• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : تمتمات عاشق .
                          • الكاتب : منتهى محسن .

تمتمات عاشق

 (1)

                             
أحرف أربع عانقت الوجود وفاضت القا براق في قلوب الموالين رجالا ونساء ، فيا لقلب المحب وهو يهيم عشقا ويذوب وجدا بحب الكرام البررة ائمة النور والسناء ، ومن فيض اسمه  لطالما نهم ومن هدى وحيه لشد ما قبل ولثم، وانسابت جوارحه دمعا حزينا كالشجن وهو يحتضن الضريح بتوسل وشديد وجع وألم . 
لهفي على قلبك يا اباعبد الله فبأي صورة كَملك بها الله تعالى، أتسقي أعداءك من منهل الماء ! وتنساب دموعك لأجل هؤلاء! فأي أخلاق تملكها بحق السماء.       
ولو تمنى البعض أن تنمحي الحقائق وتندثر تلك الالاء، ولو سعى الآخرين بإلصاق التهم وإثارة الغل القديم  وبث الفتن والأهواء، لكن سِحر الحسين حول الظُلمة إلى ضياء ، وأتم الحق وطبق سُنن الإله. 
فأصله معروف ونسبه معلوم وخلقه الكريم رمزا لرفعة الاسماء ، ابن يعسوب الدين باب العلم والحكمة ذو الفقار سيد الأوصياء، وابن سيدة النساء بضعة الرسول، وريحانته فاطمة الزهراء .
جده الرسول المصطفى الأمين، حبيب رب الأرض والسماء، حقا لقد تكاملت الصورة وتأطرت عبقا ومسكا بروائع الأنباء، ومضت نحوه  ملائكة تحفو به وتسابق خطاه من كل صوب وحدب .
واستقر الظالمين في سقر لا تبق ولا تذر وقد تقطعت أعضائهم أشلاء، حَسُنت  مستقرا ومحشر وقد أضرمت للعتاة  الظالمين لهب النار حرقا وفناء، جزاء بما كسبوا دار البؤس والشقاء .    
ويبقى اسمه رداء الثائرين وجذوة ليس لها ابدا ًمن انطفاء، ويِظَل يعترش الفؤاد ويحتل بالفكر أسمى حالات الرقي والاحتواء ، وعلى الشفاه ترنيمة  تذوب بذكراه  كلما شربنا عذب الماء.
وبالدم صغناه وعدا لامس كل القلوب والشفاه  : ( ابداً والله يا زهراء لن ننسى حسيناه  )
(2)

حسين .. كلما مضى الدهر تجدد اسمه وكأنه انساب  مع ضياء السماء غيثا ورزقا . وكلما اكتسح الليل النهار، برز لهم بمشعل الحرية والبهاء، سر من أسرار الله ومعقل حي  للأبطال، وموطن للثوار والأحرار.
وهبه الله تبارك كرامة ووقار، عصى على الدهر طيه عبر محطات النسيان ، وقد أطر بشهادته أسمى آيات البطولة والفداء فاستحق وبكل فخر أن يلقب سيد الشهداء بينما ظل القوم على غرار حقدهم المستبد بالخبث لأهل بيت النبوة والفداء، وقد قدموا على فعلتهم النكراء ، كعهدهم  القديم  بتطبيق ثقافاتهم على طبق الغل والدهاء، حتى  افرغوا سمومهم الدفينة على والده سيد الأوصياء ، فما زاده ذلك والله إلا خلود وبقاء.
ومضوا فرحين يشدو بهم الأمل بامتلاك ملك الري والتشبث بدنيا الغرور والضياع  ، وتطاير الشرر من ثنايا الكفر وهي تسوقهم عنوة لارتكاب ابشع الجرائم وتفننوا في إظهار العداء..
حالوا بينه وبين ماء الفرات حتى أرهق الظمأ قلوب آل البيت الأطهار رجالا ونساء وأطفال...
نحروه فلم يشفي قلوبهم المتعطشة لإراقة  الدماء الزكية ولم يكتفوا بذبح ابن بنت نبيهم بكل لؤم وعنجهية ...
علقوه على الرماح وجابوا به بقاع الأرض غير نادمين ولا آسفين بل اشرئب الحقد الأسود في عروقهم  
سبحان الله...  أكانوا  يظنون بفعلهم إطفاء شعلة النور والأيمان !، أو أن يفلحوا بمحو شخصه الكريم  من ذاكرة الخلود وقلوب العشاق
 
ووصلت الوقاحة ذروتها بالتعرض لحرم رسول الله سبيا وبهتان ، أمن البطولة ممارسة فنون العنجهية والحمق  على عيال اشرف خلق الله!
شدقوا ألفاه فرحا وغرتهم ألاماني وضيعوا الرشد والصواب، ونزعوا جلدة الغيرة والحمية ولبسوا جلباب الدجل  والنفاق،  فماذا هم فاعلون إن جاء غضب الله  أو حل بهم البلاء ؟!. 
تقدس الله  بملكوت الرفعة  وهو القادر على إذلال عروش أهل الكفر والطغيان،  وظل الحسين طليقا يسافر على أجنحة الزمان ترنيمة عذبة تحيي النفوس وتعيد للإنسان هويته الحرة الأبية بالرغم من موجات الظلم والعدوان.
فأي أخوة يرتقي بها المرء إلى كمالات تتلاشى قبالها أوجه حب الدنيا ، وتسمو بالأفق  روح  ذابت تيمنا لملكوت ربها ، وقد شمر عن ساعده واقسم إلا أن ينال أحسن المنازل مستقرا وعزا .      
وهكذا تبقى القلوب تحمل بثناياها مشاعر جمة  تزفها لأبا الفضل وهو يسطر على مدى التاريخ أنبل صور وعبرة،  ويشق نجمه نورا يتسرب إلى الكون اجمع، وقد قالها  بملأ إلفاه:  لا للفجرة .. الكفرة. 
وفي عرصات القيامة تمضي الزهراء وفي يدها الشريفة تمسك كفا الوفاء، ونحو أم البنين تؤمي وتطالب بمن حز الوريد إلى الوريد، هنالك يخسر المبطلون ويبدأ العذاب الحق الأكيد بمن سفك الدم الشريف بالشيب التريب .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=157933
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 07 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3