بين الفينة والأخرى، تحن القلوب إليهم طائعة، وتعلو الأكف بالدعاء راغبة، والطالبون إلى حاجة بفك رقبة، أو نيل شفاعة، أو إبعاد سقم - عنهم وعن ذويهم - كثرُ، كم من معضلة كانوا لها سنداً، وكم من نازلة كانوا لها -على رؤوس الأشهاد -عوناً، وكم من متيقن يعلم أن اليقين بين أيديهم، فتراهم يلوذون بساحل النجاة، ويتضرعون على سفائنهم، وجنون العشق يتملكهم بفعل شوق يعم الأرجاء..
مع توافد الحشود المليونية، لزيارة أئمة أهل البيت (ع)، في المناسبات الدينية، يتوافد المؤمنون يقصون الكرامات التي حدثت لهم على مرأى ومسمع الأشهاد، هذه المرة جريدة (صدى الروضتين) التقت بحاملي الكرامات أوسمة على صدورهم، وهم يسردونها للقاصي والداني، وليعلم الناس أي نعمة حبانا الله تعالى بأن جعل أهل البيت ملاذاً، وحصناً، وحفّاظاً لنا من كل مكروه، ليصدق القول (ما خاب من تمسك بكم سادتي، وأمن من لجأ إليكم..).
عبد الأمير السلمي من مدينة البصرة، إلتقيناه يحدثنا عن الكرامة التي حدثت له، ولتسجل في قيد الكرامات التي لن تنتهي عند بحر الكرم: في عام 1987م أصبت بتوقف القلب، ونُقلت على إثرها إلى المستشفى، عُولجتُ بصعقات الكهرباء حينها، بعد ذلك تكررت هذه الحالة، اضطررت لعمل قسطرة للقلب، وأجريت بعدها عملية قلبية، لكنها لم تنفع لدرء المرض بعيداً عني؛ لأني بقيت أصارع الألم، خصوصاً بعد أن أعلمني الأطباء أنني في وضع ميئوس منه، أيقنت حينها أن لا ملجأ ألجأ إليه إلا أئمة أهل البيت (ع)، قدمت إلى مدينة كربلاء المقدسة، وصرخت عند ساحل الشفاء وبحر الجود، الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس (عليهما السلام) أن (يا حسين)، وطلبت منهما الشفاء، وقلت لهما: إني ذاهب لزيارة العقيلة في سوريا، فعلا ذهبت وزرت أختهما (سلام الله عليهم)، وقد أحضرت معي كل الفحوصات والتقارير الطبية الخاصة بمرضي، وذهبت بها إلى اللجنة الطبية التي ستعاين حالتي، حُولت بعدها إلى المستشفى لإجراء الفحوصات، وبعد أن وُضعت تحت جهاز (الايكو)، لساعة كاملة، سُئلت ما بك؟ فشرحت لهم حالتي، ثم سُئلت هل أجريت عملية مسبقاً، كانت الإجابة اليقينية مني أنني أجريت (6) عمليات كبرى في القلب، فاجأني بقوله: إنه لا يوجد أي أثر لعملية، كما وأنه لا يوجد عجز في القلب، تيقنت حينها أن علاجي كان من كربلاء، وشفيعتي زينب طلبتني للزيارة، أحمد الله أنني الآن معافى سليم لا أعاني من داء.
(محمد عبد الله حذافه)، من محافظة المثنى، تحدث إلينا عن كرامة حدثت لأبنه الذي أصيب بورم في الدماغ، قائلاً: أصيب ابني (مهدي)، بورم في الدماغ، وبعد أن عرضناه على أخصائي الجملة العصبية في المدينة، طلب منا إجراء الفحوصات الطبية، فكانت وجهتنا إلى مدينة البصرة في مستشفى أبن البيطار لإجراء الرنين، وبعد دخولي المستشفى، وضع (مهدي) داخل الردهة، وبقي لمدة ساعة ونصف، خرج الطبيب بعدها وأعطاني الأشعة والفحوصات الخاصة بولدي، عند عودتي إلى طبيب الاختصاص، أبلغني أن الورم موجود لا محال، لذا كان لزاماً عليّ أن أذهب به إلى بغداد لأجري له العملية، وبين عسر ذات اليد، وبين خوفي على ولدي، كنت أضيع في تفكيري، إلى أن ذهب بي خلدي إلى من لا يرد عنده حاجة، إلى بطل كربلاء أبي الفضل العباس (ع)، وطلبت ولدي منه بقوة، قرب الشباك المطهر، بقينا يوماً واحداً، رجعنا بعدها إلى مدينة المثنى، والأمل يملؤني بشفاء ونيل كرامة، فعلاً لم ينقضِ إلا يوم واحد، حتى أبلغني مهدي في صبيحته، أنه رأى مناماً جاءته فيه امرأة، ووضعت يدها على رأس مهدي، وقالت: أنا أم العباس، وغداً سوف تشفى من المرض، وفعلا شفي ابني وخرج من مرضه، وهو الان بصحة جيدة والحمد لله، ونحن منذ سنتين ما فارقنا زيارة الحسين وأخيه أبي الفضل (عليهما السلام) مشياً على الأقدام.
|