• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : شباب الفتوى.. .
                          • الكاتب : علي حسين خلف .

شباب الفتوى..

  إنّ الشبابَ هم عمود المجتمع، وهم يزخرون بالطاقة والنشاط والحيوية، ويعملون على تطوير وتثقيف وتنمية الشعوب، ونرى أن دعوة الأنبياء اعتمدت كثيراً على جيل الشباب الذين سارعوا في تبني رسالات السماء، واستجابوا لها بشكل سريع؛ لأنها تحقق لهم طموحهم، وما يغني رغبتهم المعرفية والايمانية. 

ويقول الامام علي (عليه السلام) في وصية لولده الامام الحسن (عليه السلام): (وإنما الحدث كالأرض الخالية، ما ألقي فيها من شيء قبلته, فبادرتك بالأدب قبل أن يقسو قلبك ويشتغل لبك)(1)، ونجدهم أول من لبى فتوى الدفاع المقدس، واعتمدت عليهم المرجعية في الدفاع عن المقدسات، وصد الهجمة الوحشية على عراق الحضارة والمعرفة والتاريخ العريق.
 وهؤلاء المؤمنون بالمرجعية بأنها الأب والقائد لهذا الشعب الذي يملك عشقاً حسينياً، جعلت منهم سيوفاً بيد المرجعية لصد تكالب الزمر الارهابية من كل بقاع العالم على العراق الجريح.
 والطالب الجامعي كان له دور كبير في رصّ الصفوف المجاهدة في ايام العطلة الصيفية، وعمل منهم في مواكب خدمية لمساندة القوات المسلحة من خلال إرسال المواد التي يحتاجها الجندي في المعركة.
والإعلام يشكل المحور الرئيسي في الحرب، لذلك شكلوا منبراً اعلامياً لدعم الحشد، ويناصره في كشف الحقيقة للرأي العام، ونقل أخبار المعركة أولاً بأول.. وحقق أبناء العراق انتصارات كبيرة على المستوى الاعلامي من خلال برامج التواصل الاجتماعي لنشر الحقيقة الناصعة في نشرات يومية من ساحة المعركة، وأصبح الجنود مراسلين ينقلون تقدم الحشد في ساحة المعركة، مما جعل العالم العربي والغربي يتناقل الحقيقة الواضحة من ارض المعركة، وكانت الحرب الاعلامية التي انتصر بها شباب الطف شرسة مع قنوات مأجورة ومتمكنة مادياً واعلامياً، جعلت هذه الأبواق لا تستطيع أن تقاوم أبناء الحسين (عليه السلام)، فقد باتوا يتنافسون على الدفاع عن العراق والاستشهاد غير مبالين بالموت مضحين من أجل أن يبقى العراق مرفوع الرأس، وهذا البلد الذي يزخر بالشباب المؤمن الذي استلهم الشجاعة من الامام الحسين وأخيه العباس (عليهم السلام)، وكان صوت الحسين الخالد: (ألا من ناصر ينصرنا.. ألا من ذاب يذب عنا)، كان معهم في القتال وكانت الأبيات الحسينية معهم: 
قومٌ إذا نُودُوا لِدَفْع مُلِمَّة .. والخيلُ بين مُدَعَّس وَمُكَرْدَسِ 
لَبسوا القُلُوبَ على الدروعِ وأقبلوا .. يَتَهَافتون على ذَهَابِ الأَنْفُسِ 
نصروا الحسينَ فيالها من فتية .. عَافُوا الحياةَ وأُلبسوا من سُنْدُسِ 
حتى يبقى العراق سالماً وعصياً على المجرمين الذين أرادوا بالشعب والمقدسات السوء وشكراً للفتوى التي استنهضت الشباب، وجعلت لنا حشداً أصبح سوراً للوطن. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر:
1- نهج البلاغة: ج3/ ص40.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=156767
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 06 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16