• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : إعادة تدوير القرضاوي وأجندات المشروع القطري في العالم العربي .
                          • الكاتب : محمد حميد الصواف .

إعادة تدوير القرضاوي وأجندات المشروع القطري في العالم العربي

تشكل الافكار المتطرفة لبعض الجماعات الاسلامية مصدر قلق وتخوف للعديد من الحكومات العربية وغير العربية خصوصا مع وجود دعاة من امثال الشيخ ويوسف القرضاوي المعروف بمواقفة المتشددة وأفكاره العدائية والتي اسهمت بحدوث العديد من الفتن وساعدت في اتساع رقعة اعمال العنف بسبب تبني تلك الافكار من قبل بعض المتشددين في تلك الجماعات، ويرى اصحاب الاختصاص ان نبرة العداء الحاده التي ينتهجها القرضاوي اليوم هي اكثر حدة وتحدي من ذي قبل والسبب في ذلك هو وصول بعض الجماعات السلفية ومنهم جماعة الاخوان المسلمين التي تعتبره الاب الروحي لأفكارها ومعتقداتها الى مراكز مهمة في بعض الدول العربية التي شهدت ثورات ما يعرف بالربيع العربي واطاحت بأنظمتها سابقة الامر الذي اتاح لهم المزيد من الحريات هذا مع ازدياد التوقعات ببسط نفوذهم في باقي دول المنطقة من خلال تهيئة مجاميع خاصة تسهم بزعزعة الوضاع وخلق الاجواء المناسبة لسيطرة تلك الاحزاب الاسلامية، وفي هذا الشأن اتهم الفريق ضاحي خلفان قائد شرطة دبي جماعة الاخوان المسلمين بالتآمر على دول الخليج لاستلام الحكم متوقعا ان تكون البداية من الكويت عام 2013. وقال ضاحي خلفان لصحيفة "القبس" الكويتية ان "الاخوان يتجهون نحو تغيير الانظمة في الخليج. عندي مصادر تقول ان القادم هو جعل حكومات الخليج تملك ولا تحكم، وان البداية ستكون من الكويت عام 2013 وفي بقية الخليج عام 2016". واضاف ردا على سؤال ان "الكويت مهيأة اكثر من غيرها".



واكد ان معلوماته "ليست مسربة من الاخوان لكن من اجهزة غربية استخباراتية، وهذا نحن نعرفه". وقال خلفان "الآن الأمريكان هم وكل الانتفاضات التي فعلوها، انا لا اسميها ثورات آل الحكم الى الاخوان و(الرئيس الاميركي باراك) اوباما حينما اعلن انه على استعداد للتعامل مع الاخوان كان هذا مؤشرا". وتابع "انا احذر دول الخليج من هذه المجموعات". ويشن خلفان منذ مدة حملة عبر تويتر على اتباع تيار الاخوان المسلمين معتبرا انهم لا يقلون "خطرا" على الخليج من ايران، حسب ما اكد في كلمة القاها امام مؤتمر امني في المنامة وتسرب مضمونها عبر وسائل الاعلام. بحسب فرنس برس.



يذكر ان خلفان هدد باعتقال الداعية القطري المصري المعروف يوسف القرضاوي بسبب هجومه على قيادة دولة الامارات. وكان القرضاوي انتقد عبر قناة الجزيرة الامارات بشدة على خلفية قرارات الغاء اقامة سوريين تظاهروا ضد نظام بشار الاسد، وقرارات اخرى بسحب جنسيات ستة اسلاميين مجنسين اتهموا بانهم على علاقة بجمعيات تمول الارهاب. وكانت الامارات الغت اقامات بعض السوريين الذين تظاهروا امام القنصلية السورية في دبي ضد النظام السوري وكرروا فعلتهم رغم توقيعهم تعهدا بعدم القيام بذلك. والقرضاوي من ابرز القيادات الروحية للإخوان المسلمين في العالم ومن الدعاة الاكثر نفوذا.



