اختصت السيدة الطاهرة فاطمة الزهراء (ع) بالأفضلية والسيادة على نساء الإسلام والعالمين، وتنقسم الروايات التي دلت على سيادتها على نساء العالمين، إلى ثلاثة أقسام: -
القسم الأول:- مشاركتها غيرها في هذا الفضل، كقوله (ص): (حسبك من نساء العالمين: مريم ابنة عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وآسية امرأة فرعون. وقولــه (ص): (أفضل نساء أهل الجنة: خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وآسية بنت مزاحم، ومريم ابنة عمران).
وعن عائشة أنها قالت لفاطمة (ع): ألا أبشرك؟ إني سمعت رسول الله (ص) يقول: (سيدات نساء أهل الجنة أربع: مريم بنت عمران، وفاطمة بنت محمد، وخديجة بنت خويلد، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون). وقوله (ص): (أربع نسوة سيدات سادات عالمهن: مريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وأفضلهن عالماً فاطمة). وقوله (ص): (حسبك من نساء العالمين أربع: فاطمة بنت محمد، وخديجة بنت خويلد، ومريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم). وعنه (ص): (سادات نساء أهل الجنة أربع، فاطمة، ومريم، وخديجة، وآسية).
القسم الثاني:- يتضمن أحاديث إنفرادها بالتفضيل والسيادة على جميع النساء وفيه أبواب:
أولاً – سيادتها على نساء الأمة:
قال (ص): (أما ترضَين أن تكوني سيدة نساء هذه الأمة، كما كانت مريم بنت عمران سيدة نساء بني إسرائيل). وقالت عائشة: كنا عند رسول الله (ص) في مرضه الذي مات فيه، ما يغادر منا واحدة، إذ جاءت فاطمة تمشي وما تخطئ مشيتها من مشية رسول الله شيئا، فلما رآها قال: (مرحبا بابنتي) فأقعدها عن يمينه، ثم سارها بشيء فبكت، فقلت لها: إنا من بين نسائه، خصك رسول الله (ص) من بيننا بالسرار، وأنت تبكين؟ ثم سارها بشيء فضحكت، قالت: فقلت لها: أقسمت عليك لما أخبرتني؟ قالت: ما كنت لأفشي على رسول الله (ص) سره. قالت: فلما توفي النبي (ص) سألتها، فقالت: أما الآن فنعم، أما بكائي: فإن رسول الله (ص) قال لي: (إن جبريل كان يعرض عليّ القرآن كل عام مرة، فعرضه عليّ العام مرتين، ولا أرى إلا أجلي قد اقترب فبكيت، فقال لي: (اتقي الله واصبري، فإنا لك نعم السلف)، ثم قال: (يا فاطمة أما ترضَين أن تكوني سيدة نساء العالمين، وتكوني أول من يلحق بي فضحكت).
إلا أن من يستقرئ الأحداث التي تلت وفاته (ص)، يستبعد أن تكون عائشة هي التي سألتها (ع). وفي روايات أخرى بنفس المضمون مع بعض الاختلاف، إذ تذكر فيها السيدة فاطمة الزهراء (ع) إن سبب فرحها، هو إنها أول أهل بيته لحوقا به، كما سيأتينا بيانه.
ثانياً: سيادتها على النساء يوم القيامة:
روي أن النبي (ص) قال لأصحابه: (إن فاطمة وجِعة). فقال القوم: لو عدناها، فقام ومشى حتى انتهى إلى الباب، والباب عليها مصفق، قال: فنادى: (شدي عليك ثيابك، فإن القوم جاءوا يعودونك). فقالت: (يا نبي الله ما عليّ إلا عباءة). قال: فأخذ رداءه فرمى به إليها من وراء الباب، فقال: (شدي بهذا رأسك). فدخل ودخل القوم، فقعد ساعة وخرجوا. فقال القوم: تالله بنت نبينا (ص) على هذا الحال؟ قال: فالتفت فقال: (أما إنها سيدة النساء يوم القيامة).
ثالثاً: في إنها سيدة نساء أهل الجنة:
عن حذيفة بن اليمان قال: قال (ص): (نزل ملك من السماء فاستأذن الله تعالى أن يسلم عليّ لم ينزل قبلها، فبشرني: إن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة)، وروى سلمان أنه (ص) قال لها (ع) في مرضه الذي توفي فيه: (... إن الله تبارك وتعالى أطلع إلى الأرض اطلاعة فاختارني من خلقه فجعلني نبيا، ثم اطلع إلى الأرض اطلاعة ثانيا فاختار منها زوجك، وأوحى إليّ أن أزوجك إيّاه واتخذه وليا ووزيرا، وأن اجعله خليفتي في أمتي، ثم اطلع إلى الأرض اطلاعة ثالثة فاختارك وولديك، فأنت سيدة نساء أهل الجنة، وابناك الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة...).
وسُئل الإمام الصادق (ع) عن قول رسول الله (ص): (فاطمة سيدة نساء أهل الجنة، وسيدة نساء العالمين)؟ قال (ع): (ذاك مريم، وفاطمة سيدة نساء أهل الجنة من الأولين والآخرين).
وعن علي (ع)، إن النبي (ص) قال لفاطمة: (ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة وابناك سيدي شباب أهل الجنة). وفي لفظ: (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وفاطمة سيدة نساؤهم) .
رابعاً/ سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين:
عن ابن عباس، قيل: يا رسول الله (ص): أهي سيدة نساء عالمها؟ فقال: (ذاك لمريم بنت عمران، أما ابنتي فاطمة، فهي سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين). وعن ابن عباس أيضا في حديث طويل للنبي (ص) في فضائل أهل بيته (ع)، ومنهم ابنته فاطمة (ع): (... وإنها لسيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين، وإنها لتقوم في محرابها، فيسلم عليها سبعون ألف ملك من الملائكة المقربين، وينادونها بما نادت به الملائكة مريم، فيقولون: يا فاطمة، إن الله اصطفاكِ وطهّركِ على نساء العالمين...).
|