• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : أخبار وتقارير .
              • القسم الفرعي : أخبار وتقارير .
                    • الموضوع : مشتل العتبة العباسية المقدسة.. رواء يزهو بالبركات .
                          • الكاتب : احمد الخالدي .

مشتل العتبة العباسية المقدسة.. رواء يزهو بالبركات


 أضحت العتبات المقدسة في العراق وخصوصاً في كربلاء المقدسة نميراً يستقي منه الموالون، ما يروي ظمأ أرواحهم إلى فيوضات الرحمة الإلهية النازلة في هذه البقاع, وموضع قبر أبي الفضل العباس (ع) من أصدق الشواهد على ذلك, فهو باب الحوائج الى الله تعالى، وملجأ كل مكروب ومهموم وحزين، لذا آلى القائمون على العتبة المقدسة أن يوفروا للزائر كلّ ما يريح النفس في هذا الصحن المطهر، ليستريح من عناء همومه، وهو بين ظهراني عتبات الطهر والقداسة, ولم تقتصر الخدمات التي يقدمها قسم الشؤون الخدمية على ما هو متعارف لدى الجميع، فمن ضمن ما يقوم به ما يتعلق بالزراعة والتشجير، لتعمّ ثقافة الزهور أجواء كربلاء المقدسة.
صدى الروضتين التقت بالحاج (خليل هنون) رئيس قسم الشؤون الخدمية في العتبة العباسية المقدسة، ليتحدث عن أهمية شعبة الزراعة في قسم الشؤون الخدمية في العتبة العباسية المقدسة، والغاية من  تأسيسها:
 نظراً لحاجة العتبة إلى أنواع من نباتات الزينة والزهور، ولتوفير الجهد والمال اللذين ننفقهما في عملية شراء الشتلات من مدينة بغداد، ولكون كربلاء المقدسة فيها أراضٍ زراعية جيدة جداً، تولدت لدينا فكرة أن يكون للعتبة مشتل خاص بها، رغم أن البعض قالوا: إن هذه الفكرة لن يكتب لها النجاح، ولكن بالجهود المتضافرة، وبالرعاية الكريمة من قبل سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه)، أنشأنا هذا المشتل، وتطور العمل، وتوسعت مساحته، وأصبحت لدينا خبرات كافية جعلت من العتبات المقدسة الأخر، تستعين بنا من أجل انشاء مشاتل خاصة بها.
 وأعتقد أن هذا الأمر لابدّ أن يُؤخذ بعين الاعتبار؛ لأن المعروف عن العتبات المقدسة أنها بمنأى عن الزراعة وأمورها, لكن العتبة العباسية كان لها السبق في هذا المجال، مما جعل من الكثير من المشاتل في كربلاء المقدسة، وبعض المحافظات الأُخَر، تحتاج الى مشتل العتبة العباسية المقدسة، وهذا ما لم يكن مألوفاً في السابق، فكربلاء المقدسة والمحافظات الأُخَر، كانت هي التي تأخذ من بغداد، أما الآن فكثير من مشاتل بغداد، وبعض الشركات التركية الموجودة في بغداد، تأخذ من مشتلنا، رغم أن امكانياتنا ليست بالامكانيات الكبيرة لتستوعب الطلبات المتزايدة من قبل المحافظات، ولكننا ولزيادة الطلب في طور توسيع المساحة والامكانيات، لتتناسب مع حجم الطلب المتزايد.
 وفي رأيي أن لهذا الاقبال الكبير على مشاتل العتبة العباسية المقدسة أسباباً منها: جودة الشتلات المأخوذة من مشتلنا، ولمصداقية التعامل، واحترام الوقت، ولأننا نمتلك وكالة حصرية لبعض البذور، والعتبة العباسية الجهة الوحيدة التي تنتج بعض أنواع الأشجار بأحجام كبيرة، وهذا ما يختصر الوقت في زراعة الاشجار.
 وتحدث مؤيد هاتف محمد مسؤول مشاتل العتبة العباسية المقدسة عن نشاطات الشعبة، وعن بداية تأسيسها قائلاً:
 بدأت فكرة إنشاء مشاتل العتبة العباسية لحاجة العتبة إلى زراعة القواطع الوسطية في شارع قبلة العباس (ع)، وتزيين داخل الصحن العباسي المطهر، وكذلك لحدائق ما بين الحرمين الشريفين، فكنا سابقاً نشتري الشتلات من مدينتي بغداد والحلة... وبما أننا بحاجة دائمة لجعل هذه المنطقة مليئة بالزهور، فهذا يجعلنا نشتري في كل موسم ما يناسبه من زهور، لذلك كانت الفكرة أن تتبنى العتبة إنشاء مشتل خاص بالعتبة المقدسة، يوفر هذه الاحتياجات، علماً أننا نحتاج الى الزينة في المناسبات التي تقيمها العتبة العباسية: كالاحتفاليات والمهرجانات وما شابه... وقد تم تنفيذ الفكرة، فكان مشتل العتبة العباسية المقدسة أول مشتل في العتبات المقدسة في العراق، ثم جاء بعده مشتل العتبة الحسينة المقدسة، ومشاتل العتبات الأُخَر... وبعد أن غطينا حاجة العتبة المقدسة من الشتلات، بدأنا بمرحلة ثانية أتت نتيجة زيادة الانتاج في المشتل، وهي بيع الشتلات إلى المواطنين.