فرنسا ودعاة الفكر المتشدد



اتخذ الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي موقفا متشددا من الداعية القطري الشهير يوسف القرضاوي بعد المجزرة التي ارتكبها الاسلامي المتشدد محمد مراح، فاعتبر ان هذا الداعية "ليس موضع ترحيب على الاراضي الفرنسية" ولن يكون بامكانه المشاركة في اجتماع دعي اليه في فرنسا. وفي خضم حملة رئاسية القت جرائم مراح، التي راح ضحيتها سبعة قتلى، بظلالها عليها ندد كل من اليمين المتطرف والحزب الاشتراكي خلال اليومين الماضيين بالدعوة التي وجهها اتحاد الجمعيات الاسلامية في فرنسا الذي يعد من اكبر المنظمات الاسلامية في فرنسا، الى القرضاوي والشيخ محمود المصري وهو داعية اخر مثير للجدل للمشاركة في مؤتمره السنوي المقرر عقده في السادس من نيسان/ابريل على مقربة من باريس.



وكان النائب الاشتراكي الفرنسي مانويل فالس اكد ان "الاجهزة الدبلوماسية منحت تاشيرة دخول" ليوسف القرضاوي موضحا ان هذا القطري المصري الاصل يعتبر ان "الجهاد فرض على كل مسلم". واضاف ان هذا الداعية الشهير "معروف ايضا بآرائه المتكررة المعادية للسامية" عبر قناة الجزيرة الفضائية القطرية. وفي حديث لاذاعة فرانس انفو اظهر ساركوزي رفضا حاسما للسماح للقرضاوي بدخول الاراضي الفرنسية. وقال "لقد ابلغت امير قطر شخصيا ان هذا الرجل ليس مرحبا به على اراضي الجمهورية الفرنسية" متحدثا عن القرضاوي الذي يحمل جواز سفر دبلوماسيا ومن ثم فانه ليس في حاجة للحصول على تاشيرات للسفر الى اي مكان. واضاف ساركوزي المرشح الى ولاية ثانية ان "اتحاد الجمعيات الاسلامية في فرنسا سيعقد مؤتمره، فقلت ان بعض المدعوين الى المؤتمر الذين يلقون او يريدون القاء خطابات لا تتفق مع قيم الجمهورية ليسوا موضع ترحيب على اراضي الجمهورية" دون ان يوضح ما اذا كان ذلك يشمل ايضا الداعية محمود المصري.



وكان هنري غاينو المستشار الخاص للرئيس الفرنسي اكد ان فرنسا لا تريد "اي داعية متطرف" على اراضيها وقال "هناك الكثيرون الذين سيمنعون من دخول الاراضي الفرنسية" بعد قضية تولوز. من جانبه عاتب الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يراسه الشيخ يوسف القرضاوي فرنسا على رفضها منحه تاشيرة دخول، مدينا في الوقت نفسه "العملية الارهابية" التي حصلت في تولوز مؤخرا وقتل خلالها محمد مراح اربعة يهود من بينهم ثلاثة اطفال.



وقال الشيخ علي قره داغي الامين العام للاتحاد "نستغرب ونعاتب فرنسا لرفضها منح الشيخ يوسف القرضاوي تاشيرة دخول الى اراضيها". واوضح ان القرضاوي "عالم معتدل اسهم في تنقية المفاهيم الاسلامية من التطرف" مؤكدا ايضا ان الاتحاد "يدين بكل قوة الاعتداء الارهابي الذي جد مؤخرا في مدينة تولوز الفرنسية". اوضح ان القرضاوي "ممن ينددون بهذه العملية لانها تتعارض مع مبادئ الاتحاد ومراجعه" حيث انه "لا يجوز اطلاقا قتل الاطفال او القساوسة".



ويوسف القرضاوي (86 سنة) المعروف بمواقفه الحادة من الشيعة من اكثر دعاة السنة نفوذا وتاثيرا. وكان القرضاوي غادر مصر في الستينات بعد حملة الاعتقالات التي شنها الرئيس جمال عبد الناصر على جماعة الاخوان المسلمين. وفي 18 شباط/فبراير 2011 ام صلاة الجمعة في ميدان التحرير بالقاهرة عقب الاطاحة بالرئيس حسني مبارك تحت ضغط ثورة 25 يناير الشعبية.



