• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : دوافع التحالفات الكردية الشيعية ....نظرة تحليلية .
                          • الكاتب : جودت العبيدي .

دوافع التحالفات الكردية الشيعية ....نظرة تحليلية

لقد تحالفت الاحزاب الكردية القومية العلمانية مع الاحزاب الدينية العراقية بالرغم من كل الاختلافات الايديلوجية والعقائدية بينها, فهي لم تتحالف مع احزاب ليبرالية او علمانية او قومية عراقية في انتخابات العام 2010 والتي حصلت بموجبها على 57 مقعدا في بغداد كما انها لم تفعل الشيء نفسه في الانتخابات التي سبقتها. وعلى عكس كل التجمعات السياسية الاخرى، لايسعى الأكراد إلى إقامة واجهة متعددة الأعراق والمذاهب. وثمة اربعة أحزاب كردية رئيسة هي: الحزب الديمقراطي الكردستاني، وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني، وحزب كوران (حركة التغيير),والحركة الاسلامية الكردية.

الحزب الديمقراطي الكردستاني وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني هما حزبان قوميان علمانيان ، يدافعان عن الحقوق القومية للكرد منذ تاسيسهما. ويشكّل الحزبان معاً التحالف الوطني الديمقراطي الكردستاني ولهما تمثيل في البرلمان العراقي. كما أنهما يسيطران على حكومة كردستان المحلية، والجمعية المحلية. لم تتشكل حركة غوران، وهي مجموعة منشقة عن حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، إلا أثناء التحضير لانتخابات آب 2009 لبرلمان إقليم كردستان.

لقد خاض الحزب الديمقراطي الكردستاني على مدى سنوات نزاعا مسلحا ضد الاتحاد الوطني الكردستاني في صراع على السلطة ، وهو الصراع الذي اتسم بالعنف أحياناً وطرد أعضاء حزب الاتحاد الوطني الكردستاني من أربيل وأعضاء الحزب الديمقراطي الكردستاني من السليمانية، معقلي كل منهما. وقد تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في العام 1997، وجرى تقسيم المنطقة الكردية بشكل فعلي إلى مناطق يسيطر عليها الاتحاد الوطني الكردستاني وأخرى يسيطر عليها الحزب الديمقراطي الكردستاني، حيث يسيطر الاتحاد الوطني الكردستاني في الأغلب حول السليمانية وقرب الحدود الإيرانية.
في العام 2005، توصّل الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني إلى اتفاق لتقاسم السلطة وافقا بموجبه على حكم إقليم كردستان، والعمل ككتلة سياسية مؤثرة في العملية السياسية في العراق. قد تكون سيطرة الحزبين عرضة للتهديد من جراء صعود" كوران، وهو حزب جديد انشق عن الاتحاد الوطني الكردستاني، وأضعفه إلى حد كبير. وقد خاض الحزب الديمقراطي الكردستاني وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني الانتخابات معاً ضمن التحالف الوطني الديمقراطي الكردستاني، وفازا بأغلبية المقاعد في انتخابات الحكومة الإقليمية الكردية آب 2009، على الرغم من أن الاتحاد الوطني الكردستاني خسر الكثير من نفوذه لصالح "حزب كوران" بسبب المحسوبية والفساد، وبعض التصرفات والاساليب العنيفة للضغط على الناخبين في الفترة التي سبقت الانتخابات.

 

في العام 2006، ترك نيشروان مصطفى، أحد مؤسسي الاتحاد الوطني الكردستاني، الحزب زاعماً أنه أصبح فاسداً على نحو لاسبيل إلى إصلاحه، ليؤسس شركته الإعلامية الخاصة،" ووشا". تمتلك الشركة صحيفة ومحطة تلفزيون، وموقعاً على شبكة الإنترنت.
في أوائل العام 2009، وفي ظل غياب الإصلاح داخل حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، شكّل نوشيروان مصطفى "كوران"، أو الحركة من أجل التغيير، ليتحدى الحزبين الحاكمين. حصلت الحركة على 25 من أصل 111 مقعداً، وهو إنجاز كبير لحزب لم يمض على وجوده عدة أشهر، وخلق فضاءً للمرة الأولى لمعارضة قادرة على الاستمرار داخل حكومة إقليم كردستان.

ستبقى كوران تحاول ان  تجمع مكاسبها مع تحالف كردستان ، في محاولة لتوحيد الكرد في العملية السياسية. لكنها تريدأن ينظر إليها باعتبارها قوة مستقلة، تعارض الفساد واستمرار القبضة الحديدية على الحكومة الكردية. لهذا السبب، فلقد قررت في بداية الامر البقاء في المعارضة لكنها سرعان ماتراجعت يوم امس واعلنت بانها سوف تشارك في الحكومة المركزية في بغداد.

اما الاتحاد الإسلامي الكردستاني  فيرى بانه حزب "المرجعية الإسلامية" ويرتبط مع جماعة الإخوان المسلمين.في انتخابات كانون الثاني 2005 انضم الاتحاد الإسلامي الكردستاني إلى التحالف الوطني الديمقراطي، ثم انفصل عنه وخاض الانتخابات بشكل مستقل، وفاز بخمسة مقاعد. وهكذا أصبح حزب المعارضة الكردية الوحيد الذي له تمثيل في البرلمان الكردستاني.

لقد قطعت الاحزاب الكردية شوطا طويلا في تحالفها مع احزاب التيار الديني العراقي اخذة بنظر الاعتبار واقع المصلحة السياسية للقومين الكرد والتي تنحصر مع الاحزاب الدينية بسبب سيطرة الاخيرة على العملية السياسية في بغداد فلهذا نجد ان الاحزاب الكردية تضع نصب اعينها اولوية تحقيق الانجازات القومية التاريخية على افكارها العقائدية العلمانية التي سوف لن تجني منها اي شيء يذكر ان اذغعنت لها في الوقت الحاضر في وجهة نظرها.

اما في جانب الاحزاب الدينية فنرى ان الموقف مطمئن جدا للاحزاب الكردية حيث اثبت الاسلاميين الشيعة انهم ماضين ايظا في اعطاء الكرد امتيازات قومية تاريخية مهمة مما يشكل دافعا قويا للكرد للاستمرار في هذا الطريق,انها علاقة وتحالف يرقى الى مستوى الاستراتيج تقريبا.

واخيرا فكل شيء في السياسة وارد وممكن فلااحد يعلم ماهي نوع وحجم التغيرات التي قد تطراء على الساحة السياسية على المستوى الاقليمي والدولي من احداث قد تقلب موازين القوى والتحالفات بين الاصدقاء فعالم السياسية ليس فيه صديق او عدو دائم.......وكل الامور ممكنة في عالم اليوم.

 

Jawdat.kathum.alobeidi@gmail.com




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=1575
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2010 / 12 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19