وأضاف: إن شعبة الزراعة تتألف من (وحدة المشاتل) و(وحدة الصحن)، وهي الوحدة المسؤؤولة عن تجهيز الصحن بالسنادين والظليات، وكذلك القاعات الموجودة في الصحن الشريف في الأيام العادية، وكذلك من مهمات وحدة الصحن القيام بالتهيئة للمناسبات، كإعداد المنصات، وتزيين الصحن بسنادين الزهور والظليات.
 ومن الوحدات (وحدة الحدائق الخارجية): وهي المسؤولة عن الحدائق الخارجية والتابعة للعتبة المقدسة: كحدائق شارع قبلة العباس (ع)، وتزيين الحائر العباسي في أيام المناسبات، وكذلك من مهماتها بعض الأعمال الاستثمارية: كحدائق مستشفى الحسيني، والجزرة الوسطية في حي الاسكان من مجمع عيادات الأطباء ولحد المجسر، وهذا العمل يتم بالاتفاق مع بلدية كربلاء، وهناك (وحدة الوقاية)، وهي مسؤولة عن وقاية المباني والمزروعات من الآفات الزراعية،  وتتكون من ثلاثة مهندسين زراعيين، وهناك أيضاً (وحدة المنحل).
صدى الروضتين: ما هي الميزة التي يتميز بها مشتل العتبة العباسية المقدسة؟
أول ميزة يتميز بها هذا المشتل اتساع مساحة العمل، والثانية هو انه المشتل الوحيد الذي يستورد الشتلات من خارج القطر، إذا اسثنينا مشاتل أمانة بغداد، فنحن الوحيدون الذين نستورد من تايلند وبريطانيا وفرنسا وايران وهولندا، بما يتناسب والظروف المناخية لمدينة كربلاء المقدسة، والثالثة هو أنه يبيع الشتلات بأنسب الأسعار, ويوفر مشتل العتبة العباسية الشتلات الدائمية: كالأشجار الكبيرة، والشتلات الصغيرة، وكذلك الشتلات الموسمية، والظليات بأنواعها.
أما عن موارد تصريف انتاجنا من الشتلات، فهي أولاً تغطية حاجة العتبة المقدسة وما يرتبط بها من مواقع، والبيع على المواطنين داخل مدينة كربلاء حصراً... ثم تطور الأمر الى تجهيز البلديات ما تحتاجه من شتلات، فنحن المشتل الوحيد الذي يعمل على زراعة الشتلات الكبيرة من (2 – 4) متر، لذلك بدأت بلدية كربلاء المقدسة وقسم الحدائق والمتنزهات التابع لمجلس المحافظة بالتعامل مع مشتلنا لتشجير طريق النجف، وتشجير طريق بغداد، وطريق الهندية، وكذلك جهزنا بلدية الرشيد وبلدية المنصور، وبلدية الكاظمية في بغداد بعدد كبير من شتلات الأشجار الكبيرة.
وبدأنا باستيراد (الثيِّل) الهولندي، والذي يتميز بخضرة دائمة صيفاً وشتاءً، وسيتم زراعة الجزرات الوسطية بهذا (الثيِّل)، بدلاً عن (الثيِّل) الأمريكي المستخدم سابقاً.
ومن الأمور المهمة هي استخدام البيوت البلاستيكية المتعددة الفضاءات، وقد بنينا منها اثنين، أحدهما بمساحة (1100)م، والثاني بمساحة (1200)م، وتحتوي هذه البيوت على مفرغات هواء تسمى مفرغات مترية، لغرض ادامة التهوية والتبريد داخل البيوت البلاستيكية، والذي يساعد على تسريع النمو. 
