• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : قفْ للمُعلمِ  .
                          • الكاتب : عبد المحسن الباوي .

قفْ للمُعلمِ 

  لا يختلف اثنان من أولي الألباب أن الأمم والشعوب، إنما تتسنمُ مراقي التطور والتقدم الحضاري بوجود منظومة متكاملة العناصر، ومن أهم وأبرز هذه العناصر هو الجانب التعليمي بمفاصله كافة، ويقف المعلم في المرتبة الأولى من مفاصل الجانب التعليمي المشكل لعناصر منظومة التكامل المؤهلة لتقدم وازدهار وتطور الشعوب والأمم، ولن تصل أي أمة من الأمم إلى ما تروم الوصول إليه من رُقي ما لم تضع المعلم خاصة والمنظومة التعليمية عامة في بداية سُلّم اهتماماتها وأولوياتها، وهذا الجانب لم يغفله الإسلام العظيم ونبينا الكريم(ص) في ما لا يحصى من الأحاديث الشريفة التي سلطت الضوء على أهمية دور المعلم في صلاح الفرد والمجتمع دينيا ودنيوياً، حيث يقول (ص) (إنما بُعثتُ معلما ) وفي حديث آخر(آباؤك ثلاثة فأب ولدك، وأب علمك، وأب زوجك) وغيرها من النصوص التي تؤكد على حقيقة مفادها أنه لا توجد شريعة من الشرائع أكدت على أهمية دور المعلم وضرورة وضعه في موضعه المناسب كالشريعة الإسلامية، وهذه مسؤولية كبرى يتشاطرها المعلم من جهة أن يعرف حجم وخطورة وأهمية الدور الذي يلعبه في بناء الفرد والمجتمع ويتحرك على أساسه، ومن جهة أخرى مسؤولية المجتمع، وتتمثل بتوقير المعلم وتقدير جهوده وإشاعة ثقافة احترام هذه الشريحة البناءة عرفاناً وشكرا ً لما يقوم به المعلم من بناء الجيل الجديد، ومعلوم أن بناء الإنسان أصعب وأخطر من بناء الجدران، لأن الخطأ الذي يقع فيه مهندسو البناء في تشييد بناية أو مشروع معين تكون تبعاته خسارة مادية فحسب وبالتالي يمكن تعويضها، ولكن من الصعوبة هدم بناء فكري وعقائدي خاطئ لإنسان رسخت في عقله مفاهيم وأفكار خاطئة وهدامة، وللجميع أن يتصور حجم الكارثة في ذلك، لذا ينبغي للمجتمع حفظ منزلة المعلم، لأنه يقوم بمهمة سبقه اليها الأنبياء والمرسلون : 
                قفْ للمعلِّم وفّه التّبجيلا         كاد المعلمُ أن يكونَ رسولا




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=157761
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 07 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12