• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الاعتدال في الطعام يقوِّي الذاكرة .
                          • الكاتب : تبارك صباح .

الاعتدال في الطعام يقوِّي الذاكرة

  دراسة حديثة تؤكد أن استهلاك سعرات حرارية أقل يعني ذاكرة أفضل، فقد أظهرت دراسة علمية حديثة أن خفض استهلاك السعرات الحرارية ضروري جداً لتحسين الذاكرة لدى الإنسان وبخاصة كبار السن.
ووجد باحثون في جامعة (مونستر) في ألمانيا أن المشاركين في البحث من الجنسين، ممن تقيدوا بحمية غذائية قليلة الوحدات الحرارية، جاء أداؤهم الأفضل في اختبارات الذاكرة الشفهية من سواهم ممن لم يخضعوا لذات الحمية.
ماذا تعني هذه الدراسة بالنسبة لنا كمسلمين؟
نستطيع أن نستنتج من هذه الدراسة وغيرها من الدراسات التي يجريها أخصائيو التغذية، أن الاعتدال في الغذاء هو الأفضل، فالمبالغة في حرمان الجسم من الغذاء يؤدي إلى ضعف في الذاكرة، وبنفس الوقت زيادة استهلاك الغذاء تؤدي إلى ضعف في الذاكرة، فما الحل إذن؟
استمعوا معي إلى هذه الآية الكريمة التي تحدد لنا أسلوب استهلاك الغذاء، حيث يأمرنا اللهُ تعالى أن نأكل ونشرب ونستمتع بما أحله اللهُ لنا من طعام، ولكن بشرط ألا نسرف ونبالغ ونستهلك كميات كبيرة من الطعام، يقول تعالى: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ).
أما عن الذين يمارسون حمية غذائية قاسية، ويحرمون أنفسهم من الطعام المعتدل، فإن العلماء يؤكدون أن هذه الحمية لها أعراض خطيرة مثل: انخفاض المناعة، وضعف الذاكرة، واضطراب الحالة النفسية، ولذلك فإن الله تعالى قال: (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ). 
 فللنظر إلى هذا النظام المعتدل الذي جاء به الإسلام قبل أربعة عشر قرناً! فالإنسان عندما يرتكب المحرمات ويكفر بالله ويعلن الفاحشة، فإن هذا من أشد أنواع المبالغة والمغالاة، ولو تتبعنا نسب العنف والانتحار والجرائم والاغتصاب وغير ذلك، نلاحظ أن هذه النسبة تكون في المجتمعات الإباحية مرتفعة جداً.
ولذلك فإن الإسلام يأمرنا بالاعتدال في كل شيء، في طعامنا وشرابنا ومعاملاتنا وأخلاقنا، فقد حرم الزنا وأباح الزواج! وحرم الربا وأباح التجارة، وحرم الاسراف في الطعام وأباح الاعتدال والوسطية، ولذلك كان الإسلام هو الوسطية، يقول تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا).




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=158046
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 07 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3