والقرضاوي الذي يتحدث عبر قناة الجزيرة وموقع اسلام اون لاين ويضع في صفحته على الفيسبوك صورة له مع رئيس بلدية لندن السابق كين ليفنغستون، هو ايضا المتحدث الرئيسي في ندوات الحوار بين الاديان التي تنظمها قطر. من جانبه يقدم الشيخ محمود المصري هو داعية سلفي برنامجا تلفزيونيا عبر قناة "اقرا" الاسلامية بعنوان "ليلة في بيت النبي". واستنادا الى موقعه على الانترنت فقد سبق ان توجه الى فرنسا لالقاء خطب ومواعظ.



الى جانب ذلك اعلنت وزارتا الداخلية والخارجية الفرنسيتان في بيان مشترك منع اربعة دعاة اسلاميين من دخول الاراضي الفرنسية للمشاركة في مؤتمر تنظمه جمعية اسلامية. وقال وزيرا الداخلية والخارجية الفرنسيان في بيان مشترك "بينما تعاني فرنسا من هجمات متطرفين باسم ايديولوجيات او عقائد فاسدة لا بد ان تكون الحريات ضمن اطار القانون واحترام قيمنا الاساسية من حقوق الانسان والمساواة بين الرجل والمراة والعلمانية واحترام الاديان واراء الاخرين ورفض الانغلاق الطائفي". ورفض كلود غيان وآلان جوبيه توجه مفتي القدس عكرمة صبري والداعية السعودي عائض بن عبد الله القرني والامام المصري صفوت الحجازي والامام السعودي عبد الله باصفر، الى فرنسا.



واشار البيان الى ان داعيتين اخرين هما محمود المصري ويوسف القرضاوي "تخليا عن القدوم" بعدما اعلنهما الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي شخصين غير مرغوب بهما في فرنسا. واضاف الوزيران الفرنسيان في البيان نفسه انهما يأسفان لدعوة المفكر الاسلامي السويسري المصري الاصل طارق رمضان الى بلدهما من قبل اتحاد منظمات المسلمين في فرنسا. وقال غيان وجوبيه "نأسف لان اتحاد منظمات المسلمين في فرنسا اختار دعوة طارق رمضان المواطن السويسري الذي تتعارض مواقفه وتصريحاته مع المبادئ الجمهورية وهذا لا يخدم مسلمي فرنسا".



وتقيم فرنسا علاقات وثيقة مع قطر. وقد تجلى هذا التحالف العام الماضي في ليبيا عندما دعمت قطر في الامم المتحدة طلب باريس ولندن توجيه ضربات عسكرية لنظام العقيد معمر القذافي شاركت فيها قوات قطرية. بحسب فرنس برس.



في سياق متصل قررت قطر تأجيل انشاء صندوق استثمارات مثير للجدل بقيمة 50 مليون يورو لمساعدة سكان الضواحي المحرومة الى ما بعد الانتخابات الرئاسية في فرنسا، كما ذكر مسؤولون محليون. واعلنت قطر في كانون الاول/ديسمبر انشاء صندوق بقيمة 50 مليون يورو لتمويل مشاريع اقتصادية يستفيد منها سكان في ضواحي فرنسا. وقال كمال حمزة رئيس جمعية "أنالد" والمستشار البلدي للحزب اليميني "الاتحاد" ان قرار تأجيل انشاء الصندوق الى ما بعد الانتخابات الرئاسية في نيسان/ابريل وايار/مايو والانتخابات التشريعية في حزيران/يونيو اتخذ "لكي لا تستغل هذه المبادرة من قبل الاحزاب السياسية". واضاف"نريد ان يتم ذلك في اجواء هادئة وليس وسط جدل" في حين تعرضت مبادرة قطر لانتقادات خصوصا من قبل زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن. وانتقدت لوبن "النفوذ القوي لدول اجنبية ترغب (من خلال هذا المشروع) في تطوير الاصولية الاسلامية".



طليقة القرضاوي تدخل الانتخابات



من جانب اخر ترشحت أسماء بن قادة، طليقة الداعية المصري المعروف، يوسف القرضاوي، ضمن حزب "جبهة التحرير الوطني" الحاكم في الجزائر، على رأس قائمة ولاية العاصمة الخاصة للانتخابات التشريعية المقبلة في العاشر من مايو/ أيار المقبل، وهي المفاجأة التي أحدثت ضجة في الحزب العتيد، الذي تخلى عن أسماء كبيرة في قوائمه. وقد استغرب الوزير السابق، محمد صغير قارة، للطريقة التي اختيرت على أساسها أسماء بن قادة للترشح في الحزب. خاصة وأن ذلك يأتي في وقت تخلى فيه رئيس المجلس الشعبي الوطني الحالي (البرلمان،) عبد العزيز زياري، عن الترشح في آخر لحظة، وهذا إلى جانب عدة أسماء مؤثرة في الساحة السياسية الجزائرية.



