قد ذكرنا سابقاً بعض الآيات التي يتعلق مضمونها بالدعاء، كما ذكرنا بعض الأحاديث التي تؤكد على فضل الدعاء وأهميته، وسنستمر في ذكر الأحاديث التي وردت بشأن الدعاء وأهميته وأنه يرد القضاء، ومنها:
- قال(ص): الدعاءُ مخُّ العبادة ولا يهلك مع الدعاء أحد..
- وقال(ص): لا تعجزوا عن الدعاء فإنه لم يهلك مع الدعاء أحد، وليسأل أحدكم ربه حتى يسأله شسع نعله إذا انقطع، واسألوا اللهَ من فضله فإنه يحبّ أن يُسأل، وما من مسلمٍ يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلاّ أعطاه الله تعالى بها إحدى ثلاث: إما أن يعجّلَ له دعوته، وإما أن يدّخرها له في الآخرة، وإما أن يكفَّ عنه من الشر مثلها، قالوا: يا رسول الله إذن نكثر قال: الله أكثر..
- وقال: إذا اشتغل العبدُ بالثناء عليَّ قُضيت حوائجه..
- وقال النبي(ص): إن اللهَ تعالى يُحب المُلحِّين في الدعاء..
- وقال (ص): ليس شيء أكرم على الله من الدعاء..
- وقال(ص) من سرَّه أن يستجيبَ الله سبحانه له في الشدائد والكرب فليكثر الدعاء عند الرخاء..
ولا شك أن الدعاء مرتبط إرتباطاً مباشراً بقضية البداء، ألا ترى كثرة ما جاء عن المعصومين(عليهم السلام) بشأن دفع القضاء بالدعاء, فعن رسول الله (ص) قال: لا يردُّ القضاءَ إلاّ الدعاء. وعن أبي حمزة الثمالي من حديث رواه عن أبي جعفر الباقر، وعلي بن الحسين عليهما السلام قالا: إن أفضل العبادة عفةً البطن والفرج، وليس شيء أحبّ إلى الله من أن يُسأل، والدعاء يرد القضاء الذي أُبرم إبراما.(الاختصاص).
وقال الإمامُ الباقر(ع) لزرارة: ألا أدلك على شيء لم يستثنِ فيه رسول الله (ص) قال: بلى، قال: الدعاءُ يردّ القضاء، وقد أبرم إبراما - وضمّ أصابعه -. وقال الإمامُ الكاظم (ع): عليكم بالدعاء، فإن الدعاء لله، والطلب إلى الله يرد البلاء، وقد قدر وقضي ولم يبقَ إلاّ إمضاؤه، فإذا دُعي الله (عزّ وجل) وسُئل، صرف البلاء صرفاً.
وعن عمر بن يزيد: سمعتُ أبا الحسن (ع) يقول: إن الدعاءَ يرد ما قد قُدر وما لم يُقدّر، قلت: وما قد قدر عرفته، فما لم يقدر؟ قال: حتى لا يكون. وعن الإمام زين العابدين (ع): الدعاءُ يدفع البلاء النازل وما لم ينزل, وورد عن أبي عبد الله الصادق(ع) قال: الدعاء يردّ القضاء بعد ما أبرم إبراماً، فأكثر من الدعاء فإنّه مفتاح كلّ رحمة، ونجاح كلّ حاجة، ولا يُنال ما عند الله إلاّ بالدعاء. وليس بابُ يكثر قرعه إلاّ يوشك أن يفتح لصاحبه. وعن الإمام موسى الكاظم(ع) قال: عليكم بالدعاء، فإنّ الدعاء والطلبة إلى الله يردّ البلاء وقد قدّر وقضي فلم يبقَ إلاّ إمضاؤه.(مستدرك سفينة البحار)...
|