• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الخطط طويلة الأمد والقرآن الكريم .
                          • الكاتب : علاء محمد حسن .

الخطط طويلة الأمد والقرآن الكريم

  عرفت الخطط الخمسية أو السبعية أو البعيدة الأمد منذ وقت طويل جداً، وحتى قبل ظهور الاسلام بـ(1000) سنة تقريباً، وتعتمد هذه الخطط على عمل دراسة وتخطيط لما ستقوم به الدول من أجل تطوير المجتمع، وتكون هذه الدراسة لجميع مفاصل الحياة العامة، كأن تكون سياسة اجتماعية رياضية صحية...
وليس من الشرط ان تكون هذه الدراسات على مستوى الدولة والحكومات فقط، وانما حتى على مستوى أفراد أو أسر؛ كأن يكون مخطط الشخص انه كيف سيدخل الجامعة ثم يمارس مهنة معينة، أو تقكير اسرة كيف انها ستقوم بشراء قطعة، أو بناء منزل جديد وغيرها من الخطط او الدراسات الشخصية أو العامة التي تهدف الى تطور وتسهيل حياة الفرد.
وقد أشار القرآن الكريم الى هذه الممارسة أو هذا التطبيق الاجتماعي في سورة يوسف (ع)، وقصته في تأويل الحلم للمساجين الذين كانوا معه، وقال الله تعالى في كتابه الكريم: (قالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً فَما حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِمَّا تَأْكُلُونَ (47) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذلِكَ سَبْعٌ شِدادٌ يَأْكُلْنَ ما قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِمَّا تُحْصِنُونَ (48) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عامٌ فِيهِ يُغاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ)، وكان الهدف من هذه القصة التي ذكرت حتى نتعلم منها دروساً، وتكون هذه الآيات كعبرة لنا، فهي لم توضع في محكم كتاب الله لتكون مجرد قصة يملأها هذا الكتاب الاعجازي، فكل قصة أو حديث ورد في كتاب الله ماهي الى رسالة هدفها أن نتعلم منها الدروس وتكون كعظة لنا.
ولا أعرف كيف والى هذه اللحظة أن دولتنا أو سياسيينا لم يتعلموا لا من القرآن الكريم، ولا من القصص الموجودة فيه، كأن لم يقرأ أحد منهم الكتاب العزيز، مع العلم أن نسبة 70% من أعضاء البرلمان هم من أحزاب إسلامية سنية كانت أم شيعية..! وشعبنا يتساءل: ان هذه هي الفترة النيابية الثانية، فلماذا هذه الصراعات والأزمات السياسية أو الشخصية المفتعلة فيما بينهم؟
إن الحكومة تطلب من الشعب الصبر والتضحية، وتطلب منه ان يضحي فيستجيب الشعب عن طيب خاطر لكل هذه التضحيات واكثر من ذلك؛ لأنه لايريد أن يرجع الى فترة حكم الطواغيت، أو مأساة (2004-2005)، ولايريد أن يعيد فترة القتل العشوائي وفترة الفتنة الطائفية...
ان الشعب العراقي يريد أن يخطط ويبني دولة مؤسسات وحكومة وطنية، لا دولة عصابات وفرق سياسية, كل الشعب متحد ومتكاتف فيما بينه، وهو اقوى من كل فتنة مهما عصفة به ان شاء الله.. لكن للأسف ان مايفرقه هي تصريحات السياسيين والبرلمانيين اللامسؤولة، رغم عزفهم على وتيرة انهم يريدون المصلحة العامة للشعب، وانهم لايسعون وراء الكرسي..
 إن الوطنية الحقيقية والشعور بالمسؤولية تظهر عند ساعة الحسم، وهذا الشعور هو مايجب أن يتحلى به ساستنا، وليتعلموا حب الوطن والدين من أمير المؤمنين أبي الحسن (ع)، عندما كان الحق له ويستطيع ان يحصل عليه، ضحى بكرسي الخلافة الإلهي من اجل الحفاظ على بيضة الاسلام ووحدة المسلمين؛ لنتعلم من هذا البطل العملاق كل فنون الوطنية، والسياسة الصحيحة، وحب الوطن، وحق المواطنة، ولنتعلم من مقولته:
((اعمل لدنياك كأنك تعيشُ ابداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً))..




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=157852
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 07 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 14