صدى الروضتين: ما عدد انواع الشتلات التي يتم زراعتها في المشتل، وما هي أسماؤها؟
لدينا انواع من الزهور تُزرع  في الموسم الشتوي وعددها (28) نوعاً، ومنها (10 – 12) نوعاً مهماً، منها الـ(البتونيا) و(الاقحوان) و(اليلدز)، وعليها طلب كبير. أما في الموسم الصيفي، فهناك (22) نوعاً من الزهور، ومنها (8 – 10) انواع مهمة، منها: (عين القط)، و(الزينيا)، و(القديفة)، و(الجعفري)، وهناك الكثير من الأنواع الدائمية، قسم منها شبيه بالموسمي مثل الـ(استر ملكي)، والـ(الكزانيا)، وهناك الشتلات الدائمية الكبيرة، والتي يصل عمر البعض منها الى (60) سنة، مثل الـ(الجهنمي المطعم)، وهو الذي ينفرد مشتل العتبة العباسية المقدسة بانتاجه على مستوى العراق، حيث تم استيراده من تايلند، وتتميز الشتلة الواحدة بحمل الزهور بألوان متعددة، وهناك بعض الشتلات التي نستوردها وتسمى بالـ(المظفور)، ونستخدمها لتزيين الصحن الشريف، وكذلك نعرض قسم منه للبيع، مثل (الياس المزهر)، و(الهايدر الظلي)، و(البنجامينيا) وطريقة ضفر هذه الشتلات تعتمد على مناخ البلد الذي نستورد منه، حيث يتميز بالرطوبة، مما يساعدهم على انتاج هذه الشتلات المضفورة، حيث يتم ضفرها، وهي نبتة صغيرة، وحين تكبر تتداخل أغصانها مع بعضها نتيجة الرطوبة العالية، وتكون بالشكل الذي ترونه في نباتات الزينة الموجودة في الصحن الشريف، وتبقى هذه الضفيرة تكبر مع نمو النبتة.
 ومن النباتات الدائمية الأُخرى (الاكاسيا المصرية)، و(الاكاسيا الفيستولا)، وفي هذه الموسم سيتم انتاج مليون شتلة موسمية في الصيف المقبل.
 أما الشتلات الدائمية، فيوجد لدينا الآن(500,000) الف شتلة بين ما انتجناه في المشتل، وما تم استيراده من خارج العراق في طور التجهيز للبيع، هذا من غير الشتلات المجهزة فعلاً ومعروضة للبيع.
صدى الروضتين: ماذا عن معارض الزهور؟
يقوم المشتل بعمل معرض سنوي للزهور على حدائق متنزه الحسين (ع) في كربلاء المقدسة، لغرض نشر ثقافة التشجير، واقتناء الزهور، وليطلع المواطن على انواع الزهور والظليات والتصاميم الحديثة للحدائق، والتي يتم عرضها في هذا المعرض، كذلك للتسهيل على المواطنين الذين لا يستطيعون الوصول الى المشتل، ويستمر هذا المعرض لمدة (12) يوماً, هذا اضافة الى مشاركاتنا في المعارض التي تقام في المحافظات الأُخَر، ففي هذا العام لدينا مشاركة في معرض البصرة للزهور، والذي يفتتح في يوم(1/4)، وكذلك لدينا مشاركة في معرض بغداد الدولي. أما معرضنا السنوي لهذا العام، فسوف يُؤجل الى شهر شعبان المبارك إن شاء الله تعالى.
وعن عمل (وحدة الوقاية)، تحدث المهندس الزراعي حامد علاوي حسين مسؤول وحدة الوقاية قائلاً:
 عمل وحدة الوقاية هو وقاية المباني والمزروعات من الآفات، وكذلك مكافحة المزروعات من الحشرات الضارة، والآفات الزراعية، وكذلك من أعمال هذه الوحدة وقاية كل الحدائق التي قامت شعبة الزراعة بإنشائها من الآفات الزراعية، ومتابعتها بصورة دورية، فضلاً عن مشاتل العتبة المقدسة والأبنية التابعة لها: كالمخازن والفنادق... ولدينا تعاون مع دائرة الصحة في القيام بحملات وقائية في المدينة: كحملة مكافحة الذباب، والحملة الخاصة بأنفلونزا الخنازير، وأنفلونزا الطيور.
أما عن (وحد المنحل)، فقد تحدث المهندس الزراعي حسنين محمد عبد الرضا قائلاً:
 بدأنا في العام الماضي بتكثير الخلايا، وتطوير آلية العمل، حتى وصل عدد الخلايا الى (150) خلية نحل، علماً أننا استخدمنا تقنيات حديثة لتكثير ملكات النحل من السلالات الجيدة، وسنشهد في صيف هذا العام ان شاء الله تعالى انتاج العسل بكميات أكبر من العام الماضي، ونحن مستمرون ان شاء الله تعالى بتطوير وتكثير هذه الخلايا؛ لغرض طرح عسل العتبة العباسية في الأسواق.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=157965
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 07 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28