبعث الذي استهدف الإنسان. فالبعث والإرهاب جرد من كل معاني الانسانية واكتسب طباع والوحوش الكاسرة، انه الانسان المجرد من كل معاني الرحمة والقيم الإخلاقية والدينية، انه انسان الظلم والبطش والعدوان، وليس الإرهاب والعفلقية وليدة اليوم فحسب، بل على امتداد تاريخ البشرية كانت الانسانية في صراع مرير بين هاتين الجهتين، جهة الخير المتمثلة بالانسان الواعي العاقل الذي يهدف الى توحيد صف المسلمين ونبذ الطائفية وحرمة دم المسلم؛ وجهة الشر المتمثلة بالإنسان القاتل لأخيه، والارهاب والبعثعفلقية البهيمية، والوهابية التكفيرية.
|