وقد جاءت أسماء بن قادة ضمن الأربع الأوائل في القائمة التي أعلن عنها لتمثيل حزب جبهة التحرير في الجزائر العاصمة، حيث جاء على رأس القائمة رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، محمد العربي ولد خليفة، أما المرتبة الثانية فعادت للنائب صلاح الدين بورزاق، الطبيب المختص في أمراض القلب. وفي المرتبة الثالثة برز اسم وحيد بوعبد الله، المدير السابق لشركة الخطوط الجوية الجزائرية، ولكن المفاجأة الكبرى تمثلت في احتلال طليقة القرضاوي للمرتبة الرابعة.



وقد بدت بن قادة واعية بالحملة السياسية والصراع البرلماني الذي ينتظر طريقها في المستقبل مع الحزب العتيد في البلاد وقالت يهمني كثيراً خدمة بلدي، وترشحي للانتخابات البرلمانية نابع عن قناعة مفادها توصيل رأي المواطن إلى السلطة." وقد تسبب نشر قائمة الترشيح بإثارة غضب كبير بين قيادات الحزب وأعضاء مكتبه السياسي، كما تفاجأ بالقائمة الوزير السابق للسياحة محمد الصغير قارة، الذي قال إن بعض الأسماء "ليس لها علاقة بجبهة التحرير الوطني." وأضاف الوزير السابق: "أحترم كثيراً السيدة أسماء قادة، لكنها ليست مناضلة في الحزب، وأنا أتساءل عن المعايير التي استخدمها الأمين العام، عبد العزيز بلخادم، في اختيار المرشحين."



وكرد فعل حيال هذه الانتقادات التي وجهت في حقها، قالت بن قادة، والتي رفض طلبها بالترشح في مسقط رأسها بمدينة "غليزان" (تبعد عن الجزائر العاصمة بـ300 كلم غرباً) لتجد نفسها في الصف الرابع على رأس القائمة بالعاصمة، إنها غير مهتمة بما يقال حولها. وأضافت: "لا يهمني ما يقال، لأن من اختارني ورشحني لأكون ضمن قائمة حزب جبهة التحرير يعرفني جيداً، ويعرف قدراتي، لهذا لست قلقة بالمرة، وواثقة من تشريف ثقة كل من رشحني لهذا المنصب."



ومن جهة أخرى، فقد حفلت كافة التشكيلات الانتخابية الجزائرية، حتى ضمن ممثلي التيار الإسلامي، بمفاجآت كبيرة، خاصة بالنسبة للعنصر النسوي. فبالنسبة "للتكتل الإسلامي،" المشكل من ثلاث حركات هي "حمس" و"النهضة" و"الإصلاح الوطني" فقد ضمت قوائمه نعيمة ماجر، الوجه الإعلامي البارز وشقيقة نجم كرة القدم الجزائرية، رابح ماجر، محتلة المرتبة الثالثة، عقب كل من وزير الأشغال العمومية عمار غول، والثاني في الترتيب عبد الحليم عبد الوهاب. بحسب CNN.



كما عرف حزب المعارضة، جبهة القوى الاشتراكية، تنصيب المحامي والحقوقي مصطفى بوشاشي، لخوض غمار التشريعيات في العاصمة. أما رئيس "جبهة العدالة والتنمية،" الشيخ عبد الله جاب الله، فقد صنع الاستثناء بإقحام زوجته في المرتبة الرابعة، بعد كل من المحامي عمار خبابة، ويليه شمس الدين حكيمي، ثم توفيق جوادي في المرتبة الثالثة، وبتصدر الشيخة فاطمة إسماعيل جاب الله ممثلات النساء في القائمة، يكون الشيخ جاب الله قد جسد ما راج عنه، بفرض "رابطة الدم" في اختيار مرشحيه بدرجة قربهم من عائلته أو مقربيه في الحزب.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=15733
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 04 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28