• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : المدرسة ودورها في التنشئة الاجتماعية .

المدرسة ودورها في التنشئة الاجتماعية

 تعد المدرسة من أهم المؤسسات التي تشاطر الأسرة في تربية النشء، وتزويدهم بالثقافة الاجتماعية المطلوبة، فهي البيئة الثانية التي يقضي فيها الأبناء مدة طويلة من سني عمرهم، ولا يتوقف دور المدرسة على التعليم فحسب، وانما يتعداه إلى ممارسة عملية التوجيه والنصح والإرشاد للطلاب، والعمل على مراقبة سلوكهم أثناء وجودهم فيها؛ لذلك تحتل المدرسة مكان الصدارة في اهتمامات الدول، بوصفها اداة ضرورية ولازمة للتربية والتعليم والتثقيف، وتدعيم النظام الاجتماعي، والعمل على استقرار السلطة السياسية.. وهي من نواح كثيرة، تكملُ عمل البيت، وتسد بعض وجوه الضعف والتقصير، وتضيف إلى ما وضعه من أسس. وقد تعدل في هذه الأسس، وتعيد تشكيلها، وفق مقتضيات النظام العام المرسوم. 
 أما في أوقات الهزات السياسية، والانقلابات في نظم الحكم، ومظاهر السلطة، والتغيرات الاجتماعية الجذرية، فتظهر أهمية المدرسة بوصفها المعمل أو المختبر الذي تتفاعل فيه ركائز البناء المراد تشييده، فبعد كل ثورة أو تغيير جذري، يدرك زعماؤه أن نظام حكمهم لا يمكن أن يثبت ويقوى، وتتوطد دعائمه إلا عن طريق لون جديد من التربية، يشكل عقول المواطنين بطريقة تدفعهم إلى تقبل النظام الجديد وتأييده، والولاء له والحماس في الدفاع عنه.
 والمدرسة هي التي تقوم بأوفر قسط في هذه العمليات الاجتماعية، فبفضلها يمكن فرز المبادئ الجديدة والقيم المستحدثة في نفوس المواطنين، عن طريق تعديل مناهج الدراسة، واستخدام وسائل الايضاح والاعلام التي تتناسب مع كل مستوى، وطبع كتب جديدة، وتصفية الهيئات القائمة بالتدريس من العناصر المعادية للنظام أو المتحمسة للنظام القديم. 
 وعلى هذا الأساس، نرى أن الدور الذي تمارسه المدرسة، لا يقتصر على العمل بتزويد الطلاب بزاد المعارف والعلوم فحسب، وانما يتخطى ذلك ليشمل إحاطة هذه المعارف والعلوم باطار كامل من المفاهيم والقيم الصحيحة، والمعتقدات السليمة التي سيكون لها أبلغ الأثر في تأهيل الفرد، وتعزيز دوره في المجتمع، ليكون عنصراً فاعلاً يسهم في نموه وتقدمه، مع تشذيب الهيئات التدريسية من العناصر غير الكفوءة والفاسدة، لتصبح العملية التربوية والتعليمية، ركنا أساسياً وعنصراً أساسياً في التنشئة الاجتماعية للأفراد والجماعات...
 ونظرا لدور المدرسة في المجتمع، وتأثيرها البالغ في حياة أبنائه، فأن الوظيفة الأولى لها في المجتمع، تتمثل بغرس التراث الثقافي بمعاييره وقيمه في نفوسهم، وما يتضمنه من مهارات ومعلومات متراكمة. ولكي تؤدي المدرسة وظيفتها الجوهرية في التهيئة الاجتماعية جنبا إلى جنب مع الأسرة، عليها أن تقوم بدور هام في تعزيز التكامل المعياري للمجتمع.. وواضح أن الدرجة التي تبلغها المدرسة في انجاز هذا الواجب بكفاءة، تعد عاملا ذا شأن في امتثال الأفراد لقيم المجتمع ونظامه الثقافي العام. 
 وتشير معظم الدراسات المتعلقة بأهمية المدرسة، بوصفها اداة مهمة في تربية النشء، حيث ان دورها يتمحور باعدادهم اعدادا صالحاً للحياة، بحيث يشمل هذا الإعداد العمل على تقوية اجسامهم، وتنمية مهاراتهم، وتهذيب اخلاقهم.. في هذا المجال لابد من الاشارة إلى دور المعلم في رعاية وتوجيه الطلاب، والعمل على تقويم سلوكهم المعوج، والذي سيكون له ابلغ الأثر في ترسيخ تنشئتهم الاجتماعية، إذا ما أدى الأخير واجبه بشكل صحيح.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=157207
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 